ألقت إصابة نجم كوريا الجنوبية، هيونغ-مين سون، في الوجه بظلالها على استعدادات "النمور" لمسابقة كأس العالم قطر 2022، لكنها لم تحجب أهمية وجود "نجم آخر" سيتمركز في قلب الدفاع، قد يوازي سون بالجودة في المونديال.
منذ انتقاله من فنربخشة التركي إلى نابولي الإيطالي في الصيف الماضي مقابل ما يزيد عن 18 مليون يورو، جذب قلب الدفاع مين جاي كيم الاهتمام؛ حاصدًا تقييمات عالية، بعدما خاض جميع مباريات نابولي التي هُزم فيها مرة واحدة فقط، ليتبوأ فريقه صدارة الدوري الإيطالي بفارق تسع نقاط بعد مرور 15 جولة.
منذ فترة طويلة، ارتبط "الوحش"، البالغ من العمر 26 عامًا، والفارع الطول (1.90 م) بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ كان مانشستر يونايتد آخر الأندية المرشحة للتعاقد معه.
وتأكيدًا على تألق كيم منذ انتقاله إلى إيطاليا في يوليو/ تموز، اختارته رابطة الدرجة الأولى الإيطالية لاعب الشهر في سبتمبر/ أيلول الماضي، كما نال جائزة رابطة اللاعبين الإيطاليين عن أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء، الأسبوع الماضي: "أمام خصوم مثل الأوروغواي والبرتغال في المجموعة الثامنة، يمكن القول إن كيم قد يكون أكثر أهمية من سون بالنسبة لكوريا الجنوبية"، واصفة رجل نابولي بأنه "صخرة في الدفاع".
وستخوض كوريا الجنوبية غدا الخميس مباراتها الافتتاحية أمام الأوروغواي، على استاد المدينة التعليمية، حيث سيتكفل كيم بتعطيل خطورة ثنائي "سيليستي" لويس سواريز وداروين نونيز.
وفي هذا السياق، سيبقى السؤال مطروحًا إذا ما كان قائد المنتخب وتميمته سون موجود أيضًا في المباراة الأولى، بعدما خضع لعملية جراحية لكسور حول عينه اليسرى في وقت سابق من هذا الشهر؛ إثر اصطدامه في أثناء مباراة فريقه توتنهام الإنجليزي مع مرسيليا الفرنسي في دوري أبطال أوروبا.
ظهر كيم لأول مرة مع منتخب بلاده عام 2017، وخاض حتى الآن 44 مباراة دولية، لكنه غاب عن نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بسبب الإصابة.
انتقل إلى نابولي بعد أن ختم السنغالي كاليدو كوليبالي، النجم المفضل عند جماهير نابولي، مسيرته بالانتقال إلى تشلسي، لكن كيم أوضح منذ اليوم الأول أنه لا يرغب في أن يُنظَر إليه على أنه بديل له.
يقول كيم الذي يضع وشم "كارب دييم" اللاتيني (انتهز الفرصة): "أنا مجرد مدافع يريد بذل كل ما لديه من أجل فريقه". ويضيف: "كوليبالي أسطورة، أنا مدافع شاب تعلمت الكثير في فترة زمنية قصيرة".
اعتذار، جدل، ومورينيو
على الرغم من بلوغه سن الـ26 عامًا فقط في 15 نوفمبر الجاري، فإن كيم راكَمَ خبراته في مسيرة قادته إلى أربع دول مختلفة.
بعد فوزه بلقب الدوري الكوري الجنوبي مع تشونبوك هيونداي موتورز، لعامين متتاليين اعتبارًا من 2016، لفت كيم الانتباه واستقطب أداؤه الجيد مع النادي والمنتخب عرضًا بقيمة 8 ملايين دولار من واتفورد، الذي كان وقتذاك في الدوري الإنجليزي الممتاز.
آنذاك، تلقى كيم عرضًا من بكين غوان، فانتقل إليه مُبددًا الآمال في أن يسير على خطى سون في إنجلترا، لينتقل النجم الصاعد إلى الدوري الصيني الممتاز عام 2019. قدّم كيم عروضًا لافتة، لكن ترافق ذلك مع جدل أيضًا.
في مايو/ أيار 2020، اعتذر كيم لفريقه بكين غوان بعد أن قال للتلفزيون الكوري الجنوبي إنه غالبًا ما كان "يُرهَق" لاضطراره إلى تعويض النواقص الدفاعية لزملائه في الفريق.
قال كيم أيضًا إنه لا يعرف اسم مدرب فريقه في ذلك الوقت، الفرنسي برونو جينيزيو. شعَرَ المدافع القوي أنه كان ضحية اختيار انتقائي، لكن التصريحات سرعان ما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، ووُصِفت حينها بأنها انتقادات لجودة كرة القدم في البلاد.
في وقت لاحق من العام نفسه، ارتبط اسم كيم مرة أخرى بالدوري الإنجليزي، لكن مع "توتنهام - سون" هذه المرة، فضلًا عن لاتسيو الإيطالي. كان المدرب جوزيه مورينيو يقود توتنهام آنذاك، ويقال إن مدرب كوريا الجنوبية باولو بينتو، أوصى بـ"كيم" لزميله البرتغالي.
كانت الشائعات المتداولة بأن كيم في طريقه للخروج من العاصمة الصينية قوية، لدرجة أن النادي سحب كيم فجأة من مؤتمر صحفي قبل إحدى المباريات، بدعوى أنه: "لاعب شاب" وبحاجة للحماية.
وعندما غادر كيم العاصمة الصينية أخيرًا في أغسطس/ آب العام الماضي، لم ينتقل إلى إنجلترا، لكن الوجهة كانت إلى فنربخشة في تركيا، حيث لعب موسمًا واحدًا فقط، قبل الانتقال إلى نابولي، مقابل ما ثبَتَ لاحقًا أنها صفقة مميزة؛ فمنذ انتقال كيم إلى نادي الجنوب الإيطالي، بدأت الحكاية، ولم يعد أحد في نابولي يتحدث عن كوليبالي.
المصدر: winwin