مثلها مثل العديد من دول العالم، تعرضت دولة قطر إلى جائحة كوفيد-19 منذ مطلع العام 2020، وتبعها بعد ذلك انتشار العديد من السلالات والمتحورات لمرض فيروس كورونا المستجد، وقد نجحت الدوحة في وقت قياسي بالسيطرة على الجائحة من خلال اتخاذ العديد من التدابير الوقائية، وسرعة إجراء الفحوصات لمعظم سكان البلاد، وحصولهم على الجرعات الأساسية والمعززة المضادة للفيروس. وفيما يلي كل ما تحتاج معرفته حول تطورات فيروس كورونا في قطر وآخر الإحصاءات والقرارات الرسمية المتعلقة بذلك.
كورونا في قطر.. الانتشار والاستجابة السريعة
أُكدت أول حالة إصابة بفيروس كورونا في دولة قطر يوم 27 فبراير 2020، وطوال الأشهر التالية، اعتبرت قطر صاحبة أعلى عدد للحالات المؤكدة مقارنة بأي دولة أخرى في العالم، بالنسبة لتعدادها السكاني الصغير، وثاني دولة على مستوى العالم العربي في العدد الكلي للحالات المؤكدة، بعد السعودية.
وكان عدد الوفيات في قطر منخفضاً بالنسبة لعدد الحالات المعلنة، ويمكن أن يعزى ذلك إلى نظام الرعاية الصحية المتقدم بالدولة، وحقيقة أن نسبةً عاليةً من المقيمين بالدولة في سن صغيرة وصحة جيدة.
ويبلغ عدد سكان دولة قطر بحسب آخر الإحصاءات الرسمية نحو 2.657.333 إنسان.
وفي بدايات استجابتها للجائحة، أعلنت قطر في يوم 9 مارس 2020، عن إغلاق جميع المدارس والجامعات حتى إشعار آخر، ووضعت حظرًا للسفر إلى عشرات الدول، وفي يوم 20 مارس، أغلقت وزارة البلدية جميع الحدائق والشواطئ العامة في محاولة منها لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي يوم 22 مارس، صرحت وزارة التجارة والصناعة أنها قررت إغلاق جميع المطاعم، والمقاهي، ومنافذ الطعام، وشاحنات الطعام حتى إشعار آخر، وشمل ذلك أيضاً الأندية الرياضية، ومارينا لوسيل، ومنطقة شاحنات الطعام، وكورنيش الدوحة، وكورنيش الخور، وحديقة أسباير.
ومنذ الأيام الأولى للوباء، عملت وزارة الصحة العامة على إدخال المصابين إلى العزل الصحي، وقدمت الرعاية الطبية لهم، فيما استمرت الوزارة بفحص جميع المواطنين والمقيمين، وحثت في الوقت نفسه، الوكالات والأفراد على اتباع التدابير الوقائية، والتمسك بمتطلبات العزل المنزلي لضمان سلامتهم وسلامة المجتمع، كما حثّت أيضًا على عدم الخروج من المنزل إلا في حالة الضرورة القصوى.
وظل الوضع كذلك حتى بدأت الإصابات في التراجع بسبب سرعة إعطاء الجرعات المضادة لفيروس كورونا في قطر، وفي فبراير 2021، بدأت الدوحة في رفع قيود كورونا تدريجياً، وأصدرت الحكومة 32 توجيها بشأن خطة الرفع التدريجي لقيود كورونا، وأعلنت عن أربع مراحل لرفع القيود الاحترازية، بدأت الأولى منها في 28 مايو 2021، حيث كان معظم سكان البلاد حصلوا على جرعتين من التطعيم المضاد لفيروس كورونا.
ما آخر إحصاءات فيروس كورونا في قطر؟
- بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في قطر حتى يوم 17 يوليو 2022 نحو (395.051) ألف إصابة، بحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة العامة.
- فيما بلغ إجمالي عدد جرعات اللقاح المضادة كوفيد-19 التي أُعطيت للمواطنين والمقيمين على عدة مرات (7.278.429) ملايين جرعة.
- بلغ عدد الأشخاص الذين تم فحصهم منذ بداية الوباء نحو (3.702.093) ملايين شخص.
- بلغ عدد إجمالي عدد المتعافين من الوباء حتى الآن (387.502) شخص.
- بلغ عدد الوفيات التي تسبب بها فيروس كورونا منذ بداية الوباء حتى الآن (680) إنسان.
- إجمالي عدد الحالات النشطة الحالية (6869) إصابة حتى 17 يوليو 2022.
- عدد الحالات الحادة تحت العلاج حالياً في المشافي (102) شخص، حتى 17 يوليو 2022.
