تحتفل دولة قطر مع بقية دول العالم غدا باليوم الدولي للمرأة والفتاة في مجال العلوم الذي يصادف الحادي عشر من فبراير كل عام، لرفع الوعي بضرورة إشراك مزيد من النساء والفتيات في مجالات الرياضيات والتكنولوجيا والعلوم، وذلك تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في الثاني والعشرين من ديسمبر 2015، بتخصيص يوم دولي للاحتفال سنويا بالدور الهام الذي تضطلع به النساء والفتيات في هذه الميادين.
وتتصدر منظمة اليونسكو وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، الاحتفال بهذا اليوم وذلك بالتعاون مع سائر المؤسسات المعنية والشركاء من المجتمع المدني في جميع دول العالم، انطلاقا من حقيقة أن المرأة تمثل نصف سكان العالم ونصف إمكانياته.
اهتمام بالمرأة القطرية
وتولي دولة قطر وقيادتها الرشيدة، اهتماما كبيرا لتعليم المرأة والفتاة القطرية في كافة المراحل الدراسية وتمكينها وتأهيلها لتتبوأ أعلى المناصب والمراكز القيادية، إيمانا بدورها المتميز وقدراتها وإمكاناتها الخلاقة من أجل الارتقاء بالوطن.
وقد تجسد الاهتمام القطري بتعليم وتمكين النساء والفتيات القطريات، بصورة واضحة في الدستور الدائم للبلاد، الذي ساوى بين الجنسين دون تمييز في الحقوق والواجبات، فضلا عن الاستراتيجيات الوطنية والقطاعية الأخرى وتلك المعنية بالتعليم والتدريب، بما فيها استراتيجية وزارة التربية و التعليم والتعليم العالي وجامعة قطر ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والتي من شأنها كلها تمكين المرأة القطرية ومنحها الفرصة لإبراز وتعزيز قدراتها لخدمة وطنها، لا سيما في مجال العلوم والبحث العلمي.
وفي هذا الصدد نوهت الدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا بجهود دولة قطر الرامية إلى دعم وتعزيز دور المرأة لا سيما في مجالات الرياضيات والتكنولوجيا والعلوم.
وأكدت المعاضيد، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية “قنا” أن جامعة قطر تميزت بقدراتها التعليمية والبحثية وبدعمها للعلوم في شتى المجالات، مضيفة أن الجامعة ستعقد بعد غد الأحد وللعام الخامس على التوالي، احتفالية بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم 2023، والذي تنظمه منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة بشكل سنوي في الحادي عشر من شهر فبراير، ويتوج حفل هذا العام شعار "قصص نجاح نحو مجتمعات ذكية".
وأشارت نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، إلى أنه يجري تنظيم هذه الفعالية في الجامعة بجهود متضافرة من قطاع البحث والدراسات العليا وبالتعاون مع مكتب اليونسكو في الدوحة، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، مشددة على أن هذه الاحتفالية تأتي إيمانا من جامعة قطر بدور المرأة ومشاركتها الفاعلة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إضافة إلى دورها البارز في ابتكار الحلول العملية والمجتمعية وتوعية الأجيال بأهميتها.
د. مريم المعاضيد: قطر قدمت للمرأة مختلف أنواع الدعم والفرص وفتحت أمامها أبواب العلم والعمل
وأشادت البروفيسورة مريم المعاضيد بما حققته دولة قطر من خطوات هامة على صعيد القوانين والتشريعات، وما قدمته للمرأة من مختلف أنواع الدعم والفرص، وفتحت أمامها أبواب العلم والعمل ومكنتها من المساهمة الفاعلة في التنمية ومن الوصول إلى أرفع المراكز والقيادات، موضحة أن اختيار الاقتصاد الرقمي والتحول نحو المجتمعات الذكية في المنطقة العربية موضوعا لهذا العام يعكس أهمية دور الاقتصاد القائم على المعرفة وعلى التكنولوجيا بشكل خاص.
هذا وتشكل الفتيات النسبة الأكبر من الطلبة في جامعة قطر، مع زيادة مستمرة تشهدها الجامعة في عدد أعضاء هيئة التدريس من النساء، وكذلك من طالبات الدراسات العليا، فضلا عن حضور بارز للكوادر النسائية المشاركة في أنشطة البحث والتعليم والتدريب وتحقيق إنجازات متميزة في مواضيع علمية مهمة والحصول على جوائز عالمية قيمة.
المرأة في ميدان العلوم
ويقدم اليوم الدولي للمرأة والفتاة في “ميدان العلوم” الفرصة لتعزيز وصول الفتيات والنساء إلى هذا الميدان ومشاركتهن مشاركة كاملة ومتساوية فيه، وتعد المساواة بين الجنسين من الأولويات العامة لليونسكو، وترى أن تمكين الفتيات الشابات، والنهوض بتعليمهن وقدرتهن الكاملة على التعبير عن أفكارهن من العوامل الأساسية لتحقيق التنمية وبناء السلام.
أنطونيو غوتيريش: مزيد من النساء والفتيات في ميدان العلوم يعني علوما أكثر تطورًا
وفي رسالة بهذه المناسبة قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن هناك معادلة بسيطة ينبغي تسليط الضوء عليها وهي، مزيد من النساء والفتيات في ميدان العلوم يعني علوما أكثر تطورا، فالنساء والفتيات يجلبن تنوعا إلى ميدان البحث العلمي ويوسعن مجموعة المهنيين المشتغلين بالعلوم ويقدمن رؤى جديدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا، وهي أمور تفيد الجميع.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى بعض التحديات القائمة على هذا الدرب، حيث أن الكثير من المناطق حول العالم، لا تزال إمكانية وصول النساء والفتيات إلى التعليم محدودة أو هن محرومات منه تماما، ولا تزال أوجه اللامساواة والتمييز تحبط قدرتهن على إطلاق طاقاتهن الكامنة.
وأضاف غوتيرش أن النساء يشكلن أقل من ثلث القوة العاملة في ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بل إن نسبتهن أدنى من ذلك في ميادين الابتكار الشديدة التطور، حيث لا توجد سوى امرأة واحدة من بين كل خمسة مهنيين يعملون بميدان الذكاء الاصطناعي.
جهود لتشجيع عمل المرأة
وطالب ببذل المزيد من الجهود لتشجيع اشتغال النساء والفتيات بميدان العلوم، من خلال المنح الدراسية وفرص التدريب الداخلي والبرامج التدريبية التي توفر لهن انطلاقة نحو النجاح، ومن خلال العمل بنظام الحصص وتقديم حوافز الاستبقاء وتوفير برامج التوجيه والإرشاد التي تساعد النساء على تذليل العقبات المتجذرة وشق مستقبلهن المهني، داعيا إلى بذل كل الجهود لإطلاق العنان للمواهب الهائلة غير المستغلة في عالمنا ، وقال إن علينا البدء بملء الفصول الدراسية والمختبرات وقاعات مجالس الإدارة بالنساء المشتغلات بالعلوم.
ومن جهتها قالت المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، إنه من الضروري في جميع الأحوال أن يكون العلم منصفا ومتنوعا وشاملا، أي أن يكون في خدمة الجميع ومتاحا للجميع، ولا سيما النساء، موضحة أن البيانات الواردة في أحدث إصدار من تقرير اليونسكو للعلوم أظهرت أن النساء لا يمثلن في يومنا هذا إلا واحدة من بين كل ثلاثة باحثين.
أودري أزولاي: المرأة بحاجة إلى العلم كما أن العلم بحاجة إلى المرأة
وشددت المديرة العامة لليونسكو على أن المرأة بحاجة إلى العلم، كما أن العلم بحاجة إلى المرأة، مؤكدة أنه لا سبيل إلى الاستفادة من كل القدرات الكامنة في العلم والارتقاء إلى مستوى تحديات العصر إلا بالاستفادة من جميع مصادر المعارف ومصادر المواهب كلها.
ووفقا لتقرير اليونسكو الرائد المعنون "السبيل إلى تعزيز تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للفتيات"، لا تمثل الإناث سوى خمسة وثلاثين بالمائة، من الطلاب الملتحقين بالتعليم العالي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وثمة فوارق ملحوظة في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
فعلى سبيل المثال، فإن ثلاثة بالمائة فقط من الطالبات الملتحقات بالتعليم العالي يخترن الدراسات الخاصة بتكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
ولا تزال نسبة النساء الخريجات من كليات الهندسة تبلغ ثمانية وعشرين بالمائة فقط ، فيما تبلغ نسبة الخريجات من كليات علوم الحاسوب والمعلوماتية أربعين بالمائة فقط، على الرغم من النقص في المهارات في معظم المجالات التكنولوجية التي تقود الثورة الصناعية الرابعة.
وتقول منظمة اليونسكو إن أوجه التفاوت بين الجنسين في هذا المضمار تثير المزيد من القلق، لاسيما وأن المهن المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات غالبا ما يشار إليها على أنها وظائف المستقبل، الرائدة في مجال الابتكار، والرفاه الاجتماعي، والنمو الشامل والتنمية المستدامة.