أكد سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، أنه ليس بإمكان العالم أن يحل مشاكله البيئية وأسباب تغير المناخ بدون أن يكون واقعيا بشأن طريقة الحل.
وسلط سعادته، خلال مشاركته في جلسة حوارية افتتاحية بمنتدى الطاقة العالمي المنعقد بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، الضوء على بعض التحديات التي تواجه أسواق الطاقة واستقرار أسعارها، والتي تشمل التوترات والاضطرابات الجيوسياسية، وقلة الاستثمار في مصادر جديدة للطاقة، وتمويل الاستثمارات التي ستساعد في تحقيق الطموحات البيئية.
وعود صعب تحقيقها
وقال إن الخطط والوعود غير القابلة للتحقيق لن تساعد في تحقيق أي نجاح، مؤكدا أنه حتى هذه اللحظة، لم تتمكن الطموحات العالمية لصافي انبعاثات صفرية من وضع خطة فعلية تتجاوز توقعات تحديد تاريخ معين لتنفيذها.
م. سعد الكعبي: ليس من العدل مطالبة الدول الإفريقية بعدم الاستثمار في النفط والغاز في وقت هو مهم لاقتصاداتها الوطنية
وحث سعادته على ضرورة تحقيق العدالة فيما يتعلق بالاستثمارات في النفط والغاز، قائلا إنه ليس من العدل أن يطالب البعض في الغرب الدول الافريقية بعدم الاستثمار في النفط والغاز وأن تكون على مسار أخضر فقط في الوقت الذي هو مهم لاقتصاداتها الوطنية، وللنمو والازدهار، وكذلك للحلول والمنتجات اليومية القائمة على النفط التي يحتاجونها والتي لا تستطيع الطاقة المتجددة إنتاجها أو تصنيعها.
وأكد ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضد حرق الفحم، قائلا: "يتم توليد 30 بالمئة من الكهرباء في العالم عن طريق حرق الفحم، والذي يتم استخدامه اليوم بأرقام قياسية من قبل نفس البلدان التي كانت تدعو لوقف حرق الفحم. وبالرغم من ذلك، فنحن نسمع أصواتا تهاجم صناعة النفط والغاز ولكن ليس الفحم الذي هو أكبر ملوث على هذا الكوكب".
مستقبل النفط والغاز
وفي معرض حديثه عن مستقبل النفط والغاز وتأثير تقلب الأسواق، قال سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي: العرض والطلب هما عاملان أساسيان في تحديد الأسعار. وقد شهدنا في العام الماضي ارتفاعات في أسعار الطاقة بدأت قبل الأزمة الأوكرانية بوقت طويل. وكان من الواضح أن هذا يعود إلى نقص في العرض تسببت فيه نقص الاستثمارات التي تراجعت نتيجة للاندفاع نحو التحول الأخضر بدون خطة واقعية لانتقال فعال إلى طاقة منخفضة الكربون.
2023 بدأ بتراجع ملحوظ في أسعار الطاقة مدعومًا بشتاء دافئ في أوروبا
وأضاف الكعبي قائلا: أما بالنسبة للعام 2023، فقد بدأ بتراجع ملحوظ في الأسعار مدعوما بشتاء دافئ في أوروبا، لكن التحدي قد يظهر عندما يحين الوقت لإعادة التزويد وتجديد سعاتهم التخزينية، بالإضافة إلى أنه لن تكون هناك أي كميات غاز جديدة بالأسواق لمدة تتراوح بين سنتين وأربع سنوات قادمة، ما قد يتسبب بتقلبات مستقبلية".
وقدم سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، لمحة عامة عن جهود دولة قطر للمساعدة على تلبية الطلب العالمي قائلا: "نحن ننتج اليوم 77 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال، سنضيف إليها 65 مليونا أخرى من مشاريع جديدة لإنتاج الغاز. وستستمر جهودنا في توفير المزيد من كميات الغاز لمساعدة البشرية في تلبية احتياجاتها من الطاقة، خاصة عندما نعلم أن هناك مليار شخص محرومون اليوم من الكهرباء الأساسية التي نتمتع بها جميعا".
واختتم سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي تصريحاته بدعوة الحكومات والمشرعين حول العالم إلى تشجيع المزيد من الاستثمار في الغاز الطبيعي بهدف تشجيع وتعزيز تطوير مصادر الإمدادات المستقبلية.