مسابقات القرآن الكريم تزين العشر الأواخر من رمضان في مصر

18/04/2023 الساعة 19:49 (بتوقيت الدوحة)
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
ع
ع
وضع القراءة

مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تزداد نفحات الخير وتفوح روائح القرآن الكريم في المساجد ومراكز الشباب المصرية من خلال العديد من مسابقات القرآن الكريم التي تحظى باهتمام واسع ومشاركة كبيرة من جانب الأطفال وذويهم، إلى جانب حرصهم على أداء صلاة التراويح والتهجد في هذه الأيام المباركة، والتي من بينها ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن الكريم.

ففي أجواء روحانية مميزة، تحتشد الأسر المصرية في المساجد ومراكز الشباب بمختلف أنحاء البلاد لتشهد ختام مسابقات حفظ وتفسير آيات القرآن الكريم، وتوزيع الجوائز على الفائزين في أجواء مبهجة تبعث على الألفة والاستئناس بالتلاوات المنوعة وعلوم الدين، كما تحفز روح المعرفة والاطلاع بين المتنافسين الذين يتبارون في حفظ القرآن وتصفح كتب تفسيره للفوز بهذه المسابقات، بما يجعل من شهر رمضان المبارك فرصة للتدبر وغذاء للأرواح.

في هذا الصدد، يقول الشيخ حسن عبدالنبي، عضو لجنة مراجعة المصحف الشريف بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن تلك المسابقات تثير التنافس المحمود بين المشاركين لحفظ وتدبر القرآن، لا سيما في شهر رمضان المبارك الذي هو شهر القرآن الكريم، حيث يتبارى الجميع في قراءة آياته المباركة وفهمها في أجواء مفعمة بالروحانيات والتقرب من الله والاعتناء بكتابه المبين.

وأضاف أن هذه الأجواء لا بد أن تحظى بالاستمرار لما بعد شهر رمضان، وأن تشكل فرصة للانطلاق أكثر فأكثر نحو تعلم وحفظ القرآن الكريم، لا سيما لدى الأطفال من خلال دور الأسرة في البناء على ذلك التوجه المحمود في أن يبقى طلب العلم وحفظ وقراءة القرآن الكريم على رأس الاهتمامات في تعليم وتربية النشء، وأن يتباروا جميعا في تعزيز ذلك على مدار العام.

وفي ذات السياق، يقول الشيخ محمد صالح حشاد، نقيب قراء القرآن الكريم وشيخ عموم المقارئ المصرية، في تصريح مماثل لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن مسابقات القرآن الكريم تجعل الأطفال والشباب محصنين ضد أي تيارات وأفكار تحيدهم عن الطريق القويم، حيث إن في القرآن حياة وحفظا للأرواح من الهوى والوقوع فيما يغضب الله، مشيرا إلى أن شهر رمضان يعد بمثابة فرصة في كل عام لوضع الأطفال والشباب على طريق الاهتداء بالقرآن، بما يزخر به من دروس وآيات تشجع على أعمال الخير والابتعاد عن كافة الشرور.

وأضاف أن مسابقات القرآن الكريم، لا سيما في شهر رمضان المبارك من شأنها أيضا أن تعزز فكرة القدوة الحسنة واتباع سبل الصالحين، والاطلاع على علوم القرآن وتأويله، لا سيما وأن مصر طالما زخرت بقراء مميزين في القراءات المختلفة للقرآن الكريم، من أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود خليل الحصري.

وحول كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من مسابقات القرآن الكريم في تنشئة الأطفال، يقول الدكتور محمد داود أستاذ الدراسات اللغوية والإسلامية في كلية الآداب بجامعة قناة السويس المصرية، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية/ قنا/، إن هذه المسابقات من الممكن أن تصبح نواة لتأسيس وعي وفكر ينهض بحضارة المجتمعات، حيث تعد تلك المسابقات على اختلاف أنواعها محفزة للعلم والمعرفة الذي يرقى بالإنسان في مختلف نواحي الحياة.

وأضاف أن المعرفة والعلم في القرآن الكريم لهما أساس متين من أول آية نزلت على الرسول الكريم، وهي "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، لافتا إلى أن المعرفة الدينية التي تعززها تلك المسابقات والسعي الدائم للتعلم والاطلاع في الدين ومختلف العلوم، هي من الأمور المطلوبة بشدة من أجل مواجهة الدعوات التي تخرج الناس عن الإيمان وعن الارتباط بالخالق العظيم.

وأشار إلى أن القرآن الكريم يبين أن العلم له وسائله في تمكين الإنسان من القيام برسالته في هذه الحياة، مصداقا لقول الله تعالى "الذي علم بالقلم"، حيث إن القلم هنا رمز، وأن لكل زمن أقلامه ووسائله، لافتا إلى أن الأقلام المعاصرة الآن هي قلم العلم والذكاء الاصطناعي، وهو ما يعزز فكرة التوسع في مسابقات القرآن الكريم لتشمل تشكيل وعي وفهم عميق للقيم الحضارية والسنن الكونية، من خلال رسالة تنويرية مليئة بالعلوم والمعرفة باستخدام وسائل التكنولوجيا والإعلام الحديثة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo