رغم أن تعرق الجسم يعد مفيدا وصحيا، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من فرط التعرق في بعض مناطق الجسم، وبدءا من مرحلة الطفولة والمراهقة، وهو ما يسبب آثارا جسدية ونفسية.
هؤلاء الأشخاص يمكنهم الشعور بقطرات صغيرة من العرق في الصيف، تتشكل على الأنف والذقن والجبهة، وتكبر ببطء حتى تتدحرج على العينين أو الخدين أو الشفتين، ما يضعهم في مواقف محرجة ويشعرهم بالانزعاج.
كيف يحدث العرق؟
العرق يعد بمثابة رد فعل طبيعي للجسم عند ارتفاع درجة حرارته، إذ يحتوي الجسم على ملايين الغدد العرقية في طبقة الأدمة العميقة من الجلد، موزعة على مناطق مختلفة من الجسم، بما في ذلك الإبطين والجبهة وراحتي الكفين.
وعندما ترتفع درجة حرارة الجسم لأي سبب، يرسل الجهاز العصبي السمبثاوي رسائل إلى الغدد العرقية لتفرز سائلا مكونا في معظمه من الماء والأملاح وهو العرق، الذي يمتص بدوره الحرارة ويتبخر، ما يخفض من درجة حرارة الجسم.
فرط التعرق ومسبباته
بحسب مجلة Popular Science يحدث فرط التعرق نتيجة إرسال الدماغ رسائل إلى الغدد العرقية لتبريد الجسم، عندما لا تكون هناك حاجة إليها، وينقسم فرط التعرق إلى نوعين، الأول هو فرط التعرق البؤري الأولي، والنوع الثاني هو فرط التعرق الثانوي.
ويعد الأول هو الأكثر انتشارا، ويؤثر في الأشخاص مدى الحياة، كما أنه ليس له سبب واضح، ولا ينتج عن حالة طبية أو ارتفاع حرارة الطقس أو النشاط البدني.
أما النوع الثانوي فيحدث كعرض جانبي لتناول بعض الأدوية، أو لحالة طبية معينة، لذا فهو يكون بمثابة ظرف صحي مؤقت، وبالتالي لا يلازم صاحبه مدى الحياة كالنوع الأول.
ويطلق على فرط التعرق في الرأس أو الوجه أو اليدين اسم التعرق القحفي الوجهي، ويتسبب هذا النوع من فرط التعرق في إفراز فروة الرأس والأنف والذقن والخدين للعرق أكثر مما ينبغي عادة.
علاج فرط التعرق
رغم أن فرط التعرق يبدو مشكلة صحية مزعجة، إلا أنه لحسن الحظ تتوفر علاجات قد تساعد على إدارة أعراضه، وحتى حل مشكلة فرط تعرّق الوجه.
ومن الخيارات العلاجية، التي لا ينبغي استخدامها دون وصف من الطبيب المختص وتحت إشرافه، هو مضادات الكولين، وهي من الأدوية الفموية التي تقلل التعرق في كامل الجسم، من خلال منع تنشيط الغدد العرقية.
ومن أهم أنواع مضادات الكولين المستخدمة لعلاج التعرق القحفي الوجهي هو العلاج المسمى أوكسي بوتينيين هيدروكلوريد، إلا أنه قد يكون لهذه الفئة من الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل الإمساك واحتباس البول والدوار وجفاف الفم.
كما يمكن اللجوء لتدخل جراحي، عبر استئصال الودي، وهو عمل جراحي يقطع فيه الطبيب الجراح بعض الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية في منطقة الرأس والوجه، ما يقلل من وصول الإشارات المحفزة على إفراز العرق، ويعد خيارا علاجيا ملائما للمرضى الذين يبدون رد فعل سلبيا لأدوية الكولين.
كما يمكن اللجوء لما يعرف بمضادات التعرّق، وبشكل خاص الأنواع التي تحتوي على كلوريد الأمونيوم أو هيكساهيدرات كلوريد الألمنيوم، لقدرته على سد المسام ومنع التعرّق، ومع ذلك، قد يكون بعضها مزعجا للبشرة الحساسة، وقد يسبب مشكلات صحية مضاعفة.
