أعلن سدرة للطب عن تنفيذه برنامجا متكاملا لتحديد التشخيص الجيني للمرضى الذين لم يتم إيجاد المسبب لحالات الصرع لديهم، وخاصة أولئك الذين يعانون من الصرع المستعصي.
وقد أظهرت دراسة حديثة أجراها أطباء في سدرة للطب أن أسباب حدوث الصرع لدى حوالي 60 بالمئة من الأطفال غير معروفة، كما تبين أيضا أن هؤلاء هم أكثر عرضة لمقاومة الأدوية ولظهور اضطرابات نمو عصبية أخرى.
تحسين النتائج
ومن أجل تحسين النتائج الصحية لهؤلاء الأطفال، بدأ فريق من الباحثين والأطباء في سدرة للطب بتقليص الفجوة الموجودة بين البحث العلمي والرعاية السريرية، لتحديد الأسباب الجينية الكامنة والمساعدة في تشخيص هذا المرض.
47 ٪ من الأطفال المصابين بالصرع يعانون من أمراض نفسية مرتبطة بالنمو العصبي
كما أظهرت الدراسة أن حوالي 47 بالمئة من الأطفال المصابين بالصرع يعانون من أمراض نفسية مرتبطة بالنمو العصبي، بما في ذلك على سبيل المثال تأخر النمو، والضعف الذهني، واضطرابات طيف التوحد، وصعوبات التعلم.
وقال الدكتور يونس مكراب رئيس مختبر الجينوم الطبي والسكان في سدرة للطب، إنه يتم حاليا في سدرة استخدام أحدث التقنيات لرصد تسلسل جينوم المرضى ودراسة بياناتهم السريرية، هم وأفراد أسرهم، لتحديد المتغيرات الجينية التي تسبب المرض، والأنماط الظاهرية ذات الصلة بالعلاج.
د.يونس مكراب: سدرة للطب يطبق منصة التشخيص الدقيق والتي تسمح بإجراء تحليل جيني متقدم على مستوى العائلات
وأضاف أن سدرة للطب يطبق منصة التشخيص الدقيق والتي تسمح بإجراء تحليل جيني متقدم على مستوى العائلات وكذلك على مجموعات سكانية متنوعة من أجل تحديد المتغيرات الجينية المرتبطة بالصرع.
رعاية متعددة التخصصات
بدروها، قالت الدكتورة ربى بنيني أخصائية أعصاب الأطفال والصرع في سدرة للطب، إنه بسبب نهج الرعاية متعدد التخصصات المتبع، أصبح سدرة للطب الآن مركز الإحالة الوطني للعلاج من القطاع الثالث لحالات النمو العصبي، بما في ذلك الصرع.
وأشارت إلى أنه نظرا لطبيعة انتشار هذا الاضطراب المزمن وتأثيره السلبي على الإنجازات الأكاديمية للأطفال ونوعية حياتهم، بدأ العمل على جبهات مختلفة لمعالجة جوانب مختلفة من الصرع، حيث تشمل هذه الإجراءات معالجة مقاييس النتائج التي يبلغ عنها المريض من خلال مشاركة الأسرة، والتوعية بالمرض، والمشاركة المجتمعية والمدرسية، وإنشاء سجل وطني لصرع الأطفال.
علاجات الطب الدقيق
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، بدأ سدرة للطب بتطبيق علاجات في الطب الدقيق من خلال التعاون بين قسمي البحث العلمي والتشخيص السريري، وتم تطبيق هذا النهج بنجاح على الصرع، حيث يعمل أطباء الأعصاب وأطباء الأطفال وأخصائيو الأشعة وجراحو الأعصاب جنبا إلى جنب مع الباحثين على المستويين المحلي، داخل قطر، والدولي، لتقديم أفضل رعاية، من سرير المريض إلى طاولة الاختبار والعكس، وقد ساهم ذلك في بناء برنامج طب شخصي من خلال توفير خطط علاج فردية مناسبة لكل مريض.