أعرب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى عن شكره لفخامة الرئيس الإيراني على دعوته لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى الحفاوة والترحيب اللذين قوبل بهما سموه والوفد المرافق.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية مشتركة أدلى بها سمو الأمير المفدى مع فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عقب مباحثاتهما في القصر الجمهوري اليوم، حيث أكد سموه أن هذه الزيارة تعد الثانية لسموه إلى إيران، والتي تأتي عقب زيارة فخامة الرئيس الإيراني مؤخرا للدوحة، لتعكس أهمية العلاقات بين البلدين والعمل المشترك لتعزيزها وتطويرها ودفعها لمستويات أعلى.
وأكد سمو الأمير أنه تطرق في لقائه مع فخامة الرئيس لمواضيع ثنائية هامة في مختلف المجالات، موضحا سموه أن المباحثات الثنائية شملت العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأن الجانبين اتفقا على أهمية العمل جميعا في المنطقة على حل النزاعات وتخفيف التوتر وجعل المنطقة في وضع أفضل بما يخدم شعوبها.
العلاقات القطرية الإيرانية
وفيما يخص العلاقات القطرية الإيرانية، أشار سمو الأمير إلى أنّ دولة قطر تحرص على إقامة حوار دائم ومستمر، مؤكدا أن إيران دولة جارة وتربطها علاقات تاريخية مع دولة قطر قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والنقاش الهادف من أجل استقرار المنطقة وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، لفت سمو الأمير إلى أنه ناقش مع فخامة الرئيس الإيراني القضية الفلسطينية، وتم التطرق إلى مواصلة الاحتلال الإسرائيلي انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق عبّر سمو الأمير وفخامة الرئيس الإيراني عن خالص تعازيهما لأسرة الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة التي استشهدت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، وطالب سمو الأمير بمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة النكراء، ودعا المجتمع الدولي للتخلي عن ازدواجية المعايير وحماية المدنيين من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تنتهك القوانين والأعراف الدولية.
مفاوضات فيينا
وفيما يخص مفاوضات فيينا، قال سمو الأمير: "إن دولة قطر تنظر بإيجابية وتفاؤل إلى الجهود الدولية لحل الخلافات مع إيران حول مشروعها النووي سلميا. كان هذا نهجنا دائما في دعم السلام والاستقرار في المنطقة".
وقد شملت المباحثات أيضا الأوضاع في أفغانستان واليمن وسوريا، وتم التأكيد على أهمية الحوار للتوصل إلى حل لهذه الأزمات، وفي هذا الصدد أكد سمو الأمير أنّ "دولة قطر تؤمن باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام حسن الجوار وحل الخلافات والنزاعات عن طريق الحوار"، مؤكدا سموه على أن الالتزام بهذه المبادئ هو مفتاح الحل لجميع الخلافات والأزمات الموجودة في المنطقة.
وقد أعرب سمو الأمير في ختام تصريحاته عن تطلعه للترحيب بالجماهير الإيرانية لمشاهدة مباريات منتخبهم الوطني في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في قطر في شهر نوفمبر القادم، منوها سموه بأن دولة قطر ستفي بوعدها بتنظيم بطولة استثنائية بكل المقاييس، تكون مصدر فخر واعتزاز للعالم الإسلامي أجمع، معربا سموه عن شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية على إبداء استعدادها لدعم هذه الاستضافة.
علاقات الجوار والصداقة
وكان فخامة الرئيس الإيراني قد بدأ تصريحاته بالإعراب عن سعادته بتلبية سمو الأمير المفدى لدعوة فخامته لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدا بما يجمع البلدين من علاقات الجوار والصداقة التاريخية.
وأشار فخامة الرئيس الإيراني إلى أهمية أمن المنطقة، ولاسيما أمن الطرق المائية في الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، مؤكدا أن البلدين سيقومان بالتعاون والتشاور لاستتباب وضمان الأمن في هذه الطرق.
وأعرب فخامة الرئيس الإيراني في ختام تصريحاته عن بالغ الشكر والتقدير لسمو الأمير ووفده المرافق على هذه الزيارة، معتبرا أنها تمثل نقطة تحول في مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن دورها هام في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي والدولي، مؤملا أن تحقق أثرا نافعا في العلاقات الثنائية.
كما وقد شهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية التوقيع على محضر البيان المشترك، حيث وقعه عن الجانب القطري سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فيما وقعه عن الجانب الإيراني سعادة السيد حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية.