تحتفل دول العالم باليوم العالمي لسلامة الأغذية غدا الموافق للسابع من يونيو من كل عام، حيث يأتي الاحتفال هذا العام تحت عنوان "المواصفات الغذائية تنقذ الأرواح".
وبهذه المناسبة، تنظم منظمة الصحة العالمية سلسلة من المحادثات حول سلامة الأغذية لزيادة الوعي وتشجيع مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة على مناقشة الموضوعات المتعلقة بالصحة وسلامة الأغذية.
ويعد مثل هذا اليوم الدولي فرصة لتعزيز الجهود لضمان أن الطعام الذي نتناوله آمن، وتعميم سلامة الأغذية في جدول الأعمال العام، باعتبارها خط الدفاع الأول لصحة الإنسان والتقليل من عبء الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء على مستوى العالم.
وقد احتلت دولة قطر المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية، والـ24 عالميا في مؤشر الأمن الغذائي العالمي للعام "2021"، وفقًا للتقرير الصادر عن وحدة إيكونوميست إنتليجنس للأبحاث التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية.
كما استثمرت دولة قطر بشكل كبير في السياسات الغذائية والزراعية والبنية التحتية وتحديثات السوق والموانئ واحتياطيات التخزين، كما زادت الاهتمام بمجال بحوث الأمن الغذائي وأنشأت صندوقا لرعاية البحوث الزراعية والغذائية، إضافة إلى وضع الاستراتيجية الوطنية للتغذية بما تضمه من إرشادات ومعايير وعلامات وملصقات للتغذية مع توفير الغذاء الصحي والمغذيات من المعادن والفيتامينات وتكثيف الجهود للتكيف مع تغير المناخ والمحافظة على الموارد البرية والمائية والبحرية.
"واثق".. مشروع وطني لسلامة الغذاء
وفي سبتمبر الماضي دشنت سعادة الدكتورة حنان بنت محمد الكواري وزير الصحة العامة، النظام الإلكتروني لسلامة الغذاء "واثق". وهو أحد المشاريع الوطنية المهمة ضمن استراتيجية قطر للصحة العامة، والذي يأتي ضمن حزمة من المشاريع التي تهدف للارتقاء بمستوى سلامة الغذاء وفق أعلى المعايير العالمية وأفضل الممارسات التطبيقية بهذا المجال.
وأكدت سعادة الدكتورة حنان بنت محمد الكواري حرص وزارة الصحة العامة على تبني أفضل الأنظمة الإلكترونية وأكثرها فعالية وتكاملا، وبما يساهم في تقديم خدمات عالية الجودة لتعزيز صحة ورفاهية المجتمع.
وأوضحت سعادتها أن النظام الإلكتروني لسلامة الغذاء يعزز كفاءة إدارة سلامة الغذاء في تتبع الأغذية عبر كامل السلسلة الغذائية، وخصوصا من خلال دقة وسرعة الرقابة والتفتيش على المنتجات الغذائية وتتبعها في الأسواق، وتقليل زمن إصدار النتائج المخبرية، والحد من المخاطر ذات الصلة بالغذاء، وبما يساهم في ضمان الجودة والتطبيق الفعال للاشتراطات الصحية المطلوبة فيما يتعلق بسلامة الغذاء وفقا للمتطلبات واللوائح المعمول بها في دولة قطر.
وأضافت أن النظام يساهم في إنشاء قاعدة بيانات مركزية تحتوي على معلومات دقيقة عن كل صنف غذائي متداول في قطر، وتساعد على تحسين صنع القرار في مجالات الأمن الغذائي والمخزون الاستراتيجي والبحوث العلمية.
كما تم ربط النظام الإلكتروني لسلامة الغذاء "واثق"مع نظام التخليص الجمركي"النديب"، ليمثل منصة مدمجة تتضمن البيانات الكاملة حول الأغذية والمستوردين؛ لضمان سرعة وكفاءة التفتيش على المنتجات الغذائية المستوردة والمصدرة في جميع منافذ دولة قطر. ويخدم النظام الإلكتروني جميع المعنيين بسلامة الغذاء كالمستوردين والموردين، حيث يمكنهم النظام الإلكتروني من تتبع الإرساليات الغذائية، والحصول على التفاصيل الكاملة للمنتج وعمليات التفتيش، والتعاميم الخاصة بسلامة الغذاء.
أهداف الاحتفال باليوم العالمي
وتكمن أهم أهداف اليوم العالمي لسلامة الأغذية في لفت الانتباه والتحفيز على العمل للمساعدة في منع واكتشاف وإدارة المخاطر التي تنتقل عن طريق الغذاء، وكذلك المساهمة في الأمن الغذائي، وصحة الإنسان، والازدهار الاقتصادي، والزراعة، والوصول إلى الأسواق، والسياحة، والتنمية المستدامة.
ويعد اليوم العالمي لسلامة الأغذية وسيلة هامة لتوعية الناس بالقضايا المتعلقة بسلامة الأغذية، وتوضيح كيفية الوقاية من الإصابة بالأمراض من خلال تأمين وضمان سلامة الأغذية، والترويج للحلول المتاحة، وطرق تحقيق المزيد في مجال سلامة الأغذية.
وتندرج أهم معايير سلامة الغذاء في إطار السعي لإنقاذ الأرواح التي من الممكن أن ينهي حياتها غذاء فاسد، حيث تصيب الأمراض المنقولة بالغذاء شخصا واحدا من كل 10 أشخاص حول العالم كل عام، وتساعدنا معايير الغذاء على ضمان سلامة ما نأكله.
وهناك ما يقرب من 200 سبب يمكن أن تجعل الطعام غير آمن، كما أن العواقب الصحية لا تتعلق فقط بالإسهال والقيء، فالطعام غير الآمن يمكن أن يسبب أعراضا حادة كما يسبب أمراضا مزمنة مثل السرطان أو الأمراض النفسية أو حتى يؤثر على المدخول الغذائي.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن الغذاء غير الآمن يسبب نحو مائتي مرض تتراوح ما بين الإسهال إلى السرطانات، ووفق إحصاءات دولية يمرض مليون و600 ألف شخص بسبب الطعام غير الآمن في يوم واحد في المتوسط، كما أن 340 من الأطفال دون سن الخامسة يموتون في المتوسط كل يوم بسبب أمراض منقولة بالغذاء يمكن الوقاية منها.
وتعتبر عملية الحفاظ على سلامة الأغذية، عملية معقدة تبدأ في المزرعة وتنتهي عند المستهلك. ويجب مراعاة جميع مراحل السلسلة الغذائية، من الإنتاج، إلى الحصاد، إلى التخزين، إلى الإعداد ومن ثم إلى الاستهلاك. وتعمل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، من خلال شراكة طويلة الأمد، على تعزيز سلامة الأغذية وحماية صحة المستهلك، ومتابعة قضايا سلامة الأغذية عبر مسارات السلسلة الغذائية أثناء عمليات الإنتاج والتصنيع.
ولا تتوقف حماية الطعام وضمان أن يكون آمنا للاستهلاك، عند عملية شرائه فقط، وإنما يلعب المستهلكون في المنازل دورا في التأكد من أن ما يتناولونه يبقى آمنا، وعادة ما تكون الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية معدية أو سامة بطبيعتها ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتسببها البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية التي تدخل الجسم عن طريق الطعام أو الماء الملوث.
ومع وجود ما يقدر بنحو 600 مليون حالة من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية سنويا، فإن الغذاء غير الآمن يشكل تهديدا لصحة الإنسان والاقتصادات، ويؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الضعيفة والمهمشة، وخاصة النساء والأطفال، والسكان المتضررين من النزاعات، والمهاجرين. ويموت ما يقدر بنحو 420,000 شخص حول العالم كل عام بعد تناولهم أطعمة ملوثة، ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة، أربعين بالمئة من عبء الأمراض المنقولة بالغذاء، مع 125,000 حالة وفاة من الأطفال كل عام.