شاركت دولة قطر في أعمال القمة التحضيرية لتحول التعليم، التي عقدت بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في باريس.
ترأس وفد الدولة سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي رئيس اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.
ونوهت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، في كلمة ألقتها خلال القمة، بالأهمية القصوى التي توليها دولة قطر للتعليم في دستورها الدائم وفي رؤيتها الوطنية 2030، كأحد أهم الركائز الأساسية للتقدم الاجتماعي.
المشاورات الوطنية
واستعرضت سعادتها أهم ما أسفرت عنه المشاورات الوطنية التي عقدت في قطر يومي 16 و17 يونيو الماضي من توصيات وفق الأولويات التي ستساعد في إعادة تصور التعليم في الدولة، والتي يمكن بلورتها في خمسة محاور ذات أولوية، موضحة أن أول هذه المحاور هو الحاجة إلى التطبيق الفعال للتعلم الذي يتمحور حول الطالب على أرض الواقع، ويلبي احتياجاته ورفاهه واهتماماته وقدراته وتطلعاته، مع الالتزام الكامل بدمجِ الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك الذين يواجهون صعوبات في التعلم.
وأضافت سعادتها أن المحور الثاني يتمثل في الاستفادة القصوى من التكنولوجيا بما في ذلك الذكاء الاصطناعي الذي شهد تسارعا متزايدا، إذ أن التعلم الرقمي يأتي على رأس أولويات واهتمامات دولة قطر أكثر من أي وقت مضى، لا سيما في أعقاب جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، مبينة أن المحور الثالث يعنى باستقطاب المعلمين وجذبهم وتحفيزهم وتطويرهم مهنيا، إذ أنه في ظل الانتشار الواسعِ للتقنيات الجديدة على الصعيدين الوطني والعالمي، سيكون دور المعلمين عاملا رئيسا في التحولات الناجحة للأنظمة التعليمية.
بناء اقتصاد معرفي
وتابعت أن المحور الرابع يتمثل في تمكين المتعلمين من المساهمة في رفاههم ورفاه مجتمعهم على المدى الطويل، خصوصًا في ظل توجه الدولة نحو بناء اقتصاد معرفي والحفاظ على الاستدامة الاقتصادية والبيئية، ما سيتطلب ربط البحث العلمي بالبيئة والاستدامة والتغير المناخي، مؤكدة وجوب أن تعكس المناهج التعليمية، وكذلك تمويل الأبحاث في مؤسسات التعليم العالي هذه المتطلبات والأولويات. كما يتناول المحور الخامس تمويل التعليم والأهمية التي توليها دولة قطر لهذا المجال في جميعِ أنحاء العالم، وحرصها على توفير التعليم الجيد والشامل للجميع في كل مكان، باعتباره أولوية قصوى من أولويات سياستها في مجال المساعدات الإنمائية في مناطق النزاع والأزمات.
وأوضحت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي أن دولة قطر قدمت الدعم على مدى العقد الماضي، من خلال صندوق قطر للتنمية، لمشاريع تعليمية بقيمة مليار دولار أمريكي في جميعِ أنحاء العالم، استفادت منها أكثر من سبعين دولة. واختتمت الكلمة بالتأكيد على أن التعليم هو خريطة الطريق إلى المستقبل، وأنه بإمكان قمة تحول التعليم أن تساعد في تحديد أفضل السبل على هذه الخريطة، ما يتطلب بذل الكثير من الجهد، مؤكدة التزام دولة قطر الكامل بهذه المهام بالغة الأهمية.
قمة تحضيرية
جرى خلال القمة التحضيرية، التي شارك فيها نحو 140 وزير تعليم من مختلف دول العالم، عرض تجارب الدول في المشاورات الوطنية التي تمت والمحتوى الأولي لقمة تحول التعليم التي ستعقد في شهر سبتمبر المقبل بنيويورك، مع التركيز على 5 مجالات رئيسية للتحول، هي المدارس، والتعليم الجيد مدى الحياة، والمعلمون، وإمكانية الاتصال الإلكتروني وتمويل التعليم.
وعلى هامش المشاركة في القمة التحضيرية لتحول التعليم، التقت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي مع سعادة الدكتور ليوناردو غارنييه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للقمة، وناقشت معه الأهداف المرجوة من هذه القمة وآلية العمل والمتابعة بعد انعقادها بنيويورك في شهر سبتمبر المقبل، وكيفية العمل بطريقة تطويرية تساهم في تحول التعليم.
كما التقت سعادتها مع سعادة الدكتور روبرت جنكنز مدير التعليم بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، حيث جرى استعراض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في مجالات التعليم والسبل الكفيلة بدعمها.