أكد السيد كلارك كوبر مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية السابق، أن دولة قطر أبدعت جدا في الحفاظ على العلاقات التي تعزز مصالحها، كما نجحت بشكل منقطع النظير في جلب أطراف نزاعات مختلفة إلى طاولة المفاوضات.
وقال كوبر، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، مهمة جدا وستعزز من دور دولة قطر الدبلوماسي.
فرصة للتباحث
وأشار إلى أن مشاركة سمو الأمير المفدى في اجتماعات الجمعية العامة تعتبر فرصة مواتية للقاء عدد من الزعماء والتباحث معهم بشأن القضايا الراهنة، متوقعا أن يكون خطاب سموه، شاملا ويتناول جميع القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية بما فيها قضايا التعاون الأمني الدولي والأمن الغذائي العالمي.
وأكد المسؤول الأمريكي السابق، أن دولة قطر تلعب دورا إقليميا مهما، ونالت ثقة كبيرة من مختلف دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، منوها بأن حضور قطر في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يحمل في حد ذاته رسالة مهمة.
وبخصوص القضايا التي ستندرج على جدول أعمال الجمعية العامة هذا العام ودور المنظمة الأممية في إيجاد حلول لها، توقع كوبر أن يتم التطرق إلى مسألة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وحماية الأمن الغذائي العالمي، ومعالجة ندرة الموارد المائية، إضافة إلى قضايا أخرى مثل الهجرة، منوها في هذا السياق بأهمية دور الجمعية العامة في إتاحة الفرصة أمام الدول للتعاون في مواجهة مختلف التحديات والمشاكل التي تواجهها.
قطر مبدعة
وردا على سؤال عن تقييمه لدور قطر في الوساطة في النزاعات الدولية، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية السابق، إن دولة قطر أبدعت جدا في الحفاظ على العلاقات التي تعزز مصلحتها السيادية، كما نجحت بشكل منقطع النظير في جلب أطراف نزاعات مختلفة إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف، "لقد كان منتدى الدوحة منصة إبداعية للغاية تتجاوز التجمعات الأخرى متعددة الأطراف. لقد كان مكانًا رأت فيه الكيانات والأشخاص التي قد لا تجتمع سويا فرصة للقيام بذلك".
كما أشار إلى أن الدوحة ظلت قادرة على الحفاظ على خطوط اتصال أثبتت فائدتها لعواصم مختلفة، لأنها "يمكن أن يكون لديها خط تواصل قد لا تمتلكه واشنطن أو لندن". وقال: "وقد أصبح ذلك أمرا معترفًا به، وحلف الناتو خير مثال على ذلك، حيث كان لدى الدوحة خط اتصال في أفغانستان، وتحملت المسؤولية في ذلك، على سبيل المثال".
زخم كبير
من جانبه، أكد السيد جيم موران، عضو مجلس النواب الأمريكي السابق، أن دولة قطر اكتسبت زخما وثقلا كبيرا، وهي شريك موثوق به لدى الولايات المتحدة، وحليف كبير تعول عليه في العديد من القضايا.
ونوه موران، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، بأهمية مشاركة دولة قطر في اجتماعات الجمعية العامة، متوقعا أن يكون في انتظار سمو أمير البلاد المفدى العديد من المقابلات والمباحثات، نظرا للدور المهم الذي تقوم به قطر ليس فقط على مستوى إرساء السلام في الشرق الأوسط، بل أيضا في توفير الوقود، خاصة الغاز الطبيعي المسال.
ولفت عضو مجلس النواب الأمريكي السابق إلى أن الاقتصاد العالمي سيكون القضية المحورية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يشمل ارتفاع أسعار الطاقة وتداعياتها على الاقتصادين الأوروبي والأمريكي، وكذلك مشكلة التضخم في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
التحديات الراهنة
واعتبر أن دور الأمم المتحدة مهم في تحقيق تقدم، على مستوى مواجهة التحديات الراهنة التي يمر بها العالم على اعتبار أنها المنظمة الوحيدة التي تشمل كل دول العالم، سواء كانت المتقدمة أو غير المتقدمة، ويعول عليها في حل العديد من القضايا.
من جهته، أكد السيد باتريك ثيروس السفير الأمريكي الأسبق لدى قطر، رئيس مجلس الأعمال القطري- الأمريكي السابق، أن قطر أثبتت نفسها لاعبا أساسيا على الساحتين العالمية والإقليمية، وأصبحت شريكا لا غنى عنه للولايات المتحدة.
وقال ثيروس، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن "دولة قطر تمتلك قدرة على التأثير في المنطقة بسبب سياستها الناجحة والمتوازنة، والتي أهلتها للقيام بوساطات ناجحة لإنهاء عدد من الصراعات في أماكن مختلفة من العالم"، مشيرا إلى دورها في إنجاح مفاوضات السلام في أفغانستان.
ولفت إلى أن مشاركة سمو أمير البلاد المفدى، في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي تكريسا للدور الذي تلعبه دولة قطر عالميا، متوقعا أن يكون خطاب سموه شاملا لجميع القضايا الراهنة إقليميا ودوليا.
وجهة النظر القطرية
ورأى أن وجهة النظر القطرية للمنطقة لم تتغير، حيث ما زالت تؤمن بضرورة إيجاد حلول للمشاكل التي تعانيها المنطقة عن طريق الحوار والوساطة.وفيما يتعلق بالملفات التي ستتصدر النقاشات خلال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة، أشار إلى أن الحرب في أوكرانيا ستكون على قائمة المواضيع المدرجة في جدول أعمال الجمعية، بالإضافة إلى تداعيات جائحة فيروس كورونا /كوفيد-19/، وارتفاع التضخم وزيادة الأسعار، وأزمة الطاقة.
وبشأن العلاقات القطرية - الأمريكية، والتي يحتفل البلدان بالذكرى الخمسين لإقامتها، قال السيد باتريك ثيروس، إن العلاقات بين البلدين تنمو وتتطور بوتيرة متسارعة، مما يعكس حرص قيادتي البلدين على الدفع بها إلى أعلى المستويات، وفي مختلف المجالات.
كما شدد على أن العلاقات القطرية - الأمريكية ستنمو وتتعزز خلال العقود المقبلة، معتبرا أن وجود حليف "لديه فهم قوي لما يجري على الساحة الدولية"، مثل قطر أمر مهم للغاية للولايات المتحدة الأمريكية.
حليف رئيسي
وفيما يتعلق بتصنيف الولايات المتحدة لدولة قطر حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتأثيره على العلاقات بين البلدين، قال السيد باتريك ثيروس، إن هذا التصنيف "تأكيد لمؤكد" لأن دولة قطر كانت وما زالت تتصرف باعتبارها حليفا رئيسيا لواشنطن.. مضيفا، "الفائدة الكبيرة هي أنها رسالة لبقية العالم تقول إن هذه قطر وعلاقتها بالولايات المتحدة. التصنيف يؤكد للعالم والجوار من هي قطر، وما هي علاقة قطر بالولايات المتحدة، ويسهل العلاقات المستقبلية".
كما تحدث باتريك ثيروس عن التطور الكبير الذي شهدته دولة قطر خلال السنوات الماضية، قائلا إنه كان مذهلا، وشمل جميع جوانب الحياة.. مشيرا إلى أن دولة قطر حققت قفزات كبيرة في مسيرة بناء الإنسان، وهو ما تظهره المؤشرات المختلفة، سواء في مجال الصحة أو التعليم، وحتى البنية التحتية.
فرصة سنوية
بدوره، رأى السيد جو ماكرون الباحث في المركز العربي بواشنطن، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة ستكون فرصة للتأكيد على الدور القطري المتنامي إقليميا ودوليا، حيث تمثل تلك الاجتماعات فرصة سنوية لقادة العالم لعرض رؤاهم بشأن القضايا العالمية الأساسية، والاجتماع مع نظرائهم لبحث تلك القضايا.
وأضاف أن دور دولة قطر الإقليمي تنامى في السنوات الأخيرة على مستوى الشرق الأوسط، كما برز، من خلال الوساطة في النزاعات الدولية، على مستوى العالم.. مشيرا في هذا السياق إلى توسط دولة قطر في العديد من الأزمات الإقليمية والدولية وأبرزها تحقيق المصالحة التشادية مؤخرا، واستضافة المحادثات غير المباشرة في موضوع الاتفاق النووي الإيراني، والحوار الأفغاني- الأفغاني، والمحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان، ووساطتها قبل ذلك في كل من السودان وفي لبنان وغيرها من الملفات المهمة.
برلمان عام
وعما إذا كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 تمثل فرصة مواتية للمجتمع الدولي للتعامل مع القضايا الراهنة، سواء الحرب الروسية الأوكرانية، والبرنامج النووي الإيراني، قال جو ماكرون إن الجمعية العامة تشبه برلمانا عاما تتم فيه المناقشات، لكنها لا تمتلك الصلاحية لاتخاذ قرارات ملزمة في هذه المواضيع، فالقرارات الأساسية تؤخذ في مجلس الأمن الدولي، والمجلس معطل بسبب "الفيتو" الأمريكي والروسي منذ عقود، وبالتالي الجمعية العامة ليست لها سلطة، إلا التصويت على بعض القضايا الرمزية، وحتى لو اتخذت قرارات بالإجماع، فإنها لا تمتلك سلطة تنفيذية وبالتالي فإنها تبقى فرصة للقاء والنقاش وتبادل الآراء، لكنها لا يمكن أن تصل لقرارات كبيرة وحاسمة، حسب قانون الأمم المتحدة.