استضافت غرفة قطر، اليوم، اجتماع مجلس الأعمال القطري الكازاخستاني، بحضور سعادة السيد علي خان اسماعيلوف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكازاخستاني، وسعادة السيد أرمان إيساغالييف سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة، وأعضاء المجلس من الجانبين القطري والكازاخستاني.
وفي بداية الاجتماع، ألقى السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري، النائب الأول لرئيس غرفة قطر، كلمة رحب خلالها بالوفد الكازاخستاني وبانعقاد اجتماع مجلس الأعمال المشترك الذي يسعى إلى إقامة شراكات تجارية بين أصحاب الأعمال في البلدين الصديقين، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية تشهد تطورا ملحوظا في كافة المجالات، خاصة في ظل سعي القيادة الحكيمة في كلا البلدين إلى تعزيز أواصر التعاون وزيادة آفاق هذه العلاقات خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، لافتا إلى أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين الشركات القطرية ونظيرتها في كازاخستان في كافة القطاعات، إضافة إلى تبادل الخبرات بين الشركات القطرية ونظيرتها الكازاخية.
وأكد الكواري حرص غرفة قطر على تذليل أي عقبات تحول دون إنشاء شراكات ومشاريع مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين، منوها بأن غرفة قطر استقبلت العديد من الوفود التجارية الكازاخية، وقامت كذلك بتنظيم زيارات تجارية إلى هذا البلد خلال السنوات الأخيرة.
وأعرب عن ترحيب غرفة قطر بالشركات الكازاخية التي ترغب في الاستثمار في قطر، لافتا إلى تأثير جائحة كورونا /كوفيد-19/ على الاقتصادات العالمية من حيث تطبيق الإجراءات الاحترازية والقيود على النشاطات الاقتصادية للحد من انتشار الفيروس.
كما أشار النائب الأول لرئيس غرفة قطر إلى أن كثيرا من الدول واجهت تحديات في ظل تداعيات الأزمة، مؤكدا أن دولة قطر نجحت بفضل إدارتها الحكيمة للأزمة في إظهار مؤشرات قوية لتجاوز الآثار الاقتصادية للجائحة، واستطاع اقتصادها أن يظهر مرونة في مواجهة هذه الأزمة وأن ينجح في تحقيق نمو مطرد حاليا ومستقبلا، وفقا لعدة بيانات وتقارير عالمية.
إشادة واستثمار
وأشاد السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري بالتشريعات والقوانين الاقتصادية التي أصدرتها دولة قطر في الفترة الأخيرة لتسهيل إقامة الأعمال وتمكين القطاع الخاص من المساهمة بشكل كبير في الاقتصاد، داعيا الشركات الكازاخية إلى الاستفادة من الحوافز التي تطرحها الحكومة في مجالات الاستثمار في الأمن الغذائي والصناعة والاستثمار وغيرها من المجالات التجارية.
من جانبه، أكد سعادة السيد علي خان اسماعيلوف، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكازاخستاني، على عمق العلاقات التي تجمع بين بلاده ودولة قطر، لافتا إلى وجود رغبة مشتركة لدى البلدين في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات خصوصا التجارية والاستثمارية.
وأشار اسماعيلوف، في كلمته أمام مجلس الأعمال القطري الكازاخستاني المشترك، إلى أن هنالك خططا لعقد منتدى أعمال قطري كازاخستاني في العاصمة الكازاخية نور سلطان في وقت قريب من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، معتبرا أن هنالك مجالات عديدة يمكن تعزيز التعاون فيها مثل الزراعة والإنشاءات والسياحة والمؤسسات المالية والأعمال الصناعية، وداعيا رجال الأعمال القطريين إلى الاطلاع على الفرص المتاحة في هذه القطاعات.
وأوضح أن بلاده تعتبر الاقتصاد الأكبر في منطقة آسيا الوسطى، ولديها إمكانيات كبيرة في عدد من الموارد مثل البلوتونيوم والمعادن النفيسة، فضلا عما تتميز به من موقع جغرافي جيد وامتلاكها لعلاقات جيدة مع كل من روسيا والصين، وما تمتلكه من المزايا تجعل منها جاذبة للاستثمارات، معربا عن أمله في أن يتم إقامة رحلات جوية مباشرة بين قطر وكازخستان اعتبارا من شهر سبتمبر المقبل.
تعاون تجاري
من جانبه، أشاد السيد محمد أحمد العبيدلي، رئيس الجانب القطري في مجلس الأعمال المشترك، بالعلاقات القطرية الكازاخستانية والتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين، لافتا إلى أن العام 2020 شهد تضاعفا في حجم التجارة بينهما أربع مرات مقارنة بعام 2019 وذلك بفضل التنسيق والتواصل بين الجانبين وتكثيف اللقاءات بين أصحاب الأعمال والشركات القطرية والكازاخية.
وأشار العبيدلي، في كلمته، إلى أن مجلس الأعمال القطري الكازاخستاني يسعى إلى زيادة آفاق التعاون بين الشركات القطرية ونظيراتها في كازاخستان وإنشاء شركات مشتركة، والاستفادة من الخبرات التي تملكها الشركات في الجانبين، لافتا إلى اهتمام رجال الأعمال القطريين بالتعرف على الفرص المتاحة في القطاعات الواعدة في كازاخستان، والاستفادة من الحوافز الاستثمارية التي توفرها.
كما دعا رئيس الجانب القطري في مجلس الأعمال المشترك أصحاب الأعمال في كازاخستان إلى التعرف على فرص الأعمال في قطر، والاستفادة من التسهيلات والحوافز التي توفرها للمستثمرين الأجانب، خاصة وأن قطر تشهد مشاريع ضخمة حاليا في إطار البرنامج الوطني للأمن الغذائي.
شراكة استراتيجية
بدوره، ألقى السيد ألماس آدام ستكاليف، رئيس الجانب الكازاخستاني في مجلس الأعمال المشترك، كلمة أكد خلالها أن المجلس يسعى إلى إقامة شراكة استراتيجية بين الجانبين تكون بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتجارية، لافتا إلى أهمية التواصل المنتظم بين الجانبين وتفعيل كافة الإجراءات المتعلقة بمجلس الأعمال المشترك.
وأشار إلى أن هنالك العديد من المشروعات الاستثمارية المشتركة خصوصا في المجالات الزراعية، وأن هنالك رغبة لزيادة هذه المشروعات.
وبدوره، نوه السيد علي بيك كوانتيروف، نائب وزير الاقتصاد الوطني في كازاخستان، بهذه المناسبة، بالعلاقات التجارية بين البلدين، لافتا إلى وجود مجالات أوسع للتعاون الاستثماري خصوصا في مجالات البنوك والمصارف والشحن الجوي والنقل الجوي.
كما استعرض جهود بلاده في مواجهة تحديات انتشار فيروس كورونا، قائلا إنه تم اتخاذ إجراءات حكومية لتعزيز المجال الصناعي وجذب الاستثمارات.
برامج تطويرية
إلى ذلك، ذكر السيد رسلان ماناتاييف، نائب وزير الزراعة الكازاخستاني، أن حكومة بلاده تنفذ برنامجا تطويريا للقطاع الزراعي ستنتج عنه فرص عديدة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي، مشيرا إلى وجود نحو 5 ملايين كيلومتر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة مع توفر المياه الجوفية، مما يجعل القطاع الزراعي قطاعا جاذبا للاستثمار.
وشهد اللقاء عقد جلسة بعنوان /الآفاق الاقتصادية والاستثمارية للتعاون بين دولة قطر وجمهورية كازاخستان/ بمشاركة عدد من أصحاب الأعمال وممثلي الشركات في الجانبين، حيث تم استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة وأهم المشاريع في عدد من القطاعات التي يمكن للجانبين التعاون فيها، كما تعرف المشاركون على أهم الحوافز والتسهيلات التي يوفرها البلدان للمستثمرين الأجانب، حيث أكد أصحاب الأعمال القطريون المشاركون في اللقاء، على اهتمامهم بالتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة، والضوابط والنظم الاقتصادية المتعلقة برؤوس الأموال الأجنبية في كازاخستان.
تعزيز التعاون
وفي سياق متصل، قال رجل الأعمال السيد أحمد الخلف، خلال اللقاء، إن عقد مجلس الأعمال المشترك واللقاءات المشتركة بين رجال الأعمال القطريين والكازاخستانيين من شأنه تعزيز التعاون، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، مؤكدا أهمية اللقاء بمشاركة عدد من المسؤولين الكازاخستانيين في التعرف على المحفزات الاستثمارية التي تقدمها كازاخستان لرجال الأعمال القطريين الراغبين في الاستثمار هناك.
وفي مداخلة عبر الاتصال المرئي، قال السيد شيخ بلال خان، مدير عام الاتحاد الإسلامي لصناعة الأغذية في كازاخستان، إن هناك مجالات عديدة يمكن أن تشهد مشاريع قطرية كازاخية مشتركة، خاصة في مشاريع الأمن الغذائي، كما يمكن للمؤسسات التجارية الإسلامية في البلدين التعاون فيما بينها، مؤكدا على دور مجلس الأعمال القطري الكازاخستاني في تعزيز التعاون المشترك.
وخلال عروض تقديمية، استعرض الجانبان أهم الفرص الاستثمارية والمشاريع المتاحة في قطاعات الزراعة والماشية والتعدين وغيرها، فضلا عن أهم الوجهات السياحية في كازاخستان.