سيحمل سهم البرازيل فينيسيوس جونيور (22 عامًا) مهاجم ريال مدريد الإسباني راية الجبهة اليسرى لمنتخب بلاده بدلا من النجم نيمار المصاب في الكاحل والذي أكدت تقارير غيابه حتى نهاية دور المجموعات، ليبتعد عن مواجهة سويسرا (28 نوفمبر) والكاميرون(2 ديسمبر) في كأس العالم قطر 2022.
وتبدو أوجه الشبه كثيرة بين فينيسيوس ونيمار، فكلاهما مراوغ من الطراز الرفيع، وانضم لنادٍ إسباني عريق في سن مبكرة، وسبق لهما التتويج بدوري أبطال أوروبا، وبعد ذلك جاء دور المشاركة في كأس العالم بعمر الثانية والعشرين، فضلا عن أن كل منهما يعشق اللعب في الجبهة اليسرى.
لكن موهبة فينيسيوس صاحب (17 مباراة دولية وهدف واحد) لا تزال بحاجة إلى صقل، ما يثير التساؤلات بشأن مدى قدرته على سدّ الثغرة التي سيتركها غياب نيمار الإثنين ضد سويسرا ضمن منافسات المجموعة السابعة.
لخّصت باكورة مبارياته في نهائيات كأس العالم ضد صربيا (2-صفر) الموهبة التي يتمتع بها، لكنها أبرزت أيضا الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها في عمره الشاب ويجب أن يتداركها في المستقبل مثل إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى.
تياغو سيلفا يضع فينيسيوس في حالة انفراد لكن الحارس فانيا ميلنكوفيتش-سافيتش كان الأسرع في قطعها#كأس_العالم_قطر_2022 | #قطر_2022 | #البرازيل_صربيا #Qatar2022 #WorldCup2022 | #FIFAWorldCup pic.twitter.com/E3fXwtRwrd
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) November 24, 2022
وإذا كان "فيني" نجح في مراوغة المدافعين الصربيين مراراً وتكراراً فإنه لم ينجح في ترجمة الفرص التي سنحت له إلى أهداف، لكنه في المقابل كانت له اليد الطولى في هدفي البرازيل، لأن تسديدته ارتدت من الحارس فانيا ميلينكوفيتش-سافيتش وتهيأت أمام ريشارليسون ليتابعها الأخير داخل الشباك، قبل أن يكون صاحب التمريرة الحاسمة للأخير الذي سجل هدفا من حركة أكروباتية رائعة.
وقال فينيسيوس بعد الانتصار الذي حققته بلاده على صربيا: "أنا سعيد للغاية. وانتظرت 22 عاماً لأصل إلى هنا، مع الكثير من العمل، وأنا سعيد لكوني ساعدت الفريق في مباراتنا الأولى والخروج بالفوز".
"فيني" مطالب بمواصلة النسج على المنوال ذاته الإثنين ضد سويسرا، حيث سيتعيّن على المدرب تيتي إجراء تعديل هجومي في غياب نيمار، في الوقت الذي يبرع فيه نجم ريال مدريد في اللعب بالجبهة اليسرى.
قدرة على تحمل المسؤولية
وأظهر فينيسيوس في ريال مدريد قدرته على تحمل المسؤولية كما فعل عندما سجل هدفه الوحيد في نهائي دوري أبطال أوروبا في مرمى ليفربول الإنجليزي أواخر مايو الماضي. أو في مطلع الموسم الحالي مع ريال مدريد أيضا في غياب هداف الفريق كريم بنزيما، وذلك من خلال تسجيله 10 أهداف.
وقال عنه حينها مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي: "الشيء الوحيد الذي قمت به من أجل مساعدته، كان منحه الثقة التي كان في حاجة إليها، لقد تطوّر كثيراً من ناحية الفعالية، وفي الوقت الحالي صار لا يتسرّع أمام المرمى. فالصعوبة بالنسبة إلى أي مهاجم هي الانفراد بالحارس حيث يجب أن تبرهن عن نضوج وأعصاب باردة".
يحاول فينيسيوس اكتساب هذه الميزات مع مرور الوقت، بعد أربع سنوات من انضمامه إلى ريال مدريد مقابل 45 مليون يورو وتحقيقه عدة ألقاب مع النادي الملكي.
أسلوب لعب استفزازي
في بداية مسيرته، كان فينيسيوس المولود في ريو دي جانيرو يزعج كثيراً منافسيه وأنصاره لأنه كان يلعب بشكل فردي وبأسلوب استفزازي، وفي عام 2018 عندما كان يدافع عن ألوان فلامنغو، سجّل هدفاً في مرمى بوتافوغو واحتفل وهو يفرك عينيه مقلّداً "بكاء" أنصار الفريق المنافس، ما أثار ردّ فعل عنيف من ناحيتهم.
ويلخّص كارلو سلوك فينيسيوس بقوله: "فيني لاعب مميز في طريقة لعبه، وفي شخصيته. ويحاول المراوغة بغض النظر عن وضعية الفريق إذا كان فائزاً أو خاسراً. وأتفهم غضب الفريق المنافس في بعض الأحيان وهو أيضا بدأ يفهم هذا الأمر".
يتعين على فينيسيوس أن يكون محرك اللعب في غياب نيمار، لكي يخطو منتخب بلاده خطوة إضافية نحو لقبه السادس والأول منذ 20 عاماً، لا سيما أن لقاء سويسرا قد يمنح بلاده بطاقة التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
ويقول "فيني" عن ذلك: "بدأنا البطولة بشكل جيد، ولم يكن بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل من ذلك (ضد صربيا)، ولكن الطريق ما زال طويلاً. إنها سبع مباريات نهائية (سبع مباريات حتى اللقب) ولم نفز سوى بالأولى".
المصدر: أ ف ب