بعد أن كشفت في الفترة الماضية عن الملاعب التي تستضيف نهائيات كأس العالم 2022 بتصميماتها المبهرة التي ستمنح البطولة نكهة خاصة، أصبح جمهور كرة القدم على ثقة تامة بأن دولة قطر ستمنح الجميع نسخة استثنائية وتاريخية في المونديال الذي سيقام لأول مرة في بلد عربي.
ومنذ إعلان فوز قطر بتنظيم كأس العالم عملت اللجنة العليا للمشاريع والإرث الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع البنية التحتية لاستضافة مونديال 2022 بكامل طاقتها من أجل إخراج البطولة في أبهى حلة، ومنح العالم العربي الصورة التي يستحقها أمام جميع دول العالم، وذلك عن طريق تنظيم نسخة لا تنسى من المونديال.
ومن أجل كأس العالم 2022 أنشأت قطر 7 ملاعب جديدة لاستضافة مباريات المونديال، وهي: إستاد لوسيل، وإستاد البيت، وإستاد أحمد بن علي، وإستاد الجنوب، وإستاد 974، وإستاد الثمامة، وإستاد أحمد بن علي، كما تم تطوير إستاد خليفة الدولي، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى التي تنفيذها من أجل تنظيم مميز للبطولة العالمية.
وهناك العديد من الأمور التي ستجعل مونديال قطر 2022 نسخة مميزة وفريدة في تاريخ بطولات كأس العالم، ونستعرض أبرزها في السطور التالية:
حضور أكثر من مباراة في يوم واحد
خلال البطولات السابقة لكأس العالم كان من الصعب أن يتمكن المشجعون من حضور أكثر من مباراة في البطولة خلال يوم واحد، وذلك بسبب المسافة البعيدة بين الملاعب وصعوبة التنقل بينها، لكن هذا الأمر لن يشكل صعوبة أمام الجماهير التي ستتواجد في قطر لحضور مباريات مونديال 2022.
وتتميز النسخة القطرية من كأس العالم بقرب المسافة بين جميع ملاعب البطولة، حيث أطول مسافة بين الإستادات الثمانية التي ستقام عليها مباريات كأس العالم 2022 لا تتجاوز 75 كيلومتراً، وهو بالطبع أمر سيمنح الجماهير فرصة قد لا تتكرر حضور أكثر من مباراة خلال يوم واحد في المونديال القطري، ومتابعة نجومهم المفضلين عن قرب.
ملعب قابل للتفكيك بالكامل
منذ النسخة الأولى لبطولة كأس العالم 1930 وتحرص الدول المستضيفة للبطولة على إبهار جماهير الساحرة المستديرة وترك ذكرى لا تمحى، وبالطبع قامت دول قطر بالعديد من المشاريع المختلفة التي ستجعل مونديال 2022 هي النسخة الأكثر إبهارًا في تاريخ المونديال، وفقًا لتوقعات العديد من النجوم في عالم كرة القدم.
ومن أكثر الأمور المبهرة التي ستظهر خلال مونديال قطر 2022 هو إستاد 974، والذي تم إنشاؤه باستخدام حاويات السفن خلال فترة استمرت لما يقرب من 6 سنوات، حيث بدأ العمل في بناء الملعب صاحب التصميم الفريد في عام 2015 وتم افتتاحه في عام 2021، ويتواجد في منطقة رأس أبو عبود بالعاصمة القطرية الدوحة.
وإستاد 974 الذي يتسع لاستقبال 40 ألف مشجع هو الأول من نوعه في العالم، حيث يمكن تفككيه بالكامل، وهذا الأمر سيحدث بالفعل عقب انتهاء مونديال 2022، وفقًا لما أعلنته اللجنة العليا للمشاريع والإرث، حيث سيتم استخدام أجزائه في مشاريع أخرى، وهذا الأمر يبرهن على فكرة الإرث والاستدامة التي تحرص عليها قطر في عملية تنفيذ مشروعات كأس العالم.
كأس العالم لأول مرة في الشتاء
ومن الأمور التي ستجعل كأس العالم 2022 نسخة استثنائية هو إقامته خلال فصل الشتاء، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم المونديال في تلك الفترة من العام، حيث أقيمت جميع النسخ السابقة خلال فصل الصيف، وبالطبع هذا الأمر سيمنح البطولة مذاقًا مختلفًا، ومنافسة أقوى لأنه سيقام في منتصف الموسم الكروي تقريبًا، وسيكون جميع اللاعبين في قمة لياقتهم البدنية.
وقبل انطلاق بطولة كأس العالم 2018 في روسيا بأيام قليلة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عن إقامة مونديال قطر 2022 في فصل الشتاء، وذلك نظرًا لارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وهو القرار الذي استقبل بترحاب كبيرة من جانب العديد من المدربين واللاعبين الحاليين، بالإضافة إلى نجوم كرة القدم السابقين.
مونديال عربي لأول مرة في التاريخ
في عام 2010 نجح الملف القطري في التفوق على جميع منافسيه، وتم الإعلان رسميًا عن فوز بلد عربي بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم لأول مرة في التاريخ، وهذا الأمر بالطبع يجعل دولة قطر حريصة على إخراج البطولة في أفضل صورة، وإظهار العالم العربي بصورته الحقيقة أمام جميع دول العالم.
وإقامة كأس العالم 2022 في بلد عربي لأول مرة، سيكون بمثابة فرصة تاريخية أمام دولة قطر والدول العربية بشكل عام للتقرب أكثر من الدول الأخرى، كما ستمنح البطولة شعوب دول العالم في القارات المختلفة فرصة للتعرف على الثقافة العربية، والعادات والتقاليد التي يتميز بها أبناء عالمنا العربي.
تقنية التسلل الآلي تظهر للمرة الأولى في المونديال
لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم، سيشهد مونديال قطر 2022 استخدام تقنية التسلل الآلي، وهذه التكنولوجيا الجديدة ستستخدم 12 كاميرا تُثبّت أسفل سقف الملاعب، وذلك من أجل تتبع حركة الكرة، وما يصل إلى 29 نقطة بيانات تعمل بسرعة 50 مرة في الثانية مخصصة لكل لاعب داخل الملعب، والهدف منها احتساب الموقف الدقيق للاعبين للتأكد من صحة بعض الألعاب خلال المباريات.
وتقنية التسلل الآلي ستوفر تنبيها تلقائيا لحكام المباريات بالإضافة إلى حكام الفيديو كلما استقبل لاعب متسلل الكرة من أحد زملائه، وبعد ذلك يقوم حكم تقنية الفيديو بالتحقق من وضعيات التسلل المقترحة من التكنولوجيا الجديدة بالنظر لمكان ركل الكرة وخط التسلل في عملية لا تستغرق أكثر من بضع ثوان فقط، ثم يقوم بإبلاغ الحكم الرئيسي بالقرار.