ما اللقاحات المعتمدة في قطر؟
بفضل الإجراءات والقيود الشاملة التي وضعتها الحكومة القطرية، سجلت قطر واحداً من أدنى معدلات الوفيات في العالم، ولكن على الرغم من ذلك، فقد أثر الفيروس سلباً على حياة الجميع تقريباً في البلاد، حيث أصبح المسنون أكثر عزلة عن أسرهم؛ وتعطل تعليم الأطفال؛ وقد تم تأجيل المناسبات المهمة، مثل: حفلات الزفاف، والفعاليات الرياضية والترفيهية، ولم يتمكن العديد من المقيمين المغتربين من العودة إلى بلدانهم الأصلية للاجتماع بالعائلة والأصدقاء.
أدى حصول الموافقة على لقاحات كوفيد-19 الآمنة والفعّالة مع استيعاب واسع النطاق لجميع السكان قطر، إلى السيطرة على الوباء ورفع معظم القيود المفروضة جراء جائحة كوفيد-19، وقد أتاح ذلك عودة معظم الأنشطة، مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى حماية السكان من خطر الفيروس.
تلقى أكثر من 85٪ من السكان حتى الآن كلاً من الجرعة الأولى والثانية من لقاح كوفيد-،19 وبدأت وزارة الصحة العامة في إعطاء جرعات معززة لجميع الأفراد بعد ستة أشهر من تلقي جرعتهم الثانية من اللقاح.
توضح أحدث الأدلة السريرية أنه بالنسبة لمعظم الأشخاص تبدأ المناعة الوقائية التي تم الحصول عليها من أول جرعتين من اللقاح في الانخفاض تدريجياً بعد ستة أشهر، لذلك فإن أخذ الجرعة المعززة سيمنح حماية طويلة الأمد ضد جميع سلالات كوفيد-19، تشجع وزارة الصحة العامة الجميع بشدة على أخذ الجرعة المعززة بمجرد أن يصبحوا مؤهلين لمواصلة حماية أنفسهم من خطر الإصابة بالعدوى.
وتعتمد قطر منذ بداية الوباء، على لقاحي فايزر/بيونتك، وموديرنا، وقد تمت الموافقة على كلا اللقاحين للاستخدام في حالات الطوارئ من قبل إدارة الصيدلة والرقابة الدوائية في وزارة الصحة العامة، كما أجازت الوزارة اللقاحين بعد موافقات بلدان أخرى بما فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ما سياسة السفر والعودة إلى قطر في ظل جائحة كورونا؟
- بحسب وزارة الصحة القطرية، يتعين على المسافرين الالتزام بالإجراءات المعمول بها في دولة قطر للحد من انتشار فيروس كوفيد-19 في جميع الأوقات.
- ويتعين على المسافرين القادمين إلى دولة قطر من جميع المنافذ، التسجيل الإلكتروني المسبق على موقع "احتراز"، وإرفاق جميع المستندات المطلوبة قبل الوصول الى دولة قطر بمدة لا تقل عن 12 ساعة.
- لا يزال التسجيل الإلكتروني المسبق اختياريا للمواطنين والمقيمين، وتوصي وزارة الصحة العامة بالتسجيل الإلكتروني المسبق لتسهيل الإجراءات عند الوصول إلى الدولة، وتحديداً للمسافرين بصحبة أفراد الأسرة غير المحصنين والذين بدورهم مطالبين بالخضوع للحجر المنزلي، "يتعين على هذه الفئة التوقيع على نموذج (الإقرار والتعهد) المُتاح من خلال الموقع الإلكتروني (www.ehteraz.gov.qa)".
- يجب على المسافرين المحصنين بالكامل خارج الدولة بأحد اللقاحات المرخصة من قبل وزارة الصحة العامة بدولة قطر تقديم شهادة اللقاح (الأصلية) وغيرها من المستندات الداعمة المكتوبة باللغة العربية أو الإنجليزية والتي تثبت حصولهم على اللقاح.
- سيطبق على الأطفال غير المحصنين أقل من (12) عاماً، المسافرين برفقة الوالدين / أو أحدهما المحصنين بالكامل / أو المتعافين من كوفيد-19 الإجراءات نفسها التي سيتم تطبيقها على ذويهم، علماً أنه غير مطلوب منهم إجراء اختبار (PCR) قبل الوصول إلى الدولة، وذلك نظرا إلى أنه يجب على هذه الفئة إجراء اختبار المستضدات السريع (RAT).
- على المسافرين غير المقيمين في دولة قطر والمحصنين بالكامل (الحاصلين على ٣ جرعات أو من لم يمضِ ٩ أشهر على تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاحات المعتمدة لدى دولة قطر) أو المتعافين من المرض مراعاة الآتي:
أ- فيما يخص مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي (المحصنين/المتعافين) فإنه يمكنهم استخدام التطبيقات الخاصة بدولهم الموضحة أدناه شريطة إبراز حالة التطعيم أو التعافي، وهي كالآتي:
١) المملكة العربية السعودية (تطبيق توكلنا).
٢) الإمارات العربية المتحدة (تطبيق حصن).
٣) مملكة البحرين (تطبيق مجتمع واعي).
٤) دولة الكويت (تطبيق شلونك).
٥) سلطنة عمان (تطبيق ترصد).
- فيما يخص مواطني ومقيمي دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة (المحصنين/المتعافين) فإنه يمكنهم استخدام التطبيق الخاص بهم (European pass) و(تطبيق NHS COVID Pass) شريطة إبراز حالة التطعيم أو التعافي، وفي هذه الحالة سيتم استثناؤهم من التسجيل الإلكتروني المسبق مع ضرورة إجراء اختبار المستضدات السريع خلال 24 ساعة عند الوصول إلى الدولة في أحد المراكز الصحية الخاصة المعتمدة لدى الدولة، بينما يتعين على هذه الفئة إحضار اختبار تفاعل البوليمارز المتسلسل (PCR) قبل الوصول إلى دولة قطر في حالة القدوم من قائمة الدول الحمراء.
- يحق لوزارة الصحة العامة إجراء اختبارات (المستضدات السريع RAT / تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR بشكل عشوائي للمسافرين عند الوصول إلى دولة قطر عبر منافذها (الجوية، البرية أو البحرية).
- يجب على المسافرين المطلوب منهم الامتثال للحجر الصحي الفندقي حجز باقات الحجر من خلال الموقع الإلكتروني لـ "اكتشف قطر" Discover Qatar قبل السفر إلى قطر.
- في حالة الحجر المنزلي، يجب أن تكون ظروف الإقامة مناسبة، وفي حال عدم مطابقة مكان الإقامة للشروط المذكورة في نموذج (الإقرار والتعهد)، فإنه يجب على المسافر حجز باقة الحجر الصحي الفندقي من خلال الموقع الإلكتروني لـ "اكتشف قطر" Discover Qatar قبل السفر إلى قطر.
- على المسافرين القادمين إلى دولة قطر التوجه إلى عيادة اختبار كوفيد-19 في منافذ الوصول في حال ظهور أي أعراض مرتبطة بكوفيد-19 مع اتخاذ تدابير العزل اللازمة.
- يجب على المسافرين مراجعة سياسة السفر والعودة الخاصة بوزارة الصحة العامة بشكل دوري للحصول على إرشادات مفصلة ومحدثة فيما يخص تصنيفات الدول وتدابير الصحة والسلامة، والتي يمكن إيجادها من خلال الرابط التالي.
ما آخر القرارات الرسمية المتعلقة بفيروس كورونا في قطر؟
في 14 يوليو/تموز 2022، سجلت وزارة الصحة القطرية 1027 حالة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا "كوفيد-19" وذلك للمرة الأولى منذ شهر فبراير 2022، في مؤشر باللون الأحمر يؤكد أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتلقي جرعات اللقاح المضاد.
وفي 3 فبراير/شباط 2022، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 953 إصابة بكورونا ضمن المجتمع و230 بين المسافرين (بإجمالي 1183 إصابة) ليبدأ بعدها المؤشر في الانخفاض، حيث سجلت في الـ3 أيام التالية 792 إصابة ضمن المجتمع و205 بين المسافرين (بإجمالي 997) ثم 746 إصابة ضمن المجتمع و157 بين المسافرين (بإجمالي 903) ثم 777 ضمن المجتمع و135 بين المسافرين (بإجمالي 912 حالة).
وواصل معدل الإصابات الانخفاض ليصل إلى دون الـ200 إصابة في 3 مارس (172 ضمن المجتمع و9 بين المسافرين) ثم أقل من 100 إصابة يومياً لأول مرة في 12 مارس/آذار (79 ضمن المجتمع و3 بين المسافرين) قبل أن يرتفع مجدداً دون تجاوز الـ200 إصابة ليصل إلى الـ50 لأول مرة في 27 أبريل بتسجيل 45 ضمن المجتمع و5 بين المسافرين، قبل أن يتصاعد في الأسابيع الأخيرة في قطر والعالم، إلا أنه لم يتجاوز مربع الـ1000 محلياً إلا في يوليو 2022.
وفي 6 يوليو 2022 قرر مجلس الوزراء القطري تعديل قراره الصادر في اجتماعه العادي (19) لعام 2022 المنعقد بتاريخ 18 / 5 / 2022، وذلك بإلزام المواطنين والمقيمين والزائرين بارتداء الكمامات في الأماكن العامة المغلقة، اعتباراً من الخميس الموافق 7 / 7 / 2022.
في الوقت نفسه، أوصت الحكومة بتوفير جرعة تعزيزية رابعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وأعلنت وزارة الصحة العامة، عن أنّ الجرعة الرابعة متوفرة للأفراد بعمر 50 عاماً فما فوق، لافتة إلى أنّ الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة تزيد من خطر إصابتهم بعدوى كوفيد-19 شديدة بغض النظر عن أعمارهم.
وأوضحت، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا)، أنّ الجرعة الرابعة من اللقاح تعطى لهذه الفئات بعد مرور أربعة أشهر على تلقي الجرعة التعزيزية الثالثة من اللقاح، أو بعد أربعة أشهر من الإصابة بكوفيد-19.