أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر تعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية من أهم الشراكات الإستراتيجية لديها، والتي تمتد إلى الشراكة السياسية وفي مجال الدفاع والأمن والمجالات الاقتصادية والتنموية.
واعتبر سعادته، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية على هامش الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الخامس المنعقد حاليا في الدوحة، هذه الجولة من الحوار منصة هامة في تعزيز تلك العلاقات التي تتمتع بأسس قوية وصلبة وشراكة متعددة الأوجه.
الحوار الاستراتيجي
ولفت سعادته إلى أن الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي، كان فرصة لمناقشة قضايا متعددة سواء ما يخص القضايا الإقليمية والتحديات التي يواجهها العالم اليوم، وكذلك مناقشة تطورات الاتفاق النووي، والتطورات في الساحة العراقية ولبنان وليبيا، والقضية الفلسطينية التي تعتبر القضية المركزية لدينا، بالإضافة إلى الجهود المشتركة في أفغانستان.
وأشار إلى مناقشة كيفية الاستجابة للتحديات العالمية بشكل مشترك، وخصوصا تحديات الطاقة والأمن الغذائي والتحديات التنموية الأخرى التي تواجه عالمنا اليوم.
وأضاف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "دولة قطر والولايات المتحدة تتوافقان في وجهات النظر حيال هذه القضايا ونتطلع للعمل سويا بين فرق العمل التي ستستأنف المحادثات بين المؤسسات المعنية في الدولتين".
وزير الخارجية: نتطلع لتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة ولأن يكون هناك دائمًا حوار مفتوح وعلاقة مبنية على الثقة المتبادلة
وقال: "نتطلع في دولة قطر دائما لتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة، ولأن يكون هناك دائما حوار مفتوح وعلاقة مبنية على الثقة المتبادلة وعلى الشفافية فيما بين الدولتين".
دعم المونديال
وثمن سعادته التعاون الذي أبدته الولايات المتحدة بمؤسساتها المختلفة في هذه المرحلة بدعم إقامة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، معربا عن الشكر على كافة الجهود وخاصة المؤسسات الأمنية ومؤسسات الأمن الفضائي في الولايات المتحدة للدعم الذي قدمته لدولة قطر لإقامة هذه البطولة، لافتا إلى أن هذا جزء من التعاون الذي يمتد لما وراء الشراكات المتعددة بين الدولتين.
وفي رده على سؤال بشأن الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها دولة قطر، نوه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بأن قطر عندما نالت شرف استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 كانت حازمة أمرها على أن يكون هناك عمل متعدد المجالات للوصول إلى هذا التنظيم الذي أبهر العالم جميعا.
كثيرون قد يعتقدون أن كأس العالم هو السبب الرئيسي للإصلاحات لكنه فقط محفز ومسرع للعملية
وقال: "كثيرون قد يعتقدون أن كأس العالم هو السبب الرئيسي للإصلاحات التي حدثت في السنوات الأخيرة، لكن نحن نرى أن كأس العالم هو فقط محفز لهذا الشيء ومسرع للعملية".
عملية مستمرة
وشدد على أن هذه عملية مستمرة وغير منقطعة ولا ترتبط بحدث معين أو بمرحلة معينة، وإنما هي رحلة ستكتمل، لافتا في هذا الصدد إلى رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، والتي هي رؤية تحول لدولة قطر ومواكبة للمتغيرات التي تحدث في العالم حولنا.
وأكد أن مسألة حقوق الإنسان في دولة قطر هي مسؤولية من الدولة تجاه الشعب القطري وتجاه كل من يعيش على أرض قطر، مشددا على أن قيادة دولة قطر كانت حاسمة في هذا الموضوع، ومشيرا إلى أن هذه الإصلاحات التي تم تبنيها هي لخدمة هذا الهدف.
وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن "بعض وسائل الإعلام لم تأخذ الإصلاحات التي قامت بها دولة قطر بعين الاعتبار، وللأسف أتت بحكم مسبق بدون حتى زيارة دولة قطر والحديث مع المسؤولين فيها، رغم أن دولة قطر دائما تفتح أبوابها للجميع وتتحاور مع الجميع منذ أن بدأت هذه الهجمات".
لا نملك تغيير آراء من يريدون النيل من سمعة قطر لكن السواد الأعظم من الناس تفاجأوا بهذه الإعدادات الناجحة
وأضاف: "لا نستطيع تغيير آراء من هم يريدون فقط النيل من سمعة قطر لأهداف أو أخرى. قد لا تتعلق هذه الأهداف بدولة قطر، لكن أعتقد أن السواد الأعظم من الناس وجمهور كرة القدم عندما أتوا إلى الدوحة تفاجأوا بهذه الإعدادات الناجحة. ودولة قطر والشعب القطري دائما مضياف ومرحب بالجميع".
فرحة بالعيون
وأشار سعادته إلى الفرحة في عيون الناس باستضافة مثل هذا الحدث، وفرحة الجمهور وفرحة مشاركتهم ومتعتهم بتجربة شيء جديد لم يتم تجربته مسبقا.
ونوه سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ببرنامج العمل الذي يتم من خلاله العمل بين دولة قطر والولايات المتحدة لبناء القدرات بين المؤسسات المختلفة ومؤسسات إنفاذ القانون والتعلم والاستفادة من الخبرة التي توجد لدى الولايات المتحدة، مشيرا إلى وجود "نقاط نتفق عليها وأخرى نختلف عليها، لأن هذه المسائل عادة تكون وفقا لما يتناسب مع المجتمع الذي تطبق فيه".
ووجه سعادته رسالة لوسائل الإعلام والرأي العام، بأن دولة قطر ترحب بالجميع وأبوابها مفتوحة، داعيا لضرورة التركيز على كرة القدم وعلى ما يحدث في أرض الملعب والاستمتاع بكافة التحضيرات التي قامت بها قطر.
وأضاف: "من أراد أن يطلق أحكاما مسبقة فقط لتحقيق أهداف أخرى سيكون لذلك فقط أثر مؤقت، لكن في النهاية الحقيقة التي على الأرض هي التي تتحدث عن نفسها".
وأعرب عن تطلعه أن تكون هذه البطولة في قطر هي محطة لتجمع الشعوب ولتلاقي الثقافات، ولتلاقي كافة الحضارات، والاستمتاع بما توفره الأجواء هنا في الدوحة وتجربة ضيافة الشعب القطري والمقيمين على أرض قطر.
وزير الخارجية الأمريكي: قطر تفوقت على أمريكا في استضافة هذا الحوار الرائع والمفصل كما تفوقت في الإمتاع والترفيه
من جانبه، قال سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، إن دولة قطر تفوقت على الولايات المتحدة في استضافة هذا الحوار الرائع والمفصل، كما تفوقت في الإمتاع والترفيه.
نقطة ذروة
وأضاف: "نحن هنا نجتمع في نقطة ذروة في علاقاتنا الدبلوماسية التي دامت لخمسة عقود وأصبح تعاوننا أعمق من أي وقت مضى، وبهذا فإن شعبينا أفضل حالا. علاقتنا الأمنية هي الأقوى، وتستضيف قطر أكبر قواعدنا العسكرية في المنطقة والتي تعد مرساة للأمن والاستقرار الإقليميين".
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن صنف قطر في مارس الماضي حليفا رئيسيا من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، "وبعد ذلك بعدة أشهر بدأنا في تسليم طائرات (إف 15) للقوات الجوية الأميرية القطرية، مما رفع قدراتها الدفاعية وجعل جيوشنا أكثر قابلية للتشغيل البيني".
وأكد سعادة السيد أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ودولة قطر تتشاركان في المنطقة وخارجها لتعزيز الاستقرار والحد من التوترات وإنهاء الصراعات، لافتا إلى أن قطر قدمت مساعدات اقتصادية حيوية للشعب الفلسطيني، وساعدت في دفع رواتب قوات الأمن في لبنان، وتوسطت في اتفاق سلام بين الحكومة الانتقالية التشادية وجماعات المعارضة، كما أنها تعمل باستمرار على رأب الخلافات الإقليمية، وهو أمر ضروري لمعالجة التحديات المشتركة التي نواجهها نحن وشركاؤنا.