قبل 27 عاماً، رفعت دولة قطر شعار الاستثمار في الإنسان وتنمية المجتمع من خلال الابتكار، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الأمير الوالد، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رؤية تنموية جديدة أدَّت إلى تأسيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لتكون مهمتها تحقيق الاستدامة الاقتصادية الوطنية للبلاد، من خلال الابتكار في التعليم والبحوث. وإليكم في هذا التقرير نبذة عن هذه المؤسسة وتاريخها وأهدافها وأنشطتها.
ما هي مؤسسة قطر؟
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أو "Qatar Foundation" (قطر فاونديشن) هي منظمة غير ربحية تم تأسيسها عام 1995، حيث تتمحور مهام المراكز التابعة لها وبرامجها ومبادراتها حول التعليم والبحوث والابتكار وتنمية المجتمع وتتكامل مساعيها من أجل تطوير المجتمعات في قطر والعالم.
وتمتلك المؤسسة منظومة تنموية وتعليمية واسعة ومتنوعة، تعززها الشراكات مع مؤسسات دولية رائدة، من أجل إحداث التأثير الإيجابي الذي تتطلع إليه قطر محليًا وإقليميًا ودوليًا، وتمكين أفراد المجتمع من رسم حاضرهم ومستقبلهم، بحسب تعريف موقع المؤسسة.
بالإضافة إلى التمويل الذاتي، تتلقى المؤسسة دعما حكومياً، وتتولى الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس إدارة مؤسسة قطر، وتقود المؤسسة جهود دولة قطر الرامية إلى تحقيق الريادة في التربية والتعليم والعلوم والفنون وتنمية المجتمع في المنطقة وخارجها، وتشير المؤسسة إلى أن هدفها الأساسي هو دعم دولة قطر في رحلتها للانتقال من "الاقتصاد القائم على الكربون" إلى الاقتصاد القائم على المعرفة عبر إطلاق قدرات الإنسان.
ما رؤية وأهداف المؤسسة؟
تقول المؤسسة، إنها على مدار 27 عامًا، دأبت على تعزيز الابتكار وريادة الأعمال على المستوى الإقليمي، ودعم مساعي تنمية المجتمع وثقافة التعلّم مدى الحياة، وإعداد ألمع العقول لمواجهة التحديات المستقبلية الكبرى.
مشيرة إلى أن ما تقوم به يعتمد على فلسفة مفادها أن "مستقبلنا يكمن في إطلاق أثمن الموارد على الإطلاق، ألا وهو الإنسان".
وتسعى المؤسسة إلى رعاية قادة المستقبل في دولة قطر، إذ تضع أمامهم النماذج الرائدة، ولا تبخل عليهم بخبراتها النافعة لتقوم بدورها المنشود وفضلها المعهود في تنمية قدرات أبنائها والارتقاء بهم على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
وترتكزُ الأنشطة كافة التي تضطلع بها مؤسسة قطر على تعزيز ثقافة التميّز والابتكار في المجتمع القطري المُنفتِح وغرس الطموح في أبنائه لتحويل اقتصاد دولة قطر إلى اقتصادٍ قائمٍ على المعرفة عبر الارتقاء بالقدرات البشرية والاجتماعية والاقتصادية المُستدامة.
وتقول المؤسسة إنها تسعى جاهدةً إلى إتاحة الفرصة للجميع للحصول على تعليم عالمي مُتميِّز، واكتساب خبرات عملية، بالإضافة إلى توفير الفرص المهنية للمجتمع القطري، الأمر الذي يعمل على تمكين أفراد المجتمع من جميع الفئات العمرية من المساهمة في بناء مستقبل البلاد، وتقود مؤسسةُ قطر عجلة التنمية البشرية في الدولة بما يدعم رسالتها الرامية لإطلاق قدرات الإنسان.
ما المجالات التي تقوم عليها المؤسسة؟
تدعمُ مؤسسةُ قطر وتقومُ بتفعيل برامج في ثلاثة مجالات رئيسة، هي: التعليم، والعلوم والبحوث، وتنمية المجتمع.
وعملت المؤسسة على إنشاء قطاع للتعليم يجذب ويستقطب الجامعات العالمية إلى دولة قطر، لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصادٍ مبنيٍّ على المعرفة لا يعتمد على إنتاج الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية الناضبة.
وتعمل مؤسسة قطر، من خلال العلوم والبحوث، على بناء قدرات الابتكار والتقنية الحديثة في دولة قطر عن طريق تطوير الحلول والاستفادة منها تجارياً من خلال فروع العلوم الأساسية، فيما تهدف برامج التنمية الاجتماعية للمؤسسة إلى إنشاء مجتمع متطوّر، وتعزيز الحياة الثقافية، والحفاظ على التراث، وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.
قامت المؤسسة بإنشاء العديد من المشاريع التجارية المشتركة مع نخبة من الشركاء من مختلف أرجاء العالم في مجالات التصميم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والدراسات السياسية وتنظيم الفعاليات، دعمًا لدولة قطر ومسيرتها نحو تحقيق اقتصاد مستدام وقائم على المعرفة.
وقد بدأت الشركات القطرية في اكتساب شهرة عالمية في مجال صناعة البرمجيات، وذلك بفضل الاهتمام الذي توليه المؤسسة لمجالي البحوث والتطوير، ومن بين الشركات القطرية التي بدأت تستثمر في البحوث والتطوير بتشجيع من مؤسسة قطر "شركة براجماتك"، وهي أحد فروع الشركة المتحدة للتطوير (لا تتبع مؤسسة قطر)، وقد اكتسبت هذه الشركة شهرة كبيرة في مجال برمجيات إدخال البيانات وبرمجيات النظام المحاسبي.
ما أبرز مشاريع مؤسسة قطر؟
المدارس
على مستوى التعليم الابتدائي وحتى التعليم ما قبل الجامعي أطلقت مؤسسة قطر عددا من المشاريع والمبادرات، مثل: مدارس أكاديمية قطر، وأكاديمية قطر – الخور، وأكاديمية قطر الوكرة، وأكاديمية قطر السدرة، وهي مدارس خاصة غير ربحية، تقدم خدمات تعليمية من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية، وتستند إلى منهج "اتحاد نيو إنجلاند للكليات والمدارس" و"مجلس المدارس الدولية."
كما أطلقت المؤسسة برنامج الجسر الأكاديمي، وهو برنامج خاص بالتعليم بعد المرحلة الثانوية، يساعد الطلاب على الانتقال من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية.
أيضاً، أنشأت المؤسسة أكاديمية قطر للقادة، وهي شراكة بين مؤسسة قطر والقوات المسلحة القطرية، تعمل على ترويج معايير رفيعة لتنمية مهارات طلابها على الأصعدة الأكاديمية والرياضية والاجتماعية، إلى جانب تطوير الشخصية، وذلك لطلاب الصف السادس إلى الثاني عشر.
الجامعات
أما على المستوى الجامعي، فقد تم تأسيس جامعة حمد بن خليفة وفروع لمجموعة منتقاة من جامعات دولية عريقة تحقيقا لرؤية مؤسسة قطر المتعلقة بإطلاق قدرات الإنسان من خلال التعليم العالي، أبرزها:
- جامعة فرجينيا كومنولث في قطر، في عام 1998.
- كلية طب وايل كورنيل في قطر، في عام 2002.
- جامعة تكساس إي أند أم في قطر، في عام 2003.
- جامعة كارنيجي ميلون في قطر، 2004.
- جامعة جورجتاون، كلية الشؤون الدولية في قطر، في عام 2005.
- جامعة نورثويسترن في قطر، في عام 2008.
- جامعة أتش إي سي- باريس في قطر، في عام 2011.
- كلية لندن الجامعية في قطر، في عام 2011.
- كما أنشأت كلية الدراسات الإسلامية في قطر، وبدأت فصولها الدراسية في العام الدراسي 2007 -2008، وهي مركز دولي للفكر والحوار الإسلامي.
المعاهد والمراكز البحثية
أطلقت المؤسسة في عام 2009، مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز). ويعد المؤتمر واحدا من أهم المنتديات العالمية التي تتناول الابتكار في التعليم، فهو يجمع حوالي 1000 شخصية من ممارسين وأصحاب القرار وقادة الفكر من قطاعات مختلفة، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من مائة بلد، ويبحث مؤتمر القمة (وايز) كل عام في التحديات التعليمية الراهنة.
وتم إنشاء قطاع البحوث في مؤسسة قطر عام 2007 بهدف إدارة تطوير المجتمع العلمي في قطر، وقد استضاف القطاع العديد من المؤتمرات الدولية في مجالات التكنولوجيا الحيوية وتقنية النانو وأبحاث الخلايا الجذعية.
وتتضمن قائمة المعاهد والمراكز البحثية ما يلي:
- الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
- واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر.
- معهد قطر لبحوث الطب الحيوي ومجابهة الأمراض.
- معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة.
- معهد قطر لبحوث الحوسبة.
- مركز سدرة للطب والبحوث.
- مركز مناظرات قطر.
مبادرات العلوم والبحوث، والتي تشمل:
- برنامج قطر للريادة في العلوم، والذي يهدف إلى تطوير كفاءة العلماء المحليين لقيادة المعاهد البحثية القطرية، كما يساعد البرنامج في دعم الخريجين الواعدين في قطر، لكي يصبحوا روادًا للبحوث المستقبلية من خلال تنظيم برامج تدريبية.
- البرامج البحثية الجامعية، حيث تجري معظم الجامعات في الحرم الجامعي لمؤسسة قطر البرامج البحثية الخاصة بها بالتعاون مع جهات البحث التابعة للمؤسسة، وذلك بغرض توفير أفكار جديدة للتسويق التجاري.
- البرامج البحثية في مؤسسة قطر، بالإضافة إلى البرامج البحثية الجامعية، قامت المؤسسة بعقد شراكات عالمية مع مؤسسات عريقة مثل معهد جيمس بيكر الثالث للسياسة العامة (الذي يعد جزءًا من جامعة رايس بالولايات المتحدة الأمريكية) والجمعية الملكية بالمملكة المتحدة.
- سلسلة المحاضرات المتميزة، وتعمل على تعريف الطلاب القطريين والباحثين والجمهور المحلي بالعلوم وبأبرز العلماء على المستوى العالمي.
- "كيوساينس دوت كوم"، مبادرة يتم من خلالها نشر أبحاث علمية مهمة، والتي يمكن الوصول إليها مجانًا، إلى جانب المقالات البحثية التي راجعها الخبراء المتخصصون.
- "نجوم العلوم"، وهو برنامج تلفزيوني فريد من نوعه يتيح للمتنافسين من المبدعين الشباب العرب بتحقيق أفكارهم الإبداعية المرتكزة على مبدأ علمي جديد.
مبادرات تنمية المجتمع
أطلقت المؤسسة العديد من المبادرات لتنمية المجتمع، والتي ترتكز على دفع المجتمع نحو التقدم للأمام، والارتقاء بمستوى الحياة الثقافية وحماية التراث القطري، وكذلك تلبية الاحتياجات الاجتماعية الملحة في المجتمع، ومن أبرز هذه المبادرات:
- معرض قطر المهني، وهو عبارة عن فعالية وطنية سنوية تعرض خلالها مجموعة متنوعة من توجهات العمل وفرص التعليم والتوظيف والتدريب والتنمية المتاحة للطلاب والخريجين الجدد في قطر.
- الشقب، وهو مركز تعليم الفروسية الرائد في المنطقة.
- مكتبة قطر الوطنية، والتي تتضمن مئات آلاف الكتب المطبوعة والإلكترونية، بالإضافة إلى الدوريات والمطبوعات العلمية.
- المتحف العربي للفن الحديث، ويضم معارض، وبرامج، وفعاليات تستكشف الأعمال الفنية للفنانين العرب وتحتفي بها.
- مشيرب العقارية، وهي شركة تابعة لمؤسسة قطر، وتتولى مسيرة التنمية العقارية في قطر، وتضع مفاهيم حديثة للحياة العصرية استنادًا إلى الأسلوب القطري التقليدي في فن العمارة والتصميم باستخدام أحدث التقنيات.
- أوركسترا قطر الفلهارمونية، تم تأسيسها في العام 2008 وتتكون من 101 عازف وتهدف إلى تعزيز دور المجتمع والثقافة في قطر.
- أيادي الخير نحو آسيا، وهي مبادرة تسعى إلى إيصال رسالة مؤسسة قطر المتمثلة في التنمية البشرية إلى الساحة الدولية، عن طريق توصيل سبل التعليم عالية الجودة إلى الدول الأقل حظا في آسيا.
- الجمعية القطرية للسكري، تقدم برامج وخدمات للمصابين بمرض السكري، وهو من الأمراض المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط.
- معهد الدوحة الدولي للأسرة، يعمل على رفع المستوى الاقتصادي للأسر منخفضة الدخل وتمكينها اقتصادياً، وتوفير فرص عمل من خلال المشاريع الإنتاجية والتنموية. ويحظى المعهد بوضعية استشارية خاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.
ما المنح التي تقدمها مؤسسة قطر؟
تقدم مؤسسة قطر سنوياً العديد من المنح التعليمية في مختلف الجامعات والمعاهد التعليمية، إذ يمكن للطلاب والخريجين من جميع أنحاء العالم التقديم في منح المؤسسة وخصوصاً من الدول العربية.
وللحصول على منح مؤسسة قطر، يجب التقدم بالحصول على قبول في أي جامعة قطرية، وسيتم ترشيحك للمؤسسة، كذلك، يمكنك التواصل مع المؤسسة من خلال الموقع الرسمي لمعرفة المنح المقدمة.
وتغطي المنح جميع التخصصات المتاحة في الجامعات القطرية لأي درجة علمية، سواء بكالوريوس أو ماجستير أو دكتوراه.
كيف يمكن التقدم بطلب توظيف في مؤسسة قطر؟
تقدم المؤسسة فرصاً للباحثين عن العمل، من غير القطريين، ويمكن تقديم طلب التوظيف لدى المؤسسة إلكترونياً، عبر هذا الرابط دون أي رسوم.
ويجب تسجيل الدخول بعد إنشاء حساب من خلال الصفحة الخاصة بالوظائف على الموقع الإلكتروني لمؤسسة قطر، واختيار الوظيفة المناسبة من قائمة الوظائف الشاغرة، وأخيراً تعبئة نموذج الطلب، وإرفاق المستندات المطلوبة، ثم تقديم الطلب.
آخر أخبار مؤسسة قطر
مؤسسة قطر تحتفل بتخريج طلاب مدارسها دفعة 2022
مؤسسة قطر تنظم الفعالية الإقليمية الثانية لمنصة TED بالعربي في الأردن