أصبحت المتاحف القطرية تشغل حيزًا مُهمًا في الساحة الثقافية إقليميًا، وذلك بما شهدته من صحوة كبرى في مجال العمل المتحفي، حيث سعت قطر إلى المساهمة الفعالة في الحفاظ على الإرث الإسلامي العالمي بشكل كبير.
الطفرة التي تحققت في المتاحف القطرية تعتبر من أحد الأسباب لاستحقاق قطر لتكون عاصمة ثقافية بالعالم الإسلامي، لما لها من دور في إبراز مكانة قطر بين شعوب العالم، وساعدت في صيانة الهوية الوطنية.
واحتفاءً بمهرجان قطر الثقافي 2022 للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، وضمن الاستعدادات الجارية لإقامة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أعلنت متاحف قطر مؤخرًا عن خطتها لتحويل المشهد العام في البلاد إلى تجربة متحف فني كبير.
وقامت متاحف قطر، بالإعلان عن تركيب أكثر من 40 عملًا جديدًا من أعمال الفن العام بتكليف خاص في جميع أنحاء البلاد، في مختلف الأماكن العامة، بما في ذلك الحدائق، ومناطق التسوق، والمرافق التعليمية والرياضية، ومطار حمد الدولي، ومحطات المترو، فضلا عن بعض الملاعب المختارة التي ستستضيف مباريات كأس العالم، وذلك بالتعاون مع العديد من مؤسسات الدولة في إطار برنامج الفن العام لدولة قطر، بما في ذلك مطار حمد الدولي، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهيئة الأشغال العامة "أشغال".
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: "يعتبر إثراء الأماكن العامة في قطر، بأعمال فنية متميزة لفنانين من جميع الجنسيات والخلفيات الثقافية، مصدر فخر لدولتنا".
وأضافت "آمل أن يستمتع مجتمعنا المحلي، بالإضافة إلى ملايين الزوار الذين من المتوقع أن نرحب بهم في الدوحة في عام 2022 بهذه الأعمال الفنية الرائعة من لحظة وصولهم إلى مطار حمد الدولي، باعتبارها تجربة متحفية غامرة في الهواء الطلق".
من جانبه، قال المهندس عبد الرحمن أحمد آل إسحاق مدير إدارة الفن العام في متاحف قطر: "تعكس خطة إضافة أكثر من 40 عملًا تركيبيًا في جميع أنحاء البلاد التزام متاحف قطر ببرنامجها للفن العام، والذي يبعث الحياة في المساحات العامة، ويشجع على الحوار بين عدد لا يحصى من الأشخاص، ويوفر مصادر إلهام للجميع بشكل دائم".
أكثر من 100 عمل فني
وقام فنانون قطريون وإقليميون وعالميون مشهورون بإبداع أعمال فنية تركيبية أغلبها بتكليف خاص، ما سيرفع إجمالي عدد الأعمال الفنية العامة التابعة لمتاحف قطر إلى أكثر من 100 عمل، ويجعل برنامج الفن العام هذا الأكثر طموحًا في العالم.
وكتجربة لما ستقوم به متاحف قطر، خلال بطولة كأس العالم المقبلة، شهدت بطولة كأس العرب لكرة القدم والتي أقيمت في قطر نهاية العام الماضي، تنظيم فعالية متنوعة في براحة الثقافات العربية، وهي فعالية تسلط الضوء على فنون وثقافات جميع الدول العربية، حيث تم تخصيص كل يوم لدولة معينة لعرض ثقافاتها المتنوعة من خلال الأنشطة والعروض الحية.
تعرف على المتاحف المختلفة
يذكر أن "هيئة متاحف قطر" كانت أطلقت موقعها الإلكتروني في حلته الجديدة (https://qm.org.qa/ar/)، حيث أعيد تصميمه من أجل إتاحة المجال أمام زوّاره للاطلاع على المجموعات الفنية للمتاحف المختلفة، من "متحف قطر الوطني"، و"متحف الفن الإسلامي"، و"غاليري مطافئ: مقرّ الفنانين"، و"متحف: المتحف العربي للفن الحديث"، و"غاليري متاحف قطر" (الرواق)، و"غاليري متاحف قطر" (كتارا).
ويتمكّن الزائر من متابعة أحدث القصص والمعلومات حول البرامج والأنشطة التي تُقدّمها المؤسسة، كما يوفّر الموقع أدوات ومعلومات عن الزيارات، سواء كانت فرديّة، أو جماعية، أو عائلية، أو مدرسيّة، كما سيتوسّع محتوى الموقع ويتطوّر بشكل مُستمر، وتماشيًا مع البرامج والفعاليات الحالية.
ويشمل الموقع الإلكتروني الذي صُمّم بنسختين عربية وإنجليزية، ميّزات جديدة، منها: مفكّرة للمعارض والفعاليات في مختلف المتاحف، ونظام حجز محسّن عبر الإنترنت، وإدارة مبسّطة لبرنامج "بطاقتك إلى الثقافة" من متاحف قطر، وستُضاف ميزات جديدة مع مرور الوقت، بما فيها تطوير منصّة تفاعلية لعرض مجموعات المتاحف افتراضيًا.
ويحتوي موقع "هيئة متاحف قطر" على دليل المواقع التراثية في قطر الذي يعرّف بتاريخها وسبل الحفاظ عليها، ومنها قلعة الزُبارة (100 كلم شمال غرب الدوحة)، والتي تأسّست عام 1760 بعد الدمار الذي لحق بمدينة البصرة في العراق آنذاك، وسكنتها القبائل القادمة من الكويت حتى عام 1937، وعلى غرار معظم المدن فإن القلعة والأبراج كانت الأساس التي قامت عليه لحمايتها من الغزو، إلى جانب الميناء والأسواق والمساجد والبيوت.
ويضمّ الموقع معلومات تفصيلية عن مواقع أثرية، مثل: عين حليتان، وأبراج برزان، وأبراخ الخور، والنقوش الصخرية في الجساسية، والمنحدرات الصخرية البيضاء في رأس بروق، وجزيرة بن غنام، وقصر عبد الله بن جاسم آل ثاني، وغيرها، كما يمكن للزائر أن يستكشف برامج أخرى تديرها "متاحف قطر".