تتميز ليالي شهر رمضان المبارك بأجواء مختلفة عن باقي أيام العام، حيث تتميز هذه الليالي ببعض الطقوس كالإفطار والسحور وإحياء العبادات، والتي تؤدي إلى تغير في النمط اليومي المعتاد وقلة ساعات النوم، وهو ما يجعل الكثير يعانون من الأرق واضطرابات النوم ليلا، وأعراض الخمول والصداع خلال النهار.
ويشدد الأطباء والأخصائيون في مؤسسة حمد الطبية على أن الإفراط في تناول الطعام في وجبة الإفطار خلال شهر رمضان أو خلال ليالي الشهر الفضيل، وكثيرا ما تحتوي هذه الوجبات على مأكولات مقلية وأطعمة غنية بالسكريات، يؤثر سلبا على نوعية النوم التي يحصل عليها الفرد.
وجبات كبيرة
وقالت الدكتورة عائشة حسين العضب استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم في مؤسسة حمد الطبية في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن الكثير من الصائمين يميلون إلى تناول وجبات كبيرة عند الإفطار، كما تتحول التجمعات الأسرية لتناول وجبة الإفطار في رمضان إلى طقس احتفالي نوعا ما لدى كثير من الأسر.
د. عائشة العضب: وجبة الإفطار قد تتحول إلى وليمة بسبب حرص البعض على تحضير أصناف كثيرة وكميات كبيرة من المأكولات
وأضافت: قد تتحول وجبة الإفطار إلى وليمة بسبب حرص البعض على تحضير أصناف كثيرة وكميات كبيرة من المأكولات، إلا أن الاعتدال في تناول الطعام وتجنّب الوجبات الكبيرة وخاصةً قبل موعد النوم هو عامل مهم لضمان نوم مريح وهادئ.
وأوضحت الدكتورة عائشة أن الكثير من الأفراد ينامون لفترات متقطعة وفي مواعيد غير منتظمة أثناء اليوم الواحد، وذلك بسبب طبيعة الشهر الكريم وحرص البعض على السهر لفترات متأخرة من الليل لأداء العبادات الدينية أو بسبب العادات الاجتماعية المختلفة، إلا أنه من الضروري المحافظة على نمط منتظم للنوم والأكل خلال شهر رمضان، وذلك لتسهيل عملية تهيئة الجسم للعودة لمواعيد النوم والاستيقاظ الطبيعية في الأيام العادية بعد شهر رمضان. ويعد هذا الأمر هاماً بشكل خاص بالنسبة للأشخاص الذين سبقت لهم الإصابة بمشاكل واضطرابات النوم.
الأشخاص الذين سبقت لهم الإصابة باضطرابات ومشاكل في أنماط النوم أكثر عرضة للإصابة بالأرق
وأضافت قائلة:" يكون الأشخاص الذين سبقت لهم الإصابة باضطرابات ومشاكل في أنماط النوم أكثر عرضة للإصابة بالأرق واضطرابات النوم المرتبطة باضطراب الساعة البيولوجية للجسم بعد رمضان، ولذلك ينبغي على هؤلاء الأشخاص المحافظة على مواعيد ثابتة للأكل والنوم في رمضان وتجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة، حيث يسمح ذلك بإراحة الجهاز الهضمي بدلاً من إرهاقه في عملية هضم الطعام أثناء النوم".
ونصحت استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم في مؤسسة حمد الطبية بمحاولة ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ تدريجياً مع اقتراب الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث يساعد ذلك على إعادة ضبط الساعة البيولوجية للجسم وتهيئة الجسم لمواعيد النوم والاستيقاظ الطبيعية بعد رمضان.
اضطراب النوم
وأشارت إلى أن الكثير من الأشخاص يواجهون بعض الصعوبات في التأقلم مع تغير مواعيد النوم والأكل في رمضان، وأوضحت أن عيادة اضطرابات النوم في مستشفى حمد العام تشهد زيادة في أعداد المرضى المحوَّلين إليها كل عام بعد رمضان، موضحة أنه يتم تحويل نحو 40 مريضاً للعيادة أسبوعياً لتقييم حالاتهم وعلاجهم من اضطرابات النوم المختلفة.
وقالت إن تغيير مواعيد الوجبات ونوعيتها يمكن أن يؤدي إلى التأثير على الساعة البيولوجية للجسم والتأثير على مواعيد النوم بحيث يصبح من الصعب على الشخص النوم في أوقات معينة، كما يزداد شعوره بالتعب والإرهاق في أوقات أخرى.
تغيير نمط النوم يمكن أن يتسبب في شعور متزايد بالنعاس والصداع والتقلبات المزاجية
وأوضحت أن تغيير نمط النوم يمكن أن يتسبب في شعور متزايد بالنعاس والصداع والتقلبات المزاجية، وخاصة إذا فشل الشخص في الاستعداد لهذه التغييرات تدريجياً من خلال إعادة ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ بشكل تدريجي وتقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
وقدمت الدكتورة عائشة بعض النصائح لضبط مواعيد وأنماط النوم أهمها الالتزام بممارسات منتظمة قبل النوم للمساعدة على الاسترخاء مثل تلاوة أو الاستماع لآيات من القرآن الكريم، أو أخذ حمام دافئ قبل النوم أو ممارسة بعض تمارين اليوجا الخفيفة، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية كأجهزة الهاتف الجوال عند التوجه للفراش، حيث ينصح بإغلاق هذه الأجهزة بشكل تام قبل النوم بثلاثين دقيقة على الأقل، والحرص على أن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة والنوم في مكان بارد وهادئ ومريح، وعدم القلق بشأن عدد ساعات النوم التي ينامها الفرد، حيث يزيد القلق والتوتر بشأن ضرورة النوم لعدد الساعات الأمثل من صعوبة سكون واسترخاء الجسم واستعداده للاستغراق في النوم.
