أكد سعادة اللورد طارق أحمد وزير الدولة لشؤون جنوب آسيا والكومنولث في وزارة الخارجية البريطانية، على الشراكة القوية القائمة بين بلاده ودولة قطر في شتى المجالات.
وقال سعادته في حديث خاص اليوم لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، "إن قطر والمملكة المتحدة شريكان قويان للغاية في مجموعة من المبادرات المختلفة.. وتعززت العلاقات بينهما بشكل أكبر بعد التطورات في أفغانستان، على الرغم من أنها كانت بالفعل علاقة قوية".
ونوه إلى أن زيارته الحالية للدوحة هدفها توجيه الشكر لدولة قطر وللشعب القطري على استضافتهم هذا العدد الكبير من الناس، الذين جرى إجلاؤهم من أفغانستان، بهذه الطريقة الفعالة، مشيرا إلى أنه التقى ببعضهم هنا في قطر، وكان أمرا مشجعا أن يرى الاستثمار الحقيقي في محاولة إرساء الحياة الطبيعية لهم .
وتابع: "كانت زيارتي لدولة قطر مشجعة لأنها أظهرت كرم الشعب والحكومة القطرية، ومن المهم بالنسبة لنا جميعًا ومهما كانت التحديات، أن نتحد سويا .. أشعر بامتنان كبير، مما رأيته في قطر تجاه من تم إجلاؤهم من أفغانستان بمن فيهم الأطفال، فقد بذل جهد هائل هنا".
نثق في دور قطر المهم في أفغانستان، وتستحق الثناء لنجاحها بتشغيل العمليات في مطار كابول الدولي
وشدد سعادته في سياق متصل، على الدور الحاسم الذي اضطلعت به دولة قطر في أفغانستان واستضافتها كذلك لمحادثات السلام الأفغانية. وقال إن المملكة المتحدة تثمن كل ذلك، وتعرب عن ثقتها في أن دور قطر المهم في أفغانستان سيستمر لا سيما بالنسبة لما أسماه بالوضع الحرج الذي يتطور هناك.
وأوضح سعادة وزير الدولة لشؤون جنوب آسيا والكومنولث في وزارة الخارجية بالمملكة المتحدة، أن مباحثاته في قطر وفي إطار الملف الأفغاني تناولت بعض المخاوف المتعلقة بخطر تراجع دور المرأة في أفغانستان، معربا عن أمله في أن تعمل المملكة المتحدة ودولة قطر على هذا الملف سويا.
وتابع في سياق ذي صلة: "من الممكن أن تكون مسلمًا وتتمسك بجميع أصول الدين، وفي نفس الوقت محترما للتنوع وحقوق الأقليات"، مشيرا إلى الدور الإيجابي الذي اضطلعت به المرأة المسلمة منذ أيام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ما يوضح أن المرأة تقوم بدور محوري في تقدم أي مجتمع، مبينا أن كل مجتمع إسلامي هو شاهد على ذلك.
قرار مجلس الأمن
وأشار بهذا الخصوص، إلى قرار تم تمريره في مجلس الأمن الدولي بمبادرة من المملكة المتحدة بالتشارك مع فرنسا وتضمن المخاوف المتعلقة بصعود /طالبان/ للسلطة، وقال إن من بين تلك المخاوف تقديم ضمانات بأن الأشخاص الذين يرغبون في مغادرة أفغانستان يمكنهم القيام بذلك من خلال ممر آمن، وبأن حقوق الإنسان مكفولة داخل أفغانستان، مع ضمان توصيل المساعدات الإنسانية كذلك، مضيفا، "إن الإسلام الذي أعرفه هو الذي يضع الإنسانية في قلبه، وهذا ما نريد رؤيته من /طالبان/ .. الإسلام الذي أعرفه كان له ميثاق المدينة المنورة، الذي كفل الحقوق للجميع بما في ذلك حقوق المرأة وحقوق الأقليات"
ولفت سعادته إلى أنه بجانب الدور السياسي، كان لقطر دورها الإنساني، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، وثمن الدور الحيوي الذي قامت به الخطوط الجوية القطرية في هذا الخصوص.
ومضى إلى القول: "لقد شاهدنا جميعا أن أول طائرة هبطت في مطار كابول الدولي كانت تابعة للخطوط الجوية القطرية، ونحن ممتنون للغاية لدور الناقل الوطني القطري في إعادة المواطنين البريطانيين خلال أزمة فيروس كورونا /كوفيد ـ 19/ عندما دخل العالم في حالة إغلاق كامل".
وأكد سعادته أن دولة قطر تستحق الثناء لنجاحها بتشغيل العمليات في مطار كابول الدولي، ما يعطي بصيص أمل لأولئك الذين لا يزالون في أفغانستان، بمن فيهم الرعايا البريطانيون".