كشفت دراسة حديثة لباحثين من جامعة "أكسفورد" البريطانية ، وجود علاقة بين طول مدة الرضاعة الطبيعية والنمو المعرفي والمستوى التعليمي للطفل.
وتتبعت الدراسة، حوالي 5 آلاف طفل بريطاني من طفولتهم في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى العام الأخير من المدرسة الثانوية، أي الأطفال الذين ولدوا في الفترة بين عامي 2000 و2002.
وتم تقسيم الأطفال في الدراسة إلى مجموعات بناءً على مدة الرضاعة الطبيعية، بداية ممن لم يرضعوا بشكل طبيعي على الإطلاق، أو من تلقوا الرضاعة لبضعة أشهر، أو لمدة عام أو أكثر.
وقارن الباحثون بعد ذلك نتائج الأطفال في اختبار الشهادة العامة للتعليم الثانوي في بريطانيا، ووجدوا أن نتائج الاختبارات كانت مرتفعة كلما طالت فترة الرضاعة الطبيعية، وبالمقارنة مع أولئك الذين لم يرضعوا من قبل، فإن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة 12 شهرا على الأقل كانوا أكثر إمكانية بنسبة 39 في المئة لاجتياز اختبارات الرياضيات واللغة الإنجليزية/ GCSE/ وكان احتمال رسوبهم في امتحان اللغة الإنجليزية أقل بنسبة 25 في المئة.
وتبين من الدراسة وجود أدلة على أن مدة الرضاعة الطبيعية مرتبطة بتحسين النمو المعرفي للطفل، حتى بعد مراعاة عدة عوامل أخرى مهمة، مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي وذكاء الأم.
وخلصت الدراسة إلى أنه يجب الاستمرار في تشجيع الرضاعة الطبيعية عندما يكون ذلك ممكنا، إذ إن التطور المحتمل في التحصيل الدراسي يشكل عاملا واحدا فقط من الفوائد المحتملة للرضاعة الطبيعية.
وكانت دراسات سابقة قد أثبتت أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية خلال الأسابيع الستة الأولى من عمرهم هم أقل عرضة لاحتياجات تعليمية خاصة أو لمشاكل سلوكية.