نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة بإدارة الدعوة والإرشاد الديني، محاضرة بعنوان "تحديات الشباب في زمن العولمة" حاضر فيها فضيلة الشيخ الدكتور محمد العوضي الداعية الإسلامي بحضور لافت من فئات المجتمع وبخاصة الشباب.
ونوه الدكتور العوضي خلال محاضرته بالتحديات الجسيمة التي تواجه شباب الأمة في هذه الأزمنة في زمن العولمة والتي أثرت سلبًا على الكثير من الشباب، لافتًا إلى أنه لا بد من التمسك والعمل بما يثبت الإنسان والشباب خاصة في هذه الأوقات والعودة إلى الإيمان بالله وإلى حياة الروحانيات، وأهمها الارتباط بالله سبحانه وتعالى والأخذ بأسباب ذلك وأهمها الصلاة في جماعة والأذكار والدعاء والصحبة الطيبة والمشاركة في البرامج والأنشطة النافعة.
وذكر الداعية الإسلامي أن ثروة المجتمعات في شبابها، وأن الشباب لهم خصوصية وأهمية كبرى، فهم عماد المجتمعات وقوامها، ولذا تسعى الكثير من المؤسسات الغربية إلى العمل على عقول الشباب وبث آرائهم وأفكارهم الهدامة في نفوسهم بشكل مرتب وعمل منظم مخطط.
وأشار إلى الآثار السلبية التي تنتج من مشاركة الشباب في المحادثات الإلكترونية على الإنترنت وعبر الأجهزة الذكية من أناس لا يعرفونهم من بلدان شتى وأفكار ومعتقدات مختلفة، وكذلك الصحبة السيئة التي يمكن أن تنخر في هوية أبنائنا السليمة وتساهم بشكل سلبي في أخلاقهم وسلوكياتهم ومنها التدخين والمخدرات بأنواعها المختلفة، وانتشرت الكثير من الأمراض المجتمعية من التوحد والوحدة وعدم الرغبة في الحديث الاجتماعي بسبب الارتباط الشديد وغير السليم بالأجهزة الذكية.
فهم الواقع الجديد
وأكد الدكتور العوضي أنه لا بد لنا كمسلمين ودعاة من فهم الواقع الجديد الذي يحكم ويهيمن على العالم ويؤثر عليهم بشكل كبير، وما يبذلونه من فرض لأفكار سلبية ومواجهة التحديات المختلفة سواء سلوكية أو نفسية أو فكرية أو ثقافية، مبينا أن الله سبحانه وتعالى قص علينا العديد من القصص القرآني ليبين لنا ما حل بالأقوام السابقة التي ابتعدت عن النهج الرباني والأخلاق والسلوك القويم فأذاقها الله الخزي والسوء.
وحث الداعية الإسلامي الشباب على المشاركة في البرامج التربوية والأنشطة التثقيفية وغيرها من البرامج النافعة التي يستفيد منها الشباب، مؤكدا على أهمية تقارب الآباء من أبنائهم وتكوين روابط وعلاقات حب وتعاون، وأن تبنى العلاقات على المحبة والثقة وإعطائهم الأمان والثناء عليهم وتعزيز الجوانب الإيجابية مع مراقبتهم ومتابعة أمورهم، وكذلك تعزيز الجوانب الإيمانية لديهم.
وقال "نحن نحتاج إلى المحاضن التربوية والاستفادة من أوقات أبنائنا وتوجيههم وإرشادهم ودعم البيئة الإيمانية والصحبة الطيبة وتعزيز القدوات الحسنة في المجتمع والاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة التي تدعو إلى الخير والعفة والإيمان والترابط الأسري والعيش على النهج القويم والصراط المستقيم الذي يحفظ المجتمعات ويبني الأوطان، فنحن خير أمة أخرجت للناس".