شاركت دولة قطر في الاجتماع المشترك لمجلس حلف شمال الأطلسي (NAC)، ودول مبادرة إسطنبول للتعاون، بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
مثل دولة قطر في الاجتماع سعادة السيد عبدالعزيز بن أحمد المالكي سفير دولة قطر لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وترأس الاجتماع سعادة السيد يانس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، بحضور سعادة السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمندوبين الدائمين في الحلف، وسفراء ورؤساء بعثات دول مبادرة إسطنبول للتعاون المعتمدين لدى “الناتو”.
الأمن التعاوني
وناقش الاجتماع المسائل المتعلقة بالأمن التعاوني، وتعزيز التعاون بين “الناتو” ودول مجلس التعاون الخليجي، والمجالات التي يمكن للحلف وشركائه العمل عليها، بالإضافة إلى آخر التطورات السياسية والأمنية التي يشهدها العالم.
ودعا السفير المالكي، في كلمة دولة قطر خلال الاجتماع، إلى تعزيز الجهود الجماعية للحفاظ على الأمن والسلم العالميين نظرا لأهميتهما القصوى خاصة في الوقت الذي تفجرت فيه التهديدات والتحديات في مختلف أنحاء العالم، مما يتطلب اتباع نهج موحد وجماعي في مواجهة تلك التحديات، معربا عن ترحيب دولة قطر بالشراكة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحلف شمال الأطلسي، لاسيما أن مجلس التعاون أثبت تاريخيا أنه منظمة صغيرة ولكنها مرنة، واجهت تحديات هائلة وشهدت تهديدات متعددة، ومع ذلك تم التعامل مع تلك التحديات بحزم وجماعية.
وأضاف "نعتقد أن هذه الشراكة ستفتح الأبواب لمزيد من التعاون والتنسيق، حيث يمكن للمنظمتين تبادل وجهات نظرهما وخبراتهما"، مشيرا إلى أنه سيتم الاحتفال قريبا بالذكرى السنوية العشرين للشراكة بين “الناتو” ومبادرة إسطنبول للتعاون التي تقوم على الأمن التعاوني وقابلية التشغيل البيني والآراء المشتركة بشأن الأمن والسلم العالميين.
كما أبرز الحاجة إلى فهم بعضنا البعض بشكل أفضل، وتبادل وجهات النظر وتوليد أفكار جديدة حتى تتم الاستجابة للتهديدات المعولمة التي يتسم بها العالم، وصياغة الحلول المثلى لها، مؤكدا عزم دولة قطر على العمل مع حلف شمال الأطلسي ومع شركائها في “الناتو” لمواجهة التحديات المشتركة، ومنع الأزمات وإدارتها لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي.
السفير عبد العزيز المالكي: دولة قطر لن تدخر جهدا في التصدي للتحديات التي تواجه المنطقة ككل
وشدد سعادة السيد عبدالعزيز بن أحمد المالكي أيضا على أن دولة قطر لن تدخر جهدا في التصدي للتحديات التي تواجه المنطقة ككل، مبينا أن الأزمة الروسية الأوكرانية أثبتت أن العالم مترابط، وأن العمل المسلح لم ولن يكون أبدا ردا حكيما لمعالجة الخلافات، ولكن الحوار السلمي وحسن النية هما العاملان الأساسيان لحل الصراعات.
الأزمة الأوكرانية
وقال "إن دولة قطر تؤكد مجددا على الحل السلمي لهذه الأزمة، ودعمها لسيادة وسلامة حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا، وهو ما تم التعبير عنه أيضا في الاجتماع الأخير بين معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وفخامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا في 29 يوليو الماضي"، مشيرا إلى أن قطر تعاونت، خلال العامين الماضيين، مع حلف شمال الأطلسي بشكل وثيق لتعزيز شