- أتم حفظ القرآن الكريم وأتقن أحكام تجويده وهو دون العاشرة من عمره
- من أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي ومن المفكرين الإسلاميين القلائل الذين يتميزون بالاعتدال
- فضيلته كان مرجعاً من المراجع المعتمدة لدى الكثيرين من المسلمين في العالم الإسلامي وخارجه
- عمل في مجالات عدة ومارس أنشطة كثيرة واشتغل بالفقه والفتوى والأدب والشعر
توفي، اليوم الإثنين، فضيلة الشيخ الداعية والمؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي عن عمر ناهز 96 عاماً، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض الذي ألزمه الفراش.
ونشر الحساب الرسمي للشيخ القرضاوي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بيان جاء فيه: "انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام، ومدافعا عن أمته".
انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام، ومدافعا عن أمته.. نسأل الله أن يرفع درجاته في عليين، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقا. وأن يجعل ما أصابه من مرض وأذى رفعا لدرجاته.. اللهم آمين pic.twitter.com/euoUztZeMQ
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) September 26, 2022
وأضاف: "نسأل الله أن يرفع درجاته في عليين، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقا. وأن يجعل ما أصابه من مرض وأذى رفعا لدرجاته".
من جانبه، نشر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة جاء فيها" الإمام يوسف القرضاوي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام.. وقد فقدت الأمة الإسلامية عالمًا محققا من علمائها المخلصين الأفاضل".
انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام..
— علماء المسلمين (@iumsonline) September 26, 2022
وقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً محققا من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه. pic.twitter.com/vhQJEos9A4
وكان الدكتور القرضاوي من أبرز علماء الشريعة في العالم الإسلامي، ومن المفكرين الإسلاميين القلائل الذين يتميزون بالاعتدال ويجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر، وكانت لكتاباته ومؤلفاته ثقلها وتأثيرها في العالم الإسلامي، وقد أصبح الشيخ القرضاوي مرجعاً من المراجع المعتمدة لدى الكثيرين من المسلمين في العالم الإسلامي وخارجه.
عمل فضيلة الشيخ القرضاوي في مجالات عدة، ومارس أنشطة كثيرة، بين العمل الأكاديمي والعمل الإداري والثقافي، واشتغل بالفقه والفتوى، والأدب والشعر، وغير ذلك، ولكنه في المقام الأول رجل دعوة، فالدعوة إلى الله لحمته وسداه، وهي شغله الشاغل، وهي محور تفكيره واهتمامه وعلمه وعمله.
ولفضيلته 4 بنات وهن إلهام وسهام وعلا وأسماء، و3 أولاد وهم محمد وعبدالرحمن وأسامة.
النشأة والتعليم
ووفق موقع فضيلته الرسمي، فقد ولد الدكتور القرضاوي في إحدى قرى جمهورية مصر العربية، قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية، وكان مولد فضيلته فيها في 9/9/1926م وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.
ثم التحق فضيلته بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية وكان دائما في الطليعة، وكان ترتيبه في الشهادة الثانوية الثاني على المملكة المصرية، رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة 52-1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون.
وبعد ذلك حصل الشيخ القرضاوي على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة، وفي سنة 1958حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب، كما حصل سنة 1960م على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين، وفي عام 1973م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن: "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".
عمل الدكتور القرضاوي فترة بالخطابة والتدريس في المساجد، ثم أصبح مشرفاً على معهد الأئمة التابع لوزارة الأوقاف في مصر، ونقل بعد ذلك إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف للإشراف على مطبوعاتها والعمل بالمكتب الفني لإدارة الدعوة والإرشاد.
وفي سنة 1961م أعير فضيلته إلى قطر، عميدا لمعهدها الديني الثانوي، فعمل على تطويره وإرسائه على أمتن القواعد، التي جمعت بين القديم النافع والحديث الصالح، وفي سنة 1977م تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وظل عميداً لها إلى نهاية العام الجامعي 1989/1990م، كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، ولا يزال قائما بإدارته إلى اليوم.
وقد أعير من دولة قطر إلى جمهورية الجزائر الشقيقة العام الدراسي 1990/1991م ليترأس المجالس العلمية لجامعتها ومعاهدها الإسلامية العليا، ثم عاد إلى عمله في قطر مديرا لمركز بحوث السنة والسيرة.
وفي عام 2008 أسِّس فضيلته (مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد) في قطر، وهو يعمل على تعزيز مفهوم الوسطية، وإحياء الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال البحث العلمي.
الجوائز والأوسمة
حصل فضيلته على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1411هـ، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية بالاشتراك في الدراسات الإسلامية لعام 1413هـ، وجائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996م، وحصل كذلك على جائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997م، كما حصل على جائزة الهجرة النبوية لعام 1431هـ من حكومة ماليزيا، وفي 2010 منحه الأردن وسام الاستقلال من الدرجة الأولى.
مؤلفات فضيلته
ألف الشيخ القرضاوي مجموعة كبيرة من الكتب قاربت على 170 كتابا تناولت مجالات عدة ضمت علوم القرآن والسنة والفقه والعقيدة والدعوة والفكر والتصوف والأدب (شعرا ومسرحا)، من بينها:العقل والعلم في القرآن الكريم، والحلال والحرام في الإسلام، والاجتهاد في الشريعة الإسلامية، وفقه الزكاة، وفقه الجهاد، والإسلام والعلمانية وجها لوجه، وعالم وطاغية (هي مسرحية تاريخية).
المؤتمرات والندوات العلمية
لا يكاد يعقد مؤتمر أو ملتقى أو ندوة أو حلقة حول الفكر الإسلامي أو الدعوة الإسلامية إلا يدعى إليها الدكتور القرضاوي، تقديراً من الجهات الداعية لمكانته بين العلماء والدعاة والمفكرين، وهو يحضر منها ما أسعفه وقته وساعدته ظروف عمله وارتباطاته المتعددة على حضوره، ويشارك فيها بالبحوث المعدة، أو بالمناقشات الإيجابية المخلصة أو بهما معا، والذين يشهدون هذه المجتمعات العلمية والدعوية يؤكدون أن حضور القرضاوي يزيدها فاعلية وإثراء.