اختتمت، اليوم، أعمال المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف "إنتركوم الدوحة 2023"، الذي استضافته متاحف قطر على مدى ثلاثة أيام بمتحف قطر الوطني.
واستضافت اللجنة القطرية للمجلس الدولي للمتاحف المؤتمر تحت عنوان "متحف المستقبل: مؤتمر صياغة المهارات والاتجاهات الخاصة بقادة المتاحف أصحاب الرؤى الخلاقة"، والذي نظمه المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف، بالشراكة مع متاحف قطر، وبالتعاون مع اللجنة الدولية للمتاحف، ولجنة جنوب شرق أوروبا للمجلس الدولي للمتاحف، واللجنة الكرواتية للمجلس الدولي للمتاحف، وبمشاركة وفود من جميع أنحاء العالم، منهم مديرو المتاحف والقيمون والمعلمون والباحثون والمتخصصون في الاتصال، بهدف تبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات في المجال.
وتم خلال اليوم الثالث والأخير من المؤتمر تنظيم مناقشات ضمن أربع جلسات مائدة مستديرة (قيادة المتاحف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المتاحف والمجتمع، جماهير المتاحف والريادة الثقافية، متاحف جديدة وأفكار جديدة)، مما أتاح للمشاركين فرصة الانخراط في حوار مفتوح وتعاوني.
وأثناء جلسة "قيادة المتاحف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، التي أدارتها السيدة زينة عريضة مدير متحف: المتحف العربي للفن الحديث، تحدثت الدكتورة فرانشيسكا باتشي من جامعة زايد، عن إدارة دائرة الثقافة والسياحة لمتاحف أبوظبي بصفتها نموذجا للحوكمة والقيادة الثقافية.
أما مها الشيباني من متاحف قطر، فركزت في مداخلتها على الدبلوماسية الثقافية، معتبرة إياها طريقا من طرق التبادل بين الشعوب، معرجة على مبادرة الأعوام الثقافية، وهي برنامج تبادل ثقافي ثنائي سنوي أطلقته سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر عام 2012.
وتناول المهندس عبدالرحمن الرقيعي من السعودية، في مداخلته، التفعيل الثقافي لمتحف المستقبل، مؤكدا أن المستقبل هو للإبداع والفكرة الإبداعية في المجتمع.
وخلال الجلسة الثانية الموسومة بـ"المتاحف والمجتمع"، وأدارها المهندس عبدالرحمن آل إسحاق مدير إدارة الفن العام بمتاحف قطر، تحدثت الشيخة نجلاء آل ثاني من متاحف قطر، عن "الفن العام: الهوية الوطنية والإسلام في الخليج.. دراسة معرض الرحلة المعجزة ومتحف قطر الوطني".
بدوره، ألقى الدكتور عماد بن صالح، من جامعة تونس، الضوء على جمعية "تزمورت" وهي كلمة أمازيغية تعني باللغة العربية (شجرة الزيتون)، كاشفا أنه يجري الإعداد لإنشاء متحف خاص بشجرة الزيتون نظرا لما تشكله من تراث وإرث مشترك بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأشار إلى وجود متاحف لهذه الشجرة في ضفة شمال المتوسط بخلاف الضفة الجنوبية التي لا تحتفي دولها بهذه الشجرة المعطاءة، منوها في الوقت نفسه بأن هذا المتحف سيكون في جزيرة جربة، لما تتميز به هذه المنطقة من معاني التسامح واللقاءات.
أما الدكتور عمر العظم الأستاذ المشارك بمركز دراسات الخليج بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، فتطرق إلى التحديات التي عاشتها المتاحف من تخريب وتهميش وسرقة في مناطق الصراع خصوصا في المنطقة العربية، مؤكدا دور المتاحف في المجتمعات والحفاظ على هويتها، حيث إنها تقوم بدور مهم وتربط الناس بماضيهم.
وتطرق الدكتور نورالله منور زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه بقسم التاريخ في معهد الدوحة للدراسات العليا، إلى كيفية الترويج لأهمية المتاحف والحفاظ على الآثار خلال النزاعات، لافتا إلى اهتمامه بهذا الجانب، خصوصا أن المناطق العربية تأثرت بعدد من الصراعات، الأمر الذي أثر سلبا على الآثار والمعروضات الفنية.
وأبرز تأثير الصراعات على بنية المجتمعات، لافتا إلى أنه لم ير في أي دولة من الدول إتاحة الدخول للمتاحف بالمجان إلا في قطر.
وفي جلسة "جماهير المستقبل والريادة الثقافية" التي أدارتها السيدة مارثا إيكابونجو عضو مجلس إدارة "إنتركوم"، تطرقت السيدة سيرين عبدالهادي من سفارة دولة قطر في باريس، إلى "خصائص القيادة الفعالة وأثرها على تنفيذ مبادئ الإدارة الرشيدة في المتاحف الإقليمية"، كما تحدثت الدكتورة رانيا الصوالحي نائب المدير العام وتوعية المجتمع بمتحف "دَ دُ: متحف الأطفال في قطر"، عن برامج المتاحف المدرسية في قطر: الفرص والتحديات، مثلما تناولت كل من أليغرا برنيت وجيني براون من متاحف قطر، "قيادة التحول الرقمي من خلال إدارة المنتجات في متاحف قطر"، بالإضافة إلى مداخلتين للسيدتين كلارا شين هيو ليم، وأسماء حسن من متحف الأطفال في قطر.
وخصصت الجلسة الأخيرة، التي أدارتها ليزي موريارتي عضو "إنتركوم"، لمناقشة "متاحف جديدة وأفكار جديدة"، حيث تحدثت كل من السيدة شيخة النصر نائب المدير للشؤون المتحفية بمتحف الفن الإسلامي، والسيدة تارا ديجاردان من متاحف قطر، عن "صنع المتاحف: متحف الفن الإسلامي بالدوحة، ومستقبل علم المتاحف"، كما ألقت شيخة النصر، الضوء على دواعي تجديد متحف الفن الإسلامي وإغنائه بحوالي ألف قطعة جديدة، واستغلال بعض الفضاءات فيه.
وتطرق كل من المهندس اليقظان بن عبدالله الحارثي مدير عام متحف عمان عبر الزمان والسيدة مارتا أوليفيرا من المتحف ذاته، عن "متحف عمان عبر الزمان، نموذج بناء قدرات المتحف في الشرق الأوسط"، حيث بيّنا أن المتاحف هدفها بناء القدرات والتركيز على عدد من الجوانب، وشددا على أهمية إيلاء قادة المتاحف أهمية كبيرة، حيث قدما عددا من الإجراءات من أجل التطوير وتمكين العمانيين من العمل في دواليب المتحف.
من ناحيتها، تحدثت السيدة جواهر الكواري من متاحف قطر، عن "الابتكار وقيادة المتاحف، دراسة حالة على متحف قطر الوطني"، مشيرة إلى أن متحف قطر الوطني يعد مثالا رائعا في استخدام التكنولوجيا الحديثة والابتكار مثل مقاطع الفيديو بطريقة ثلاثية الأبعاد التي تقدم تجربة فريدة للزوار مما يزيد من خبراتهم، بالإضافة إلى تطبيقات الهواتف وبرامج التحول الرقمي.
وكان المشاركون في اليوم الأول من المؤتمر، قد تناولوا عددا من الموضوعات من بينها "تحديد سمات القائد: المهارات الأساسية والتوجهات الفكرية المستقبلية لقادة المتاحف"، و"المتاحف كمنصات للتغيير السلوكي للتحديات المجتمعية".
وأثناء اليوم الثاني، تم التركيز على موضوع "رؤى للمستقبل: تبادل عابر للثقافات"، بالإضافة إلى جلسة الملصقات وعقد عدد من الورشات.
فاطمة السليطي: المؤتمر عزز الدور الحاسم للقيادة الفعالة للمتاحف
وفي تصريح بالمناسبة، أوضحت الدكتورة فاطمة السليطي مدير إدارة التعاون الدولي والشؤون الحكومية في متاحف قطر، أن المؤتمر عزز الدور الحاسم للقيادة الفعالة للمتاحف وسلط الضوء على المهارات والتوجهات الأساسية اللازمة لقادة المستقبل، كما سلط الضوء على الطريق الذي يمكن للمتاحف أن تسلكه كي تكون مصدرًا حيويًا لإلهام الابتكار في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تقديم رؤى قيّمة حول أهمية دور المتاحف في تعزيز الوعي المجتمعي والتعليم العام، منوهة إلى ما حققه المؤتمر من نجاح كبير في تحقيق هدفه الرئيسي المتمثل في توفير منصة للقادة والخبراء والجهات المعنية لتبادل المعارف وأفضل الممارسات والخبرات لتشكيل مستقبل المتاحف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها.