الريال.. عملة قطر الوطنية، يحمل شعارها، ويرمز لاقتصادها وهو أساس تعاملاتها النقدية، ومع وصول ضيوف كأس العالم FIFA قطر 2022 سيكون وسيلتهم في التعاملات النقدية، بالمطاعم والمجمعات، والفنادق والاستادات.
وتتعامل البنوك التجارية المحلية ومحلات الصرافة مع الجمهور بسعر الصرف الذي حدده مصرف قطر المركزي للريال مقابل الدولار، مع إضافة هامش صغير في حدود 0.24%.
لا وجود للسوق السوداء
وتتميز دولة قطر بعدم وجود ما يطلق عليه "السوق السوداء" للعملة، فضيوف المونديال تحميهم مظلة نقدية راسخة وسعر ثابت وموحد للصرف فقد تبنى مصرف قطر المركزي سياسة تثبيت سعر صرف الريال القطري مقابل الدولار الأمريكي عند مستوى 3.64 ريال / دولار، واعتبر ذلك حجر الزاوية في سياسته النقدية. وكان التمسك بالربط ذا مصداقية عالية. وقد تم اعتماد هذا الربط رسمياً بموجب المرسوم رقم 34 الذي صدر في يوليو 2001.
وتتعامل البنوك ومحلات الصرافة بالعملات الأخرى بأسعار الصرف التي تتحدد وفقاً لسعر صرف الريال مقابل الدولار من ناحية، وأسعار تلك العملات مقابل الدولار كما في الأسواق العالمية، من ناحية أخرى.
وتأهلت 32 دولة إلى كأس العالم FIFA قطر 2022، 13 من أوروبا، و4 من أمريكا الجنوبية، و5 من آسيا بجانب قطر المستضيفة، و5 من إفريقيا، و4 عن أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي. أنصار هذه المنتخبات القادمون من مختلف أنحاء العالم بلغاتهم المختلفة وعملاتهم الوطنية ستجمعهم في قطر عملة وطنية واحدة هي الريال.
مراحل تطور الريال
وقد مرت العملة الوطنية (الريال) بالعديد من المراحل منذ الإصدار الأول عام 1973 وحتى الآن فبعد استقلال قطر عام 1971 وسعيها لتحقيق نهضتها الوطنية بدأت ببناء مؤسسات الدولة وكياناتها، ثم سكّت عملتها المحلية التي تعد من بين العملات الوطنية الثابتة والقوية على المستوى العالمي؛ لارتباطها بواحد من أقوى الاقتصادات العربية.
وتعد العملة الوطنية أحد أبرز المفاهيم في النشاطات الاقتصادية التي شهدت تطوراً واسعاً على مدار العقود والقرون الماضية، والتي ارتبطت بشكل وثيق بتطور العلوم الاقتصادية وحالة التوسع الهائلة التي شهدها العالم خلال القرنين الماضيين بشكل خاص.
في 19 مايو 1973، سكت مؤسسة النقد القطري أولى أوراق الريال القطري النقدية وشملت الفئات (1، و5، و10، و50، و100، و500 ريال)، وحملت تصميمات الإصدار الأول للريال القطري صورا مستوحاة من العمارة ومظاهر التطور في قطر، حيث كانت تشمل لوحات للموانئ والمساجد ومبان أخرى كالمتحف الوطني آنذاك بجانب المسكوكات النقدية.
وصنعت هذه الأوراق النقدية باستخدام أحدث التقنيات الأمنية المستخدمة حينها بما فيها الحبر الفلوري والشريط الأمني، ومن ورق ذي جودة عالية.
الإصدار الثاني لعملة قطر
وبدأت طباعة الإصدار الثاني للأوراق النقدية القطرية في سنة 1981، وقد رُسمت عليها صور جديدة تتضمن مصنعاً للصلب والأنشطة الزراعية، فضلاً عن نُسخ جديدة من صور سابقة، كصورة متحف قطر الوطني.
بعد ذلك، تولى مصرف قطر المركزي مهمة طرح الإصدار الثالث عام 1996، تلاه الإصدار الرابع عام 2003. وقد جرت تعديلات بسيطة على تصميمات الأوراق النقدية شملت تغيير اسم الجهة المسؤولة عن الإصدار.
وبمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر في 18 ديسمبر 2020، طرح مصرف قطر المركزي الإصدار الخامس، والذي تضمن 7 فئات من الأوراق النقدية هي (1، 5، 10، 50، 100، 200، 500) ريال قطري والذي تضمن طرح فئة الـ 200 ريال الجديدة لأول مرة في تاريخ النقد القطري.
وتميّز هذا الإصدار بتصميمات فريدة تعكس تاريخ دولة قطر فقد ظهرت صورة متحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي وقصر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني.
كما تضمن الإصدار الخامس للعملة القطرية مواصفات عالية المعايير خصوصاً فئة (500) ريال قطري وهي الأولى في العالم التي تحمل الشريط البصري الدقيق والمدمج كعلامة أمنية فريدة من نوعها والمقدمة من الشركة الطابعة والتي تعتبر الجيل المطور ومزيجا من أحدث مجموعة خيوط خاصة بالعلامات الأمنية للأوراق النقدية.
ميزة أمنية جديدة
وتساعد هذه الميزة الأمنية الجديدة على ضمان أن يكون مصرف قطر المركزي في الريادة في تكنولوجيا مكافحة التزييف والمحافظة على الأوراق النقدية من التلاعب والعبث فيها.
ولقد تُوّج الإصدار الخامس من الأوراق النقدية القطرية لمصرف قطر المركزي بجائزة أفضل مجموعة عملات ورقية للطباعة عالية الأمان على نطاق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لعام 2021.
وجاء تتويج العملات القطرية في مسابقة نظمتها مؤسسة "إتش إس بي" (HSP) البريطانية المتخصصة في تنظيم المؤتمرات والفعاليات التي تتعلق بالبنوك المركزية على مستوى العالم والمواصفات الأمنية التي تتضمنها العملات.