استعرض الملتقى القطري للمؤلفين، خلال جلساته الأسبوعية /ما بين الرفوف/ التي يقدمها الكاتبان حسن الأنواري
وريم دعيبس، مسيرة حياة الأديبة والناشطة الأمريكية هيلين كيلر، التي استطاعت أن تبرهن أن الإنسان قادر على تحقيق المعجزات في كل زمان ومكان طالما يمتلك الإرادة القوية.
وقدم حسن الأنواري، في مستهل الجلسة التي جرى بثها عبر قناة اليوتيوب التابعة للملتقى، لمحة سريعة عن حياة الأديبة هيلين، لافتا إلى أنها عانت من المرض وعمرها 19 شهرا، ما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تماما.
وذكر أنها أنهت تعليمها الثانوي وحصلت على شهادة البكالوريوس، وأصبحت ناشطة بارزة في الأعمال الخيرية، وباتت شخصية بارزة ونشطة في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، وحصلت عام 1934 على جائزة ليندون جونسون وهو وسام الحرية الرئاسي، مشيرا إلى أنها بدأت منذ مطلع ثلاثينيات القرن العشرين جولاتها حول العالم لدعم المعوقين والحديث عنهم وجمع الأموال لمساعدتهم، وأظهرت اهتماما كبيرا بهم في الدول النامية، والدول الأكثر تأثرا بظروف الحرب، وألقت عشرات المحاضرات في أكثر من ( 25 ) دولة ما مكنها من توفير مركز إعادة تأهيل للمكفوفين واحداث نقلة كبيرة في مجال التعليم لهم.
من جهتها، قالت الأستاذة ريم دعيبس إن هيلين تعلمت النطق من خلال لمس شفاه المتكلم، كما تعلمت لغة برايل لفاقدي البصر بعدة لغات منها الإنكليزية والألمانية، ومع الوقت بدأت تعليم لغات أخرى كاللغة الفرنسية واللغة اللاتينية وبدأت بدراسة الجغرافيا والعلوم الطبيعية، وثابرت إلى أن حصلت على درجة البكالوريوس، لافتة إلى فوز الأدبية الأمريكية بحق الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وواجهت العديد من الصعوبات أبرزها طباعة الكتب بلغة برايل، وألفت أول كتبها في هذه المرحلة بعنوان" قصة حياتي " الذي طبع عام 1902 الذي تحدثت فيه عن كفاحها في طريق التحصيل العلمي والمعرفي، وهو كتاب ترجم لاحقا لأكثر من 50 لغة في العالم.
واعتبرت دعيبس هيلين واحدة من أبرز رموز الإنسانية في قهر الاعاقة، لاسيما أنها لم تكتف بالتغلب على إعاقتها عبر التحصيل العلمي بل قدمت العديد من الإنجازات التي عدت بمثابة المعجزة الإنسانية من بينها مجموعة كبيرة من الكتب تصل إلى 18كتابا ترجم كثير منها إلى عدد كبير من لغات العالم، بعضها أعيد طباعتها مرات عدة.
ومن مؤلفات الأديبة والناشطة الأمريكية هيلين كيلر ، العالم الذي أعيش فيه، وأغنية الجدار الحجري، والخروج من الظلام، والحب والسلام، وأضواء في ظلامي، وقصة حياتي، وقد جرى تكريمها في اجتماع خاص بمؤسسة واشنطن الدولية بسبب مساعدتها في البرامج الخاصة بالمكفوفين.