قدم الملتقى القطري للمؤلفين الجلسة رقم /20/ من جلسات مرقاة قطر للخطابة، المبادرة الهادفة التي تشهد منافسة قوية بين الخطباء المشاركين فيها.
وقد استهل الدكتور أحمد الجنابي، الخبير اللغوي وأحد المشرفين على المبادرة، الجلسة متحدثا عن المبادرة وأهميتها وأهدافها القيمة، كما تطرق إلى مستقبلها والمراحل المقبلة من عمر هذه الجلسات المثمرة قائلا "نلتقي من خلال هذه المبادرة أسبوعيا من أجل الارتقاء بالخطباء حتى المرحلة الختامية، وننتقل بحلقة اليوم من مرحلة الإعداد والتعريف والتدريب إلى مرحلة المنافسة".
وأعلن الأستاذ محمد الشبراوي، في بداية الحلقة، عن المراحل التنافسية القادمة حتى المرحلة النهائية، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد أسلوبا جديدا من أساليب التنافس بين الخطباء، وهو ما سيعطي مساحة أكبر وأوسع للمتنافسين في هذه المبادرة الهادفة.
وفي كلمة المرقاة الأسبوعية، قال الشيخ شقر الشهواني "أيها الخطيب انتبه إلى الجمهور الذي تحدثه، هل يفهم هذه اللغة؟ هل يعنيه هذا الموضوع؟ هل يدرك المعنى الذي تريد أن توصله له؟ فالموضوع نفسه الذي تتحدث فيه للأطفال يمكن أن توجهه بعبارات وطريقة مختلفة للكبار، وكذلك يختلف الأسلوب وتختلف الطريقة إذا كنت توجه الموضوع لشباب في المرحلة الجامعية أو لأشخاص في مهنة معينة أو تجار على سبيل المثال".
وبالانتقال إلى الجولات التنافسية، فقد تنافس في تلك الجولة ثلاثة خطباء، اثنان في الخطب المكتوبة وخطيب في الخطب الارتجالية، وبدأت الجولة بالخطب المكتوبة، وكانت الخطبة الأولى بعنوان "العام الهجري الجديد" للخطيب سمر منيب، وهي مختارات خطب ابن نباتة للخطيب المشهور، وحكم تلك الخطبة المهندس خالد الأحمد، أما الخطبة الثانية فكانت بعنوان "الفحص الخامس" للخطيب مريم السبيعي، وكانت خطبة أسجاع تناولت تجربة الخطيب من الفحوص الخمسة لمسحة /كوفيد-19/ من خلال تجربتها الشخصية وعرضها بأسلوب أدبي.
وفي الخطب الارتجالية، شارك الخطيب الخليل محفوظ بخطبة ارتجالية حول "المقولات المشهورة"، وحكمت هذه الخطبة الدكتورة رانيا مصطفى.
وفي مرحلة التحكيم على الخطبة الأولى التي جاءت بعنوان "العام الهجري الجديد" للخطيب سمر منيب، قال الأستاذ خالد الأحمد إن الأستاذة سمر قدمت نصا تراثيا رائعا لخطيب مشهور على مدى التاريخ ألا وهو ابن نباتة أشهر الخطباء، وقدمت نصا من التراث مسكوبا ومسكوكا بطريقة رائعة مليء بالصور البيانية، وفيه الكثير من البلاغة والعناصر الرائعة، ولغة الأستاذة سمر كانت أكثر من رائعة، وما يؤخذ على الخطيب أن الأداء الصوتي يحتاج إلى إدخال الطاقة في هذه المفردات والجمل، فقد كان ما قدمته سردا بطريقة واحدة تقريبا في الجمل والعبارات جميعها، ولا حرج لهذه الملاحظة في الخطبة الأولى.
أما الخطبة الثانية التي قدمتها الخطيب مريم السبيعي بعنوان "الفحص الخامس"، وحكمتها الأستاذة لمى ساحوري قائلة "استمعنا اليوم إلى كل كلمة في خطبة الأستاذة مريم، فلقد أصابت هدف الخطبة العام ألا وهو التصوير الصوتي، وتباينت طبقات صوتها، وأعطت الموضوع جانبا فكاهيا مع جديته، ومع كل طبقة من طبقات صوتك التي قمت باستخدامها شعرنا بمشاعرك الجياشة في كلماتك، ففي كل مرة أسمعك فيها يجذبني أسلوبك، فأنت تمتلكين موهبة جذب الملتقي في تباين طبقات الصوت وأسلوب السرد".
وبالانتقال إلى الخطبة الأخيرة والارتجالية التي قدمها الخطيب الخليل محفوظ حول "المقولات المشهورة"، قالت الدكتورة رانيا مصطفى "الخطب الارتجالية هي أصعب أنواع الخطب، ولكن كان من الواضح أن هذه الخطب هي ملعب الخطيب الخليل محفوظ، وكانت الخطبة بكل أريحية، واستطاع الخطيب أن يوصل المعنى المطلوب من مقولة "الجار قبل الدار"، وكان معيار اللغة فصيحا، ولغة التخاطب واضحة، أما عن الصوت فقد تنوع في استخدام طبقات الصوت ونبراته بشكل جيد".
وفي ختام الحلقة، قدمت المرقاة شهادة تقديرية للخطيب الخليل محفوظ، قدمها له الأستاذ صالح غريب مدير البرامج بالملتقى، تكريما للخطيب وتقديرا لمشاركته المثمرة وموهبته المميزة.