استفاقت فرنسا قبل ساعات معدودة على انطلاق مونديال قطر 2022 على صدمة إصابة أفضل لاعب في العالم كريم بنزيما وغيابه عن النهائيات، ما سيعيد إحياء الثنائية بين كيليان مبابي وأوليفييه جيرو.
وفرضت إصابة أفضل لاعب في العالم لهذا العام عودة الشراكة التي قادت فرنسا قبل 4 أعوام إلى لقبها الثاني، بمؤازرة من أنطوان جريزمان.
وحتى إن قرر المدرب ديدييه ديشان الهجوم برباعي مع إضافة عثمان ديمبيلي إلى الثلاثي، فإن القوى الموجودة بحكم الضرورة تعيد إحياء ذكرى موسكو الجميلة.
الوضع الفرنسي ليس سيئاً حتى لو خسروا هدافاً من طراز بنزيما الذي حرم من تعويض ما فاته عام 2018 وغيابه عن "الديوك" بسبب قضية ابتزاز زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا، إذ إن الشاب مبابي غالباً ما يتألق في المواعيد الكبرى حين يكون النجم الرئيسي، وجيرو في وضع معنوي أكثر من ممتاز بعدما استعاد شبابه عن 36 عاماً مع ميلان.
وفي مؤتمر صحفي، قال جيرو: "دوري في الفريق؟ كل شيء واضح مع المدرب، لا يوجد شيء لأضيفه، عندما يحتاجني المدرب، سأحاول أن أقدم للفريق ما أجيد القيام به كما الحال دائماً، عندما أتي إلى المنتخب الفرنسي، أقوم بالعمل المطلوب مني".
مرة أخرى، يرتقي اللاعب الذي لا يعرف معنى للتقدم بالعمر إلى مستوى الحدث مثل "طائر الفينيق"، وهو اللقب الذي يطلقه عليه بعض من أصدقائه.
قرر ديشان عدم الاستعانة طيلة عام بمهاجم آرسنال وتشلسي سابقاً في ظل وجود بنزيما في التشكيلة، خشية منه بأنه قد لا يكون قادراً على الاندماج في المجموعة بسبب وضعه المعنوي.
الطريق بات مفتوحا أمام جيرو ومبابي
لكن الآن وبعد مغادرة بنزيما للدوحة، سيكون جيرو في التشكيلة الأساسية وسيحصل على فرصة حقيقية ليصبح أفضل هداف في تاريخ "الديوك" والتفوق على تيري هنري (51 هدفاً) الذي يتقدم عليه بهدفين.
والأهم من ذلك، أن إصابة هداف ريال مدريد سوف تجنب المدرب ديشان الأسئلة حول صوابية قرار إعادة بنزيما للمنتخب وتقفل إلى حد ما الملف الجدلي الذي شغل فرنسا لفترة طويلة، وتسبب باستبعاد كريم عن يورو 2016 ومونديال 2018.
بالنسبة لمبابي، الطريق بات مفتوحاً ليكون النجم الأوحد والتخلص من عقدة تشارك الأضواء التي تلازمه في باريس سان جيرمان في ظل وجود البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي.
في المنتخب "لدي الكثير من الحرية، المدرب يعرف أن هناك رقم 9 (رأس حربة) مثل أوليف (جيرو) الذي يُشغِلُ الدفاعات، ما يمكنني من التحرك بحرية، التوغل في المساحات، وطلب الكرات"، وفق ما أفاد مبابي خلال تجمع المنتخب في سبتمبر بغياب بنزيمة في حينها.
وتابع كيليان مبابي الملقب بـ"البطريق": "في باريس (سان جيرمان)، لا يوجد هذا الأمر (الحرية)، أنا مطالب بأن ألعب دوراً محورياً (رأس حربة)".
غزل متبادل بين مبابي وجيرو
ما قاله مبابي في حينها كان بمثابة هجوم على سان جرمان وغزل تجاه جيرو الذي "لعب متقدماً في الملعب، وتمكنا نحن الثلاثة (مع جريزمان) في إيجاد بعضنا بعضا (على أرض الملعب) دون أن ننقطع عن باقي الفريق" بحسب ما قال نجم سان جيرمان بعد الفوز على النمسا (2-0) في سبتمبر.
في تلك الأمسية أيضاً، سئل مبابي عن وضع الفريق بعد أن يعود بنزيما، فأجاب: "هناك كريم الذي سيعود أيضاً، سنرى ما سيحصل".
وفي ظل وجود جيرو كرأس حربة، سيحصل مبابي على كل الحرية الممكنة من أجل خلق الفارق لأن مهاجم ميلان يشغل المدافعين بتلقيه الكرات وظهره نحو مرمى الخصم.
"خلال مسيرتي، لعبت مع لاعبين أحبوا أسلوبي لأنه بإمكانهم الاعتماد علي كركيزة (للهجمات)، وهذا أمر يحبه (مبابي). هذه ميزة إضافية بالنسبة له"، بحسب ما أوضح مهاجم مونبلييه السابق.
وأضاف "فيما يتعلق بكيليان، من الجميل دائماً أن تسمع المديح من زملائك، وهذا أمر جيد بالنسبة للمرحلة المقبلة".
هذا المديح المتبادل يؤكد تصالح اللاعبين بعد عام ونصف من سوء التفاهم الذي عكر التحضيرات لنهائيات اليورو حين اتهم جيرو زميله عقب فوز ودي على بلغاريا (3-0) بأنه لا يمرر له الكرات، ما جعل العلاقة بينهما متوترة.
لكن في الطريق إلى قطر، يبدو أن جيرو ومبابي يسيران في الاتجاه ذاته.
المصدر: أ ف ب