في رأي الجماهير، يعد الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، أعظم من لمس كرة القدم على الإطلاق، فهو يتشارك مع البرازيلي بيليه لقب الفيفا لأفضل لاعب في القرن العشرين، بيد أن ماردونا حصد أصوات الجماهير وليس النقاد.
صفات عدة عُرف بها مارادونا، ما بين المهارة الاستثنائية في لعب كرة القدم، وبين السلوك المحاط بكثير من الجدل، وعلاقته السيئة في كثير من الأحيان بالصحفيين خاصة ممن كانوا يلاحقوه بشكل مستمر.
على مستوى كرة القدم، عُرف عن مارادونا تمريراته الدقيقة ومهاراته في التحكم بالكرة والمراوغة مع قصر قامته البالغ 1.65 متر فقط، ما كان يسمح له بالمراوغة بشكل أفضل، والإفلات من خصومه بشكل لا يصدق، كما فعل في هدفه الثاني أمام إنجلترا في مونديال 1986.
مشوار مارادونا المونديالي
وشارك ماردونا في 4 نسخ من المونديال، بين عامي 1982 و1994، وفاز مع الأرجنتين بكأس العالم 1986 بالمكسيك، لكنه لم يكمل مشاركته في مونديال أمريكا 1994، حيث تم استبعاده بعد ثبوت تعاطيه المنشطات، والتي عرفت آنذاك إعلاميا باسم "فضيحة المنشطات"، واعتبرت بمثابة نهاية مأسوية لمسيرة الأسطورة الأرجنتينية.
في حياته كثير من المواقف المثيرة للجدل، لكن كرويا كان هدفه باليد في مرمى إنجلترا عام 1986 هو الأكثر إثارة للجدل حتى يومنا هذا، وهو الهدف الذي تسبب في إقصاء الإنجليز من ربع نهائي المونديال آنذاك، وساهم في تتويج الأرجنتين لاحقا.
مارادونا أول لاعب في التاريخ يحطم الرقم القياسي العالمي لرسوم الانتقال مرتين، الأولى عندما انتقل إلى برشلونة مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني، والثانية عندما انتقل إلى نابولي مقابل 6.9 مليون جنيه إسترليني.
ولعب مارادونا لأندية أوروبية عدة، أشهرها نابولي الإيطالي وبرشلونة الإسباني، كما قاد تدريب المنتخب الأرجنتيني بين عامي 2008 و2010، ولم يحظ بمسيرة تدريبية جيدة، وتوفي في نوفمبر 2020.
مشاكله الأسرية
ولطالما اكتظت حياة مارادونا الشخصية بالجدل والمشاكل والخلافات العائلية، ورغم ذلك كان في آخر أيامه حريصا على لم شمل العائلة، فقبل وفاته بشهر، وبالتحديد في أكتوبر 2020، كان الأرجنتيني يستعد للاحتفال بعيد ميلاده الستين في 30 أكتوبر من العام نفسه، وأراد وقتها أن يكون عيد ميلاده مختلفًا عن سابقه، حيث سعى لاستغلال الحدث من أجل لم شمل أبنائه المشتتين.
وقد اقترح مارادونا أن يكون عيد ميلاده (الذي كان الأخير) مختلفًا تمامًا عن السابق، مما تسبب في خلاف إعلامي مع ابنتيه دلما وجيانينا، اللاتي لم توافقا على فكرة أبيهم نحو لم شمل أبنائه الخمسة المعترف بهم في مثل هذا اليوم الخاص، على الرغم من أن المهمة بدت صعبة بسبب التوتر الذي كان يسود بين العائلة.
ورغم الخلاف الطويل مع ابنتيه دلما وجيانينا، كانت العلاقة بدأت في التحسن، على الرغم من حقيقة أن مارادونا هددهما العام الماضي بالحرمان من الميراث، عندما وجد أنهما وقفا إلى جانب أمهما كلوديا فيلافيني، التي شجبها الأرجنتيني في عام 2015 بزعم سرقة جزء من ممتلكاته.
المصدر: مرسال قطر