توصلت دراسة حديثة إلى أن المستويات "الآمنة" من تلوث الهواء يمكن أن تؤدي إلى نوبات قلبية، وزعم الخبراء أن هناك حاجة ماسة حاليا إلى معايير أكثر صرامة لجودة الهواء.
في هذه الدراسة تم تتبع مستويات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) - المنبعثة بشكل رئيسي من السيارات - في تسع مدن أمريكية على مدار 15 عاما.
ثم قارن علماء جامعة كولومبيا هذا التتبع بمعدلات الاستشفاء من النوبات القلبية، ما سمح لهم بتفكيك أي رابط محتمل، ومع زيادة تركيز الملوث، ازداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية، بعد 60 دقيقة فقط من ارتفاع مستويات أكسيد النيتروجين.
وبدأ خطر النوبة القلبية المتزايدة عندما كانت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين أقل من المعايير الوطنية الأمريكية الحالية البالغة 100 جزء في المليار.
وتعني هذه العتبة أنه لكل مليار وحدة هواء، تعتبر 100 وحدة من ثاني أكسيد النيتروجين مقبولة، وتتوافق هذه مع معايير الهواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والمملكة المتحدة والتي تنص على ألا يتجاوز التركيز في الساعة 200 ميكروغرام من أكسيد النيتروجين لكل متر مكعب من الهواء (ميكروغرام/متر مكعب).
وقال الأكاديميون في المجلة البيئة الدولية: "تشير نتائجنا إلى أن المعايير الحالية للساعة قد لا تكون كافية لحماية صحة القلب والأوعية الدموية".
وأظهرت الدراسات مرارا وتكرارا أن تلوث الهواء، خاصة من حركة المرور، يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية، وذلك لأن استنشاق الملوثات - التي يمكن أن تكون صغيرة جدا بحيث تنتقل إلى عمق الرئتين ومجرى الدم - يمكن أن يحد من تدفق الدم إلى القلب ويجبر العضو على العمل بجهد أكبر من المعتاد، ومع ذلك، من غير الواضح متى يبدأ خطر الإصابة بأمراض القلب بعد التعرض للتلوث ومدة استمراره.
واستخدم فريق جامعة كولومبيا بيانات عن تركيزات أكسيد النيتروجين كل ساعة للمدن في ولاية نيويورك بين عامي 2000 و2015.
وتضمنت الدراسة أيضا بيانات الاستشفاء لـ 8.9 مليون شخص، بما في ذلك 350.000 أصيبوا بنوبة قلبية.
وكان خطر الإصابة بنوبة قلبية أعلى في الساعة الأولى من التعرض، عندما قفز بنسبة 10.2 بالمئة وازداد الخطر لمدة ست ساعات بعد ارتفاع معدلات أكسيد النيتروجين في جميع المدن وظل مرتفعا لمدة تصل إلى 24 ساعة في بعضها.
ومن جهتها طالبت منظمة الصحة العالمية البلدان باتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع استمرار الأدلة على المخاطر الصحية للملوثات الصغيرة، والتي تم ربطها أيضا بالخرف والسرطان.
وتشير التقديرات إلى أن سوء نوعية الهواء يتسبب في وفاة 7 ملايين شخص كل عام ويقضي على ملايين السنين من الحياة الصحية، وفقا لوكالة الأمم المتحدة.