أعلنت وكالات إغاثة وخبراء أرصاد جوية، أن أربعة مواسم متتالية من شح المطر جعلت الملايين من المتضررين من الجفاف في كينيا والصومال وإثيوبيا يواجهون خطر المجاعة، محذرين من أن الأمطار الموسمية في أكتوبر ونوفمبر المقبلين قد لا تحسن الوضع.
وقال خبراء الأرصاد الجوية ووكالات إنسانية، بينها وكالات أممية، في بيان مشترك، إن الجفاف غير المسبوق هو "ظاهرة مناخية لم تشهدها المنطقة منذ 40 عاما على الأقل"، متوقعين أن يكون موسم الأمطار لهذا العام، الممتد بين شهري مارس ومايو، الأكثر جفافا على الإطلاق.
كما لفتوا إلى أنه "إذا تحققت هذه التوقعات، فإن حالة الطوارئ الإنسانية القائمة أساسا في المنطقة ستتعمق أكثر"، مؤكدين أن شح الأمطار أتى على المحاصيل، وتسبب بنفوق ماشية، وأرغم عددا كبيرا من الأشخاص على مغادرة ديارهم بحثا عن الطعام والماء، فيما هدد احتمال عدم هطول الأمطار الموسمية للمرة الخامسة على التوالي بإغراق هذه المنطقة المضطربة في كارثة إضافية.
وكشفت ذات الأطراف أن الجفاف قضى على 3.6 ملايين رأس ماشية في أقسام من كينيا وإثيوبيا، حيث يعتمد السكان المحليون بشكل كبير على الرعي لتأمين معيشتهم، ونفق حيوان من كل ثلاثة في الصومال منذ منتصف عام 2021، فضلا عن معاناة أكثر من 16.7 مليون شخص في الدول الثلاث من جوع حاد، متوقعة أن يرتفع العدد إلى 20 مليونا بحلول سبتمبر المقبل.
وأضاف البيان أن الأوضاع الصعبة تفاقمت جراء النزاع في أوكرانيا الذي ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، مشيرا إلى أنه بدون تمويل لتوسيع نطاق الاستجابة على صعيد المساعدات، فإن الوضع الصعب سيزداد سوءا، ما يستدعي تسريع التحركات لإنقاذ أرواح وتجنب مجاعة ووفيات، لاسيما أن النداءات الحالية للاستجابة للجفاف لا تزال تفتقر إلى تمويل واسع، إذ أن نداء الاستغاثة الذي أطلقه برنامج الأغذية العالمي في فبراير الماضي جمع حتى الآن أقل من 4 بالمئة من الأموال المطلوبة.