قررت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تعزيز قواتها في مدينة القدس المحتلة، بالتزامن مع ما يسمى "مسيرة الأعلام"، والتي من المقرر أن تجرى غدا الثلاثاء.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: إن شرطة الاحتلال ستنتشر في منطقة باب العامود، إلى جانب نشر عناصر سريين بلباس مدني؛ لمنع أي مواجهات عنيفة بين المستوطنين والفلسطينيين الذين يستعدون لمواجهة المسيرة.
وأعلن ما يسمى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد، بأنه لا يوجد أي تغيير أو إلغاء للمسيرة الاستفزازية.
وعقد المفتش العام لشرطة الاحتلال، يعقوب شبتاي، الاثنين، جلسة تقييم للأوضاع عشية ما يسمى "مسيرة الأعلام"، بمشاركة كبار الضباط في الشرطة، على أن تقدم التوصيات والتقييمات إلى وزير ما يسمى الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد عمار بارليف.
حراك استفزازي
وجدد اليمين المتطرف دعوة جمهوره لما يسمى "مسيرة الأعلام" غدا الثلاثاء؛ بحيث تبدأ الساعة 5:30 مساء، والتجمع والرقص بالأعلام الإسرائيلية عند باب العامود الساعة 6:30 مساء.
وقد ارتفع عدد الهيئات المنظمة إلى 11 هيئة بعد أن كانت 8، وأوضح الإعلان أن المسار المقرر لمسيرة الأعلام عُدل من بعد الرقص والاحتفال عند ساحة باب العامود ليصبح بالالتفاف حول البلدة القديمة ودخولها من باب الخليل غرباً عوض الدخول من باب العامود.
ومن المقرر أن تنطلق المسيرة الاستفزازية، من شارع "هنِفيئيم" باتجاه شارع السلطان سليمان وصولا إلى ساحة باب العامود، حيث سيقوم المستوطنون بحلقات رقص، ثم تتجه المسيرة إلى "ميدان تساهَل" عن طريق باب الخليل باتجاه حائط البراق.
وسيمر قسم من المشاركين في المسيرة الاستفزازية في الحي الإسلامي، وقسم آخر في الحي اليهودي.
والثلاثاء الماضي، قرر "الكابينيت" الإسرائيلي، تأجيل المسيرة التي كانت مقررة الخميس الماضي، إلى الثلاثاء المقبل 15 حزيران/ يونيو.
الفصائل تدعو لشد الرحال للأقصى
ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل لشد الرحال للرباط في المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات الاحتلال وتدنيسه لساحاته ومحاولاته فرض أمر واقع على شعبنا ولمجابهة مسيرة الأعلام.
وطالبت -في بيان لها- أبناء الشعب في الضفة وغزة والخارج بالمشاركة الحاشدة والفاعلة في مسيرات الغضب غدًا؛ للتعبير عن رفضنا لهذا الاستفزاز والعدوان المتواصل على القدس والأقصى.
وأشارت الفصائل إلى أن المقاومة فرضت معادلة ثابتة في معركة سيف القدس مفادها أن الاعتداء على الأقصى والقدس وأحيائها لن يمر مرور الكرام، وأنها جاهزة لتقول كلمتها بالأفعال وليس بالأقوال.
وأكد البيان أن خيار المقاومة هو الخيار الأمثل والإستراتيجي للتعامل مع العقلية الصهيونية القائمة على القتل والإجرام وسفك الدم الفلسطيني، وأن استمرار إعدام الاحتلال لأبناء شعبنا في الضفة والقدس ما هو إلا استمرار لمسلسل الإرهاب الصهيوني ضِد شعبنا.
كما طالبت الفصائل، السلطة الفلسطينية برفع يدها عن أبناء ومقاومة شعبنا؛ لتأخذ دورها في مواجهة الاحتلال ورفع كلفته.
دعوات لانتفاضة الثلاثاء
ودعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية في فلسطين، إلى انتفاضة ويوم غضب، الثلاثاء المقبل، في القدس والضفة الغربية، وقطاع غزة والداخل المحتل، بالتزامن مع موعد مسيرة الأعلام للمستوطنين.
وقالت في بيان لها: "فلتنتفض فلسطين كلها وشعبها في الداخل والشتات وتحت العلم الفلسطيني؛ نصرة للقدس، وحماية لها ولأحيائها، وللمسجد الأقصى المبارك".
وأضافت: "ندعو شعبنا الفلسطيني الصامد البطل في الأرض المحتلة عام 1948 وفي الضفة الغربية المحتلة، إلى الزحف نحو القدس، والمسجد الأقصى المبارك يوم الثلاثاء القادم؛ لحماية المسجد الأقصى".
كذلك دعت حركة حماس في القدس، إلى النفير العام الثلاثاء المقبل، والزحف نحو الأقصى.
وفي تصريح صحفي، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن مدينة القدس، محمد حمادة: "أهلنا الصامدين المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، يا من ألهمتم شعوب الأرض كيف يكون العناد والثبات والتصدي للمحتل لمنعه من فرض إرادته وتغيير معالم القدس هويةً وشكلا".
وأضاف: "ها هو الاحتلال البغيض يطلق العنان من جديد لقطعانه الضالة لتدنيس أزقة وحواري القدس العتيقة، ورفع أعلام كيانهم الزائل، في خطوة لا تنبع من أي ثقة وقوة، وما دافعه فيها إلا فشله وانكفاؤه".
وتابع: "يا أهلنا ويا رجال وشباب القدس الثائر، تدعوكم حركة المقاومة الإسلامية حماس في القدس إلى النفير العام والاحتشاد في ساحات المسجد الأقصى المبارك وفي شوارع البلدة القديمة؛ لتفويت الفرصة على القطعان الضالّة من المستوطنين بتحقيق مبتغاهم.. وليكن يوم الثلاثاء القادم يوم نفير ورباط نحو المسجد الأقصى، ويوم غضب وتحدٍّ للمحتل".
وأطلقت حركات وطنية ونشطاء فلسطينيون في الداخل المحتل دعوات لشد الرحال والزحف نحو مدينة القدس والمسجد الأقصى يوم الثلاثاء للتصدي لمسيرة المستوطنين.
ودعت حركتا "أبناء البلد" و"كفاح الفلسطينيين في الداخل المحتل" إلى الزحف لمدينة القدس وخاصّة المسجد الأقصى -الثلاثاء المقبل- بدءًا من الساعة السادسة والنصف صباحاً؛ دفاعًا عن المقدّسات الفلسطينيّة والأحياء المقدسيّة المهدّدة بالسرقة وطرد سكّانها.
وتحت عنوان "عالقدس رايحين"، وتزامنا مع مسيرة الأعلام دعا الحراك الفحماوي الموحد للمشاركة في الجولة المقدسية من باب العامود مرورا بأزقة البلدة القديمة وصولا إلى المسجد الأقصى وإقامة الصلاة ردًّا على مسيرة الإعلام المزمع تنفيذها من المجموعات الاستيطانية.
وحدد الحراك الساعة الثانية بعد الظهر لانطلاق الحافلات من حي الكينا باتجاه مدينة القدس، ودعا الجميع إلى المشاركة في الحملة والفعالية الرافضة لمخططات الاحتلال والمستوطنين.
وحذرت المقاومة الفلسطينية من تصاعد الأوضاع في القدس المحتلة، وقالت كتائب القسام :إنها تتابع التطورات هناك، وحذرت من مغبة المساس بالمسجد الأقصى.