- قطر أبهرت العالم بتقديم بروفة مصغرة لمونديال 2022
- الإبهار القطري استمر منذ يوم افتتاح البطولة وحتى نهايتها
- تنظيم قطر لمونديال العرب حظي بإشادات عالمية واسعة
- تكرر الأخطاء وضع منظمي أمم إفريقيا في مواقف محرجة
منذ بداية منافسات بطولة كأس أمم إفريقيا 2021 المقامة حاليًا في الكاميرون بعد تأجيلها بسبب جائحة "كورنا"، وحتى الآن إلا وقد حصدت البطولة عديد من الانتقادات التي طالت التنظيم في المقام الأول، ومن بعدها أداء المنتخبات العربية المشاركة.
ففي أيام معدودة، تراكمت أخطاء تنظيمية في أمم إفريقيا، أعادت إلى الأذهان سريعًا الجدل الذي سبق انطلاق البطولة، حول مدى جاهزية الكاميرون في التوقيت الحالي لاستضافتها.
كما أحيط أداء المنتخبات العربية المشاركة بعلامة استفهام كبرى، حول أسباب التدهور المفاجئ الذي بدت عليه في أمم إفريقيا، رغم تألق واضح للمنتخبات نفسها في مونديال العرب.
كل هذا دفع مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي إلى عقد المقارنات بين أمم إفريقيا، وبين "التنظيم المبهر" الذي حظيت به بطولة كأس العرب 2021، التي نظمتها قطر، والتي فصل بينها وبين البطولة الإفريقية أقل من شهر.
مواقف محرجة
رغم أن المقارنة بين تنظيم أحدث نسختين من بطولتي كأس أمم إفريقيا وكأس العرب "يعد ظُلمًا" للأولى باعتبار الأخيرة "بروفة" لاختبار ملاعب مونديال قطر 2022 المرتقب، إلا أن أخطاء وقعت في أثناء بعض مباريات أمم إفريقيا، سببت لمنظمي البطولة "مواقف محرجة" أمام وسائل الإعلام العالمية، والجماهير أيضًا.
أبرز تلك الوقائع حدثت خلال مباراة تونس ومالي، عندما أنهى الحكم جاني سيكازوي المباراة في الدقيقة 85 قبل موعدها الأصلي بنحو 5 دقائق كاملة، ثم عدل عن قراره لينهيها مجددًا في الدقيقة 89، ثم يصر على القرار الأخير.
مباراة مصر ونيجيريا أيضًا كانت على موعد مع الأخطاء التنظيمية، عندما تبين أن الكرة لم تكن مملؤة بالهواء بشكل صحيح، وتكرر الأمر مع كرات أخرى في المباراة نفسها.
ويبدو أن غالبية المنتخبات العربية المشاركة بالبطولة نالت حظها من أخطاء التنظيم، إذ تلقى حارس مرمى المنتخب المغربي "ياسين بونو" طلبًا غريبًا من ممثل اللجنة المنظمة في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة المغرب وجزر القمر، عندما طُلب من الحارس المغربي أن يتحدث بالفرنسية أو الإنجليزية بدلاً من العربية، نظرًا لعدم وجود "مترجم".
بونو، الذي يجيد الحديث باللغات الثلاثة، لم يستجب للطلب، مشددًا على أن عدم وجود مترجمين في المؤتمر الصحفي "هي مشكلة لا تخصه"، على حد تعبيره.
الإحراج يستمر
المنتخب الجزائري هو الآخر تأثر بسوء التنظيم، بعدما فوجئ لاعبوه عقب انتهاء الحصة التدريبية، بعدم وجود حافلة خاصة تنقلهم إلى الفندق، وكانت سيارات "الميكروباص" الضيقة هي البديل الذي استخدمه المنظمون في تنقلات منتخب الجزائر.
أيضًا فوجئ لاعبو منتخب موريتانيا قبل انطلاق مباراتهم مع غامبيا، بعزف النشيد الوطني القديم لدولتهم بدلاً من الحالي، ليجد اللاعبون الحل في ترديد النشيد الصحيح، ولكن دون عزف.
ليس هذا هو الموقف الوحيد الذي واجهه المنتخب الموريتاني، فالمباراة نفسها تأخرت لمدة 45 دقيقة، بسبب إقامة مباراة تونس ومالي على الملعب نفسه.
"رجعولنا" كأس العرب
جمهور شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة على تويتر"، تداولوا وسمًا يعبر عن "الحنين" لبطولة كأس العرب 2021، التي لم يمر على اختتامها سوى أسابيع قليلة.
وتحت وسم "رجعولنا (أعيدوا إلينا) كأس العرب" عبّر مغردون عن غضبهم من الأداء المتراجع لمنتخباتهم الوطنية، مقارنة بالمستويات المميزة التي ظهرت بها المنتخبات نفسها في مونديال العرب، رغم أنها في البطولة الإفريقية تلعب بـ"كامل نجومها".
قطر أبهرت العالم
على الجانب الآخر، كانت بطولة كأس العرب في قطر مثار إشادة دولية، وتحت عنوان "أبهرت العالم.. إشادات دولية بتنظيم كأس العرب استعدادًا للمونديال"، رصدت وكالة الأناضول التركية، احتفاء نجوم كرة القدم حول العالم بمونديال العرب.
وقالت الأناضول في تقرير لها ، إن قطر تمكنت من إبهار العالم، عبر تقديم بروفة جيدة لمونديال 2022، من خلال التنظيم "المثالي" لبطولة كأس العرب، وهو ما عبّر عنه نجوم كرة قدم عالميون.
وبحسب وصف التقرير، جاءت بطولة كأس العرب "فرصة مثالية" للارتقاء بجاهزية العمليات التشغيلية والمرافق الخاصة بنهائيات كأس العالم "قطر 2022" المنتظرة.
فالملاعب المونديالية الستة، تزينت لاستضافة بطولة كأس العرب، بين 30 نوفمبر و18 ديسمبر من العام الماضي، وبمشاركة 16 منتخبًا عربيًا من آسيا وإفريقيا، وأثبتت جميعها مدى الجاهزية التي تتمتع بها قطر، إلى حد أبهر جمهور الكرة العالمي.
الإبداع يكمن في التفاصيل
الإبهار القطري استمر منذ يوم افتتاح البطولة، فقد لاقى حفل الافتتاح استحسان الجماهير العربية، وأكثر ما جذب الانتباه في الحفل، هو الاهتمام البالغ بالتفاصيل، التي عكست إبداعًا غير مسبوق في الفقرات الفنية التي تحتفي بالتراث العربي.
أيضًا تمثل إبداع المنظمين في فكرة "النشيد الوطني المجمع"، الذي جاء مزيجًا بين أناشيد الدول المشاركة كافة، وبأداء فني غاية في الرقي.
أما عن تجهيزات الملاعب وتنظيم دخول الجماهير وخروجها، فكان أيضًا مثار إشادة من المتابعين والجماهير المشاركة نفسها، خاصة مع بدء تطبيق بطاقة المشجع "هيا" التي سهلت على جمهور مونديال العرب أمورا كثيرة، تضمنت الدخول والخروج من الملاعب بسلاسة، إضافة إلى التنقلات في المواصلات العامة.
