كشفت دراسة علمية جديدة أن التغير المناخي والنشاط البشري زاد بمقدار 20 مرة على الأقل من احتمالات حدوث الجفاف في نصف الكرة الشمالي للأرض .
وذكر خبراء من شبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن"، وهي مجموعة تضم روادا باحثين من جميع أنحاء العالم في مجال دراسة العلاقة بين الطقس المتطرف وتغير المناخ، أن هذا النوع من الجفاف لم يكن ليحدث إلا مرة واحدة كل 400 عام عبر نصف الكرة الشمالي لولا تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، متوقعين حصول هذه الظروف كل 20 عاما بالنظر إلى درجة حرارة المناخ.
وقال مارتن فان آلست، عالم المناخ بجامعة كولومبيا والمؤلف المشارك بالدراسة، إن الكوارث البيئية مثل الجفاف المنتشر والفيضانات الهائلة في باكستان هي "بصمات تغير المناخ"، مبينا أن التأثيرات واضحة جدا للناس وتضر بشدة، ليس فقط في البلدان الفقيرة مثل الفيضانات في باكستان، ولكن أيضا في بعض أغنى أجزاء العالم مثل غرب أوروبا الأوسط.
وقام العلماء خلال الدراسة بتحليل بيانات الطقس والمحاكاة الحاسوبية ورطوبة التربة في جميع أنحاء المناطق باستخدام الاحترار الذي شهده المناخ حتى الآن، 1.2 درجة مئوية، باستثناء المناطق الاستوائية، وذلك لمعرفة تأثير تغير المناخ على جفاف نصف الكرة الشمالي، فوجدوا أنه مع ارتفاع درجة حرارة إضافية بمقدار 0.8 درجة مئوية، سيحدث هذا النوع من الجفاف مرة كل 10 سنوات في غرب أوروبا الأوسط وكل عام في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي.
كما لاحظوا أن هذه التأثيرات المركبة والمتتالية في عدد من المناطق، فعلى سبيل المثال هناك عدة أماكن ضربها الجفاف في الولايات المتحدة، مثل الغرب، ولكن أيضا في أماكن يكون الجفاف فيها أكثر ندرة، مثل الشمال الشرقي، وشهدت الصين أيضا الجفاف الأشد منذ 60 عاما، تاركا نهر اليانغتسي الشهير في نصف عرضه الطبيعي.