تبرز إذاعة قطر من خلال برامجها حرص الدولة الملموس في تعزيز السلام والتفاهم بالحوار الفعال بين مختلف حضارات وثقافات العالم.
وبمناسبة اليوم العالمي للإذاعة، الذي يوافق الثالث عشر من فبراير كل عام، والذي يقام هذا العام تحت شعار "الإذاعة والسلام "، أكد السيد جابر محمد آل سرور مراقب البرنامج العام في إذاعة قطر، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن الإذاعة تعكس جهود دولة قطر في نشر وتعزيز قيم التسامح والتعاون بين الأديان والثقافات، مع تسليط الضوء أيضا على بعض المؤسسات الوطنية التي تعنى بنشر ثقافة السلام وقبول التسامح ومواجهة التطرف ونبذ العنف على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، مثل "مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان"، و"مركز حمد بن خليفة الحضاري" في كوبنهاجن بالدنمارك.
وأوضح أن إذاعة قطر تواكب أيضا من خلال برامجها ونشراتها الإخبارية وتقاريرها المتنوعة، تبني دولة قطر لسياسة نشر السلام بين الشعوب المتنازعة مع إبراز الجهود المبذولة من قبل القيادة الرشيدة لحل النزاعات عن طريق الوساطة على أساس مبدأ الحوار، وكيف أثمرت تلك الجهود في إيجاد نتائج مرضية لجميع الأطراف وكانت موضع ترحيب من المجتمع الدولي، منوها بتغطية الإذاعة الكاملة من خلال الأخبار وبرامج التغطيات المحلية والدولية، لعل آخرها منتدى الشباب العالمي للحوار بين الأديان والثقافات - قطر 2023، المقام حاليا في الدوحة تحت شعار "الشباب وبناء السلام: حوار الأديان من النظرية إلى التطبيق".
وأشار مراقب البرنامج العام في إذاعة قطر إلى أن الإذاعة واكبت كافة جهود الدولة التي تعزز ثقافة السلام في الداخل والخارج، لافتا إلى اهتمام برامج الإذاعة بقطاع التعليم في الدولة كذلك باعتباره من أهم الوسائل لبناء فكر السلام في ثقافة الأجيال مستقبلا، حيث تم إبراز مبادرات الدولة في التعليم والتي تستهدف الأطفال والشباب المحرومين من التعليم في مناطق النزوح وغيرها، لتأمين حصولهم على التعليم المناسب ما يساعدهم للمساهمة في نشر السلام في بلدانهم.
وتابع أن إذاعة قطر من خلال نشاطها الإخباري والبرامجي تعمل على إبراز الدور المهم الذي تؤمن به دولة قطر للرياضة في تعزيز قيم التسامح والتعاون والسلام، وكيف كانت قطر من الدول الراعية لمشروع قرار الجمعية العامة بشأن "تسخير الرياضة لتمكين التنمية والسلام" وهو ما تناولته أغلب برامج المخطط الإذاعي خلال فترة استضافة قطر لكأس العالم 2022 وما يتم إنتاجه من برامج خلال اليوم الرياضي للدولة أيضا.
وأوضح أن إذاعة قطر تشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، وتسعى إلى مواصلة وتعزيز وجودها العربي والدولي الفاعل في هذا اليوم العالمي المقرر من قبل اليونسكو في 13 فبراير كل عام، لافتا إلى أن الإذاعة تهتم بالتعريف بهذه المناسبة لجمهور المستمعين من خلال إنتاجات إذاعية سريعة من شأنها التعريف بماهية هذه الاحتفالية بموجب القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2013 مثل برنامج "حدث في مثل هذا اليوم" الذي سيعود بالمستمع إلى فكرة الاحتفال بهذا اليوم.
#قنا_فيديو |
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) February 12, 2023
عبر باقة من البرامج وتحت شعار "الإذاعة والسلام"
إذاعة قطر تحتفي باليوم العالمي للإذاعة#قنا pic.twitter.com/LTazzV8OwL
وأشار السيد جابر محمد آل سرور مراقب البرنامج العام في إذاعة قطر في حديثه لـ"قنا"، إلى أن الإذاعة أعدت تغطيات خاصة للحدث العالمي ضمن فقرات البرنامج المباشر "مساء الدوحة"، لتسليط الضوء على القيمة الفريدة للإذاعة فيما يتصل بالجمع بين فئات المجتمع وتعزيز الحوار الإيجابي بين أفراده، بالإضافة إلى بث تقارير إخبارية ومنوعة للتعريف بهذه المناسبة وانعكاساتها المجتمعية، لافتا إلى أن واحدا من أهم البرامج بهذه المناسبة هو برنامج "الإذاعة والسلام"، وهو لقاء عربي مشترك بين دولة قطر ودولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية حول الإذاعة والسلام في تبادل إعلامي بين مذيعين وضيوف حول دور الإذاعة في نشر ثقافة السلام.
وقال إن الإذاعة تنتج سنويا برنامجا خاصا بهذه المناسبة يتناول الشعار المعني لليوم، وذلك من خلال وثائقيات إذاعة قطر والتي ستوثق مفهوم الشعار وإسهام الإذاعة في تصحيح المفاهيم وإرساء دعائم الفكر المجتمعي الحضاري، كما يخصص برنامج "اتجاهات" الأسبوعي حلقة حول دور الإذاعة في إرساء دعائم السلام تثقيفيا بين أوساط المجتمع، بالإضافة إلى إعداد 6 تقارير: (قطر والسلام/ قطر مبادرات/ قطر والسلام في أفغانستان/ قطر وساطة السلام/ اتفاقية الدوحة للسلام في تشاد/ قطر والسلام العالمي).
وتابع السيد جابر آل سرور، أنه وضمن برامج المخطط الإذاعي المعتادة تم تخصيص حلقة برنامج «وراء الكواليس» للحديث عن اليوم العالمي للإذاعة بشعاره لعام 2023 "الإذاعة والسلام"، إلى جانب إنتاج برنامج حواري خاص بعنوان "الإذاعة بين السلام والدوام" تشارك به إذاعة قطر على مستوى الدول العربية من خلال اتحاد الإذاعات العربية عبر منظومة الاتحاد الإلكترونية لتكون في متناول كافة الدول، وذلك من خلال السلة الخاصة بالاحتفال باليوم العالمي للإذاعة للتأكيد على دور الإذاعة في نشر ثقافة السلام في جميع أوساط المجتمع، مع التأكيد على أنها من أهم الوسائل الإعلامية التي تمكنت من تخطي الحواجز الجغرافية والعمرية أيضا.
وأكد مراقب البرنامج العام في إذاعة قطر، اهتمام الإذاعة بالتعبير عن التنوع الثقافي في الدولة حيث تقوم من خلال مخططها البرامجي بتغطية الفعاليات والمؤتمرات الخاصة بهذا الشأن، ما يظهر نجاح دولة قطر في تحقيق الإجراءات التي من شأنها تقوية ودعم الحوار والتفاهم وحق التنوع الثقافي مع حماية الخصوصية الثقافية لكل بلد، مع تمكن الدولة بكل حنكة من التعبير عن ثقافتها وهويتها الخليجية والعربية خاصة خلال فترة كأس العالم ما أكسبها احترام العالم أجمع، كما يوجد عدد من الإذاعات الناطقة بغير العربية أهمها إذاعة الأردو، والفرنسية والإنجليزية ومؤخرا إذاعة /هولا قطر/ الناطقة بالإسبانية، فضلا عن البرامج المنوعة التفاعلية التي تعزز التفاهم والتواصل بين مكونات المجتمع من مختلف الجنسيات.
ومن جانبها قالت الإعلامية خلود الحميدي مراقب إذاعة الأردو، إن إذاعة الأردو تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة المقام تحت شعار "الإذاعة والسلام"، حيث تقوم الإذاعة بتوجيه مجموعة من الرسائل التي تحث على السلام، خاصة مع وجود فئة كبيرة من جمهور المستمعين لهذه الإذاعة من الناطقين بالأردو، وبعضهم من دول تعاني من صراعات، أو مشكلات وبالتالي فإننا نقدم البرامج التي تعزز مفهوم السلام.
وأضافت أننا نحاول إيصال صوت قطر لهؤلاء المستمعين ونبرز دور بلادنا في تعزيز السلام وحل القضايا العالمية المتعلقة بالسلام واستضافة الكثير من المؤتمرات التي تدعو إلى السلام.
وبدوره، أكد الدكتور كمال حميدو أستاذ مشارك في قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أهمية إسهام الإذاعات وخاصة الدولية منها في بث لغة السلام والتفاهم بين الشعوب، كما يتوقع منها بحكم المواثيق والعهود الدولية، وأن تسهم في نشر لغة التسامح وتقبل الآخر، وبث قيم الديمقراطية وصون الحريات في مختلف المجتمعات.
وأضاف أن هناك الكثير من القنوات التي تتضمن برامجها نسبة معتبرة من البرامج الموجهة للتوعية بمزايا الديمقراطية وإرساء السلام العالمي، وصون الحريات.
وقال، يمكن للقنوات المحلية أن تسهم أيضا في نشر التسامح والتفاهم والتعريف بثقافة الآخر داخل المجتمعات المتعددة، مشيدا بالنموذج القطري كمثال يحتذى به، من خلال منح ترخيص البث للقنوات الإذاعية الخاصة بعديد الجاليات التي تتواجد على أرض قطر وبلغاتها الأم، على غرار القنوات الإذاعية الموجهة للجاليات الهندية، والفلبينية، والفرنسية، والإسبانية وغيرها، مع انفتاح الحكومة القطرية على مزيد من القنوات الإذاعية الخاصة الموجهة للجاليات مستقبلا.
ونوه بالتوجه نحو إطلاق مزيد من القنوات الإذاعية الخاصة الموجهة للجاليات مستقبلا، والذي يتماشى مع توصيات منظمة اليونسكو الداعية لضمان التعددية في المشهد الإذاعي، وفي قاعات تحرير القنوات الإذاعية، والطرح في الخيارات التحريرية، والتنوع في البرامج التي يتم بثها، مشددا على ضرورة أن يتحلى صحافيو الإذاعة بالمسؤولية في أداء رسالتهم المتعلقة بنشر الفكر الديمقراطي وتحقيق السلام العالمي، والحفاظ على الاستقلالية، مع الالتزام بالموضوعية، وبالحيادية والتوازن في تناول المواضيع، وعند صياغة محتوياتها، مع الالتزام بمواثيق الشرف الصحافية الدولية.
وأوضح الدكتور كمال حميدو، أن المنصات الإعلامية الجديدة على الشبكات الاجتماعية باتت عاملا من عوامل تقليل حجم إقبال الناس على الاستماع للبرامج الإذاعية بسبب النسب المتصاعدة في حجم الإقبال على تلك المنصات على حساب الوسائط الإعلامية التقليدية، غير أنه وبحسب تقارير منظمة اليونسكو، مازالت القنوات الإذاعية تحافظ على نسبة استماع عالية عالميا، على الرغم من التدني المتواصل لهذه النسبة عند فئة الشباب.
وأكد أن القنوات الإذاعية باتت مجبرة على التكيف مع المعطى الرقمي الجديد، في ظل التحول من الراديو على الهواء إلى الراديو على الإنترنت، بمعنى الاستماع للبرامج الإذاعية بشكل انتقائي وفي أوقات انتقائية أيضا، وليس عبر متابعة مباشرة للبث كما كان عليه الحال في السابق.
وقد اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، "الإذاعة والسلام" موضوعا للاحتفال بالدورة الثانية عشرة باليوم العالمي للإذاعة.
وكانت الدول الأعضاء في "اليونسكو" قد أعلنت عام 2011 عن اختيار يوم 13 فبراير يوما عالميا للإذاعة، وهو ما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012.