نظم معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، ورشة عمل دولية حول تعزيز الذكاء الجماعي من أجل التنمية المستدامة، والمصادر الجديدة للبيانات التي تسهم في تحقيق الخير الاجتماعي، وذلك بالتعاون مع مختبرات تسريع الأثر الإنمائي التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للابتكار في الدول العربية وبمشاركة مجموعة من المؤسسات التنموية والخبراء في مجال علوم البيانات من جميع أنحاء العالم.
وسعت الورشة التي جاءت تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي لتحقيق الذكاء الجماعي" إلى تعزيز جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للاستفادة من الذكاء الجماعي في عملية التنمية المستدامة، من خلال تجميع بيانات ورؤى من مجموعات كبيرة ومتنوعة من الأشخاص، وبمساعدة التكنولوجيا.
وركز برنامج ورشة العمل على تعزيز قدرات مختبرات تسريع الأثر الإنمائي على تطبيق الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات في معالجة التحديات التنموية على المستويات الوطنية. وتناولت العروض التقديمية أحدث الممارسات بشأن "الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح الاجتماعي"، وأسهمت في استكشاف طرق وشراكات جديدة تعتمد على البيانات، بينما ركزت الجلسة العملية في "التدريب على ابتكار البيانات" على أدوات البيانات ومنها البحث لفائدة العمل الإنمائي.
وعقب الورشة، أوضح الدكتور إنغمار فيبر، مدير أبحاث الحوسبة الاجتماعية في معهد قطر لبحوث الحوسبة، أن أساليب الذكاء الجماعي تتطور جنبا إلى جنب مع التقنيات الرقمية، في ظل توافر أدوات جديدة للاستفادة من الذكاء الجماعي القابل للتطبيق، مشيرا إلى أن هذه الورشة وفرت فرصة لتبادل أحدث البحوث والتقنيات التي تقوم بتطويرها المؤسسات كل على حدة، كما أبرزت أهمية تعزيز الشراكات التي يمكن أن تساعد الحكومات والمنظمات الإنمائية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في معالجة القضايا المعقدة.
من جانبها، أشارت السيدة جينا لوكاريلي، رئيس فريق في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن ورشة العمل شكلت فرصة قيمة للتفاعل والتعاون لتعزيز الذكاء الاصطناعي من أجل أن نكون أكثر ذكاء لفائدة الإنسان وكوكب الأرض، معربة عن امتنانها لمعهد قطر لبحوث الحوسبة على تنظيم هذه الفعالية، التي تضمنت الكثير من النقاشات القيمة حول الابتكارات التي يمكن أن تساعد في معالجة المتغيرات السريعة التي تعوق التنمية المستدامة.
وتشكل أساليب الذكاء الجماعي، كالاستعانة بالمصادر الخارجية، وتقارير المواطنين، والاستشعار عن بعد، والذكاء الاصطناعي المتزايد، مجتمعة مصادر جديدة وغير مألوفة للبيانات تصلح للبحث والتحليل، ومن خلال تنويع الطرق التي تفهم بها قضايا التنمية، يمكن للبيانات أن تكشف عن رؤى جديدة، بل وربما تساعد في توجيه استخدام هذه البيانات في معالجة قضايا حساسة وملموسة مثل التلوث.