أطلقت الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالتعاون مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني، البرنامج السنوي لمجلس الحديث الشريف "حدّثنا" في نسخته الثالثة؛ لسماع كتب السنة المطهرة وأهل العلم المسندة إلى أصحابها، بمشاركة نحو 1350 شخصاً من طلبة العلم والجمهور من مختلف دول العالم، سجلوا بالبرنامج الذي يبث عبر منصة وزارة الأوقاف التعليمية في برنامج "مايكروسوفت تيمز"، حيث سيحصل المشاركون على شهادات بالسند المتصل من المشايخ المسندين.
تفاصيل البرنامج
ويشتمل البرنامج، الذي يبدأ من الساعة التاسعة مساء وحتى الحادية عشرة والنصف مساء، ويستمر حتى 20 رمضان الموافق 11 إبريل الجاري، على قراءة كتاب الأدب المفرد للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، وذلك على المشايخ المسندين: القاضي الشيخ إبراهيم الأهدل، والمسند الشيخ مصطفى القديمي، والمقرئ الشيخ علي زوبر الأهدل، والأستاذ الدكتور الشيخ محمد يحيى، والدكتور الشيخ محمد بيوض التميمي، والشيخ مجد مكي، والدكتورة الشيخة نور الهدى الكتانية، والمسندة الشيخة صفية الأهنومي، وبتعليق الدكتور الشيخ خالد بن محمد آل ثاني والشيخ محمد المحمود.
وبهذا الإطار، صرح الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني المدير العام للإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن برنامج "حدّثنا" يختص بسماع سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكذلك كتب العلم المسندة إلى أصحابها، معرباً عن ترحيبه بالمشايخ الكرام المشاركين بالبرنامج سواء الحاضرين أو عبر البث، وسائلا الله سبحانه وتعالى أن يكتب لهم الأجر والمثوبة على مشاركتهم، وما سيبذلونه للحضور والمشاركين من علم ووقت وجهد، داعيا الله أن يرحم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني، والذي شارك العام الماضي هذا المجلس المبارك في نسخته الثانية.
وقال المدير العام للإدارة العامة للأوقاف: إن برنامج حدثنا هذا العام يتناول كتاب الأدب المفرد؛ هذا الكتاب المبارك الذي ولعظيم أهميته أفرده الإمام البخاري بكتاب مستقل عن كتاب الأدب المضمن في صحيح الإمام البخاري، ولذا سمي بالأدب المفرد، أي المفرد عن الصحيح.
وبين أن أبرز مميزات الكتاب، تكمن في علو منزلة مؤلفه، فهو أمير المؤمنين في الحديث، وبموضوعه وهو الأدب، والذي وصف الله به نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (وإنك لعلى خلق عظيم)، وأمرنا بالاقتداء بصاحب الخلق العظيم، حيث قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)، مشيرًا إلى أن الخلق هو من أكثر ما يدخل الناس الجنة، وقد سئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال تقوى الله وحسن الخلق، فضلاُ عن ما يتميز به الكتاب من أن أحاديثه أغلبها على شرط الصحيح، وما ليس في الصحيح يكون من الأحاديث المنتقاة من الراوي، إلى جانب وصله لأحاديث معلقة في الصحيح، أو تبيينه للراوي، أو بيانه للسماع، وغيرها من الفوائد الحديثية.
وأوضح الدكتور الشيخ خالد آل ثاني، أنه قد بلغت زوائد كتاب الأدب من الأحاديث النبوية الشريفة على الصحيحين 500 حديث من أصل 1322 حديثًا، والثلاثيات سبعة أحاديث، حيث يقول الإمام ابن حجر: كتاب الأدب المفرد يشتمل على أحاديث زائدة على ما في الصحيح وفيه قليل من الآثار الموقوفة وهو كثير الفائدة والأدب.
ولفت أن الإمام البخاري قد رتب كتابه ترتيبًا بدأ ببر الوالدين كونهما أحق الناس أدبًا من الابن، ثم الأدب مع الرحم، ثم الأدب مع الأبناء، ثم الأدب مع الجار، ثم أدب الإحسان مع الناس عمومًا، ثم خص اليتيم، والخادم، ثم الآداب الخلقية مع الناس كالعفو والصفح والضحك والألفة، ثم آداب اليد من السخاوة والشح وما يتعلق بالمال، ثم آداب اللسان، ثم الزيارة، وهكذا يمكن تقسيم كل مجموعة من الأبواب بجانب من جوانب الآداب.
وأكد المدير العام للإدارة العامة للأوقاف أن كتاب الأدب المفرد من الكتب الجليلة، التي اكتنز الله فضل العمل عليه إلى شيخ شيوخنا الشيخ فضل الله الجيلاني، فشرحه بكتابه فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد، وبعده تتابعت الأعمال على هذا الكتاب المبارك، سواء بالشرح، أو العناية بأسانيده وتبيينها، أو زوائده، وغيرها.
جدير بالذكر أن برنامج "حدثنا" يأتي ضمن برامج المصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة، والذي يهدف إلى زيادة الوعي بمقاصد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأحكامهما، ودعم وتشجيع العاملين في خدمة القرآن والسنة، علاوة على نشر القرآن الكريم وعلومه، وإتقان تلاوته، وترجمة معانيه إلى اللغات الأخرى، ونشر كتب السنة المشرفة وعلومها.