تقرير خاص شيرين أبو عاقلة.. شهيدة صوت الحقيقة 

في تحدً سافر للقوانين والأعراف الدولية، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، جريمة نكراء جديدة تضاف إلى سجل جرائمه البشعة التي يمارسها ضد الصحفيين والإعلاميين خلال تغطياتهم للأحداث المؤسفة والوحشية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.

الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة الإعلامية شهيدة جديدة تروي بدمائها الطاهرة ارض مدينة جنين الفلسطينية، بعدما أطلق عليها جنود الاحتلال الإسرائيلي رصاصات الغدر والخيانة على الرغم من ارتدائها سترة الصحافة، في تعمد واضح ليصبوا رأسها أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين.

ارتبط اسم أبو عاقلة بالتغطيات والأحداث المؤسفة التي تشهدها فلسطين، حيث تجدها دائمًا حاضرة لنقل صوت الحقيقة للعالم من وسط الممارسات الوحشية والمؤسفة التي يقوم بها جنود الاحتلال الإسرائيلي، واليوم تودع شيرين أبو عاقلة شاشة قناة الجزيرة، ولكن صورتها التي ترسخت في أذهان جيل كامل وهي ترتدي السترة الواقية من الرصاص والخوذة ستظل باقية في وجداننا.  

هذا وأعربت قطر عن إدانتها اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الإعلامية شيرين أبو عاقلة أثناء عملها وقالت في بيان صادر عن وزارة الخارجية:" تدين دولة قطر بأشدّ العبارات اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإعلامية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة بالقرب من مخيم جنين، وإصابة الصحفي علي السمودي منتج قناة الجزيرة، وتعتبرهما جريمة شنيعة وانتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وتعدياً سافراً على حرية الإعلام والتعبير وحق الشعوب في الحصول على المعلومات".

وقالت شبكة الجزيرة "في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة".

ودانت الشبكة "هذه الجريمة البشعة التي يراد من خلالها منع الإعلام من أداء رسالته" وأضافت "نحمل الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل الزميلة الراحلة شيرين".

من جهتها قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر مساعد وزير الخارجية في تغريدة لها عبر حسابها في موقع "تويتر": "جريمة نكراء تضاف إلى السجل البشع للاحتلال الإسرائيلي إذ قتلوا الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاصة في الوجه وهي ترتدي سترة الصحافة وتوثق إرهابهم للمدنيين".

بدوره، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية سعادة الدكتور  محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": لايطيق الاحتلال رقابة الصحافة الكاشفة عن حقيقة ممارساته التعسفيّة على الأرض في فلسطين، فأقدم دون وازعٍ على اغتيال الصحفيّة البارزة شيرين أبو عاقلة، في جريمةٍ نكراء واعتداء على حرية الإعلام".

وولدت أبو عاقلة عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، وأنهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا، وحصلت على بكالوريوس الهندسة المعمارية من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ولحبها لمهنة الصحافة اتجهت أبو عاقلة إلى دراسة الحافة والإعلام وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن. 

وعقب التخرج عملت شيرين أبو عاقلة في المجال الإعلامي ومارست عملها في عدد من المواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو، وإذاعة فلسطين وقناة عمان الفضائية، ثم التحقت بالكادر الإعلامي بشبكة قناة الجزيرة الإعلامية عام 1997، حيث تعد من الرعيل الأول من المراسلين الميدانيين للقناة، وتميزت أبو عاقلة مُنذ التحاقها بالعمل كمراسلة بالجرأة والشجاعة والإقدام، وعدم الخوف من نقل الحقيقة وسط المخاطر المحدقة التي تحيط بها في مختلف الأوقات، حيث ظلت ما يقارب من ربع قرن في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.