أكد سعادة الدكتور محمد بن سيف الكواري، نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، على أهمية ووضع خطط استراتيجية للحد من الانبعاثات الغازية ومكافحة التغير المناخي، للحفاظ على صحة وسلامة الفرد والمجتمعات؛ وذلك تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف الكواري أن الدراسة التي أصدرتها وزارة البيئة والتغير المناخي بدولة قطر توصي بضرورة رفع الوعي لدى السكان للتكيف مع التغيرات المناخية، وحماية أنفسهم من انتشار الأمراض والأوبئة من خلال اتباع الوسائل والأساليب الحديثة المختصة في الوقاية.
جاء ذلك لدى مشاركة دولة قطر في فعاليات المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين الذي تقيمه المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات "تمكين" بدولة الكويت تحت شعار "التغيرات المناخية والبيئة والأمن الإنساني والاجتماعي.. التداعيات والمواجهة"، بالتعاون مع الجمعية الوطنية لحماية الطفل والشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وذلك تحت مظلة دول مجلس التعاون الخليجي.
د. محمد الكواري: زيادة درجات حرارة الأرض بفعل تغير المناخ أدى إلى تغير أنماط هطول الأمطار وذوبان الجليد والجفاف والتصحر
وقال الكواري: إن زيادة درجات حرارة الأرض بفعل تغير المناخ، والتي بلغت 1.2 درجة مئوية، تقترب من الحد المعتمد في اتفاق باريس، وهو 1.5 درجة مئوية، مما أدى إلى تغير أنماط هطول الأمطار في فصول غير معتادة، وذوبان الجليد في القطبين والجفاف والتصحر، وأيضا إلى تغيرات غير طبيعية تسببت في كوارث طبيعية في العديد من بلدان العالم.
التغير المناخي يساهم في انتشار الأمراض عبر نمو الكائنات الناقلة لمسببات الأمراض التي تُعدل معدلات قدرتها على إصابة ونقل العدوى
وقال الكواري خلال مشاركته التي قدمها: إن التغير في درجات الحرارة يمكن أن يساهم في انتشار الأمراض من خلال نمو الكائنات الناقلة لمسببات الأمراض عن طريق تعديل معدلات قدرتها على إصابة ونقل العدوى بين السكان، كما أن التغيرات الحرارية تزيد مدة موسم نقل الأمراض، وتوسع انتشارها الجغرافي، والتنوع في السلالات والتغيرات الموسمية لتواجد الكائنات الممرضة في الطبيعة، ما يسبب ظهور حالات مرضية جديدة.
ويهدف المؤتمر إلى التوعية بالتغيرات المناخية وتأثيراتها على المنظومة الكونية، والوقوف على العوامل المسببة للتغير المناخي في ظل الألفية الثالثة، والكشف عن تداعيات التغير المناخي على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإبراز الجهود الحكومية العربية في مجال مواجهة آثار التغير المناخي، وحث المجتمع الدولي على مساعدة الدول النامية بالتمويل اللازم لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وإبراز التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للتغير المناخي، والوقوف على تحديات الأمن الإنساني في ضوء التغير المناخي، وتقييم دور المؤتمرات الدولية في مجال مواجهة ظاهرة التغير المناخي.
وتضمنت محاور المؤتمر أسباب التغير المناخي، والجهود الدولية في مواجهة التغيرات المناخية، وتجارب الدول العربية في مواجهة تداعيات التغير المناخي، والتغيرات المناخية وتدهور البيئة، إلى جانب التغيرات المناخية وأهداف التنمية المستدامة في الدول العربية، والأمن الإنساني في ظل التغيرات المناخية، وأيضا دور العمل الاجتماعي في التوعية بالتغير المناخي، وتكامل الجهود الحكومية والمجتمع المدني في مواجهة تداعيات التغير المناخي، وغيرها من المحاور.