كشفت دراسة علمية جديدة قام بها فريق دولي عن أن مدة اليوم الواحد على كوكب الأرض كانت في وقت سابق 19 ساعة فقط، وأن هذه الحالة قد امتدت طويلا لفترة وصلت حسب التقديرات إلى مليار سنة.
وتناولت الدراسة التي نشرت في دورية "نيتشر جيوساينس" (Nature Geoscience) يوم 12 يونيو الجاري موضوعا كان محل اهتمام متواصل لعلماء الكون الذين عكفوا على دراسة تطور الوقت والزمن على كوكب الأرض والأسباب التي تتحكم في ذلك وتأثيراتها على الحياة.
تأثير جاذبية القمر
يقول الباحثون في دراستهم إن علماء الأرض كانوا يعلمون قبل عشرات السنين أن اليوم على كوكب الأرض لم يكن بطول 24 ساعة، بل كان أقل من ذلك، وكلما عدنا إلى الوراء بملايين السنين كانت هذه المدة تتقلص بالدقائق والثواني.
لكن الاكتشاف المثير للدهشة هو توصل هؤلاء العلماء إلى دلائل علمية تؤكد أن تقلص عدد ساعات اليوم الواحد بلغ في إحدى مراحل الحياة على الأرض 19 ساعة، وأن ذلك امتد لنحو مليار سنة.
ويُرجع الباحثون ذلك إلى تأثير جاذبية القمر الذي بدأ في تغيير مداره والابتعاد عن الأرض، فكلما ابتعد القمر تراجعت قوة تأثيره على دوران كوكبنا وهو ما أسهم في زيادة عدد ساعات اليوم.
وفي البيان الصحفي الصادر عن المعهد، قال روس ميتشل الباحث الرئيسي في الدراسة والباحث في معهد الأرض وعلوم الكون بالأكاديمية الصينية للعلوم إن "مدة اليوم كانت قصيرة لأن القمر كان قريبا من الأرض.. لقد تمكن القمر من سرقة طاقة الأرض الناجمة عن دورانها، وهو ما ساعده على الابتعاد عنها".
ما دور الشمس؟
ما من شك أن للشمس وجاذبيتها تأثيرا على حركة الأرض وعلى جميع الكواكب التي تسبح في فلكها، وحسب ما أشار إليه الباحثون في الدراسة، فإن الدور الذي أدته الشمس في تقليص عدد ساعات اليوم لا يمكن اعتباره ثانويا بل مهما جدا، وذلك بالرغم من أن هذا الدور يأتي في المرتبة الثانية بعد القمر.
وأشارت الدراسة إلى أن الدور المهم الذي قامت به الشمس هو إسهامها مع القمر في تثبيت عدد ساعات اليوم الواحد عندما كان 19 ساعة فقط على مدار مليار سنة.
وقال أويه كيرشر، الباحث المساعد من جامعة كيرتن الأسترالية، في البيان الصحفي "بلغت قوة تأثير القمر والشمس على الأرض في وقت سابق مستوى متعادلا نسبيا، وهو ما أدى إلى حدوث استقرار كبير في كل مناحي الحياة على كوكبنا".
وحسبما جاء في الدراسة، فإن بداية حدوث هذه الظاهرة المتمثلة في تقارب قوتي تأثير الشمس والقمر على كوكب الأرض كان قبل نحو ملياري سنة، أي في فترة يطلق عليها علماء الجيولوجيا "المليار الممل"، لأن خلاله لم يعرف كوكب الأرض أي تغييرات أو ظواهر مثيرة، بالعكس فكل الأمور كانت مستقرة من الصفائح التكتونية إلى المناخ الذي كان على العموم مستقرا.
وخلصت الدراسة إلى أن امتداد ساعات اليوم كان له من دون شك تأثير إيجابي من حيث زيادة إنتاج الأكسجين الذي أسهم في نمو الكائنات الحية على كوكب الأرض.