الشغف بكرة القدم بين مواطني البرازيل يفوق كل شيء آخر، يتجسد ذلك في لاعب منتخب البرازيل التاريخي الراحل "سقراط"، الذي دخل عالم كرة القدم في سن متأخرة بلغ 24 عاما، ومع ذلك كان له بصمات خاصة وإنجازات صعب تكرارها، فحبه للتك الراضية جعله يحترفها كبيرا، ثم يعتزلها مرة أخرى للعودة إلى مهنته الأساسية.. طب الأطفال.
سقراط، المولود في 19 فبراير 1954، لم يكن في البداية لاعب كرة قدم، وإنما درس الطب أولا قبل التفرغ للعب كبيرا، لكنه عندما خاض تلك التجربة، وصل إلى مرتبة عظيمة في صفوف المنتخب البرازيلي، بل ساهم مع منتخب بلاده في نسختين من المونديال، عامي 1982 و1986، ويكفي أنه كان أحد أفراد "أعظم جيل لمنتخب البرازيل" عام 1982، والذي خرج من البطولة فقط لأنه أراد أن يعلب "كرة قدم ممتعة" لا أكثر.
ويعد سقراط، في نظر كثيرين، أحد أهم لاعبي كرة القدم البرازيليين في التاريخ، ذاع صيته في مونديالي 1982 و1986، واشتهر بأسلوب اللعب المهاري الممتع، وصناعة الأهداف والتسجيل بأكثر من طريقة.
مسيرة سقراط
على مدار مسيرته الدولية، لعب سقراط 60 مباراة للبرازيل بين مايو 1979 ويونيو 1986، وسجل 22 هدفًا، كانت أفضل فتراته على الإطلاق عندما حمل شارة القيادة لمنتخب البرازيل في نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا.
اشتهر سقراط بصناعة الأهداف بكعب القدم، كما كان يجيد اللعب بكلتا قدميه، والتسديد الدقيق من مسافات بعيدة عن المرمى، والمراوغة وردود الفعل الهادئة، كما كان بسيطًا في الاحتفال بالأهداف، ولا يحتفل بشكل هستيري كما يفعل اللاعبون عادة.
أكثر ما ميز "ستايل" سقراط، هي عصابة الرأس، التي كان يكتب عليها دوما رسائل للإعلام، أولها كانت رسالة تضامن مع المكسيك التي ضربها زلزال مدمر قبيل استضافتها لمونديال 1986، وكان ذو ميول يسارية، ومنحازا للفقراء، سواء في أفكاره أو حتى في لعب الكرة.
سقراط كان يؤمن بمبدأ "متعة كرة القدم" وأن من واجب اللاعب إمتاع الجماهير، لذا رفض استكمال مسيرته الاحترافية وسط صفوف "فيورنتينا" بالدوري الإيطالي، نظرا للاهتمام بالنتائج والأمور المادية على حساب متعة كرة القدم.
واعتزل سقراط كرة القدم في 1987 بشكل مبكر، ليتفرغ لممارسة الطب ومساعدة الفقراء، وكان كاتب عمود في صحف عديدة في البرازيل وخارجها، وتوفي عام 2011 بسبب عدوى معوية شديدة.
المصدر: مرسال قطر