تعد مدينة الزبارة أكبر موقع تراثي وأثري في دولة قطر، وقد كانت في الماضي ميناءً مهمّا لصيد اللؤلؤ والتجارة به، أما اليوم فهي مدينة غير مأهولة بالسكان، وتعد موقعًا أثريًّا مهمًّا يستقطب الزوار من كل أنحاء العالم.
تضم مدينة الزبارة الساحلية واحدة من أهم القلاع الأثرية القطرية وهي قلعة الزبارة، التي أنشئت بعد أن أصبحت المدينة خالية من السكان.
تمتد المدينة الآن على مساحة 60 هكتارًا، وتضم بقايا البيوت والمساجد والأسواق التجارية والبناي المحصنة الكبيرة، ومؤخرًا تم تجهيز المنطقة بمركز للخدمات والحمامات ووسائل النقل اللازمة، وذلك لتكون مهيأة لاستقبال السياح والزوار.
أين تقع قلعة الزبارة؟ وكم تبعد الزبارة عن الدوحة؟
تقع قلعة الزبارة على بعد 105 كيلومترات إلى الشمال الغربي من العاصمة الدوحة، وتطل على مدينة الزبارة الساحلية، حيث يمتد موقع القلعة بالكامل على مسافة 2.5 كم على ساحل البحر.
من الذي بنى مدينة وقلعة الزبارة؟
بنيت مدينة الزبارة بأكملها على يد قبيلة بني عتبة الكويتية في حوالي سنة 1760، وقد ساعدها موقعها آنذاك لتكون المدينة الرئيسية لصيد اللؤلؤ والتجارة به.
أما القلعة الموجودة في المدينة، فقد بنيت في سنة 1938، وذلك في عهد الشيـخ عبد الله بن جاسم آل ثـاني، على يد العديد من البنّائين القطريين، وقد أنشئت بطريقة تراعي الهدف الذي أنشئت من أجله، وهو مراقبة السواحل الغربية لقطر، وفي سنة 1986 تم ترميم القلعة، ومنذ ذلك الوقت تحولت إلى متحف مختص بالآثار الموجودة في منطقة الزبارة الأثرية.
معلومات تاريخية عن موقع الزبارة الأثري
فيما يأتي أهم المعلومات التاريخية عن موقع الزبارة في قطر:
- ازدهرت المدينة الساحلية على أنها مركز لصيد اللؤلؤ والتجارة لفترة قصيرة امتدت لحوالي خمسين عامًا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
- أسسها تجار العتوب من الكويت، ويرتبط ازدهارها بمزاولة تجارة السلع ذات القيمة العالية، وأبرزها تصدير اللؤلؤ.
- في ذروة ازدهارها، كان للزبارة روابط تجارية مع المحيط الهندي والجزيرة العربية وغرب آسيا.
- تم تدمير معظم معالم المدينة في عام 1811، وقد انتهى دورها التجاري هناك، وهجرها سكانها في أوائل القرن العشرين.
- انهارت مباني المدينة وتغطت باقي معالمها بفعل الرمال المندفعة من الصحراء.
ماذا يوجد في مدينة الزبارة؟
تعد قلعتي الزبارة ومرير من أهم معالم مدينة الزبارة الأثرية، وهناك أيضًا معالم أخرى في المدينة، وفيما يأتي أهم المعلومات عن هذه المعالم:
قلعة الزبارة
تعتبر قلعة الزبارة من أهم معالم المدينة، وتعد نموذجًا للقلعة العربية الأصيلة والتقليدية، إذ عملت جدرانها التي يبلغ سمكها مترًا كاملًا على صد الغزاة، وحماية الموجودين بداخلها، وقد بنيت جدرانها بسماكة عالية لتحافظ على برودة غرفها من الداخل من حر فصل الصيف.
تضم قلعة الزبارة أيضًا مساجد إسلامية، ومنازل بغرف كبيرة، وأكواخ للصيادين آنذاك، وقناة للمياه، ومقابر وغير ذلك من المعالم.
قلعة مرير
عُدت قلعة مرير موقعًا ذا أهمية استراتيجية آنذاك، فقد سهلت على القوارب التجارية الوصول إلى المدينة وتأدية أغراضها في المنطقة.
بنيت قلعة مرير على شكل ساحة مستطيلة وكبيرة تضم 4 أبراج عالية، وضمّت مسجدًا وآبار مياه مهمة، وصهاريج لخدمة سكانها في ذلك الوقت، وقد ظلت القلعة مأهولة بالسكان، إلى أن بنيت قلعة الزبارة في عام 1938.
مركز زوار مدينة الزُبارة
يتم العمل على إنشاء مركز الزوار في الزبارة، ويعمل هذا المركز على نقل صورة المدينة التاريخية للزوار، إذ يروي قصة التجارة الساحلية فيها، وصيد اللؤلؤ والتجارة فيه، ويصوّر الحياة اليومية التي كانت تعاش في المنطقة، بالإضافة إلى أنه يضم الكثير من البقايا الأثرية والمكتشفات المهمة التي وجدت في المنطقة.
مدينة الزبارة تدخل قائمة اليونسكو للتراث العالمي
أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة (يونسكو) مدينة الزبارة الأثرية في قطر ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمية في تاريخ 22/ يونيو/2013، وتعد الزبارة أول موقع أثري قطري يدخل في السجلات الأثرية العالمية.
تذاكر الدخول إلى مدينة الزبارة الأثرية في قطر
يتطلب الدخول إلى مدينة الزبارة أو قلعة الزبارة في قطر الحصول على تذكرة، سواء للمقيم أو غير المقيم في قطر، ويمكن الحصول على التذاكر من خلال موقع متاحف قطر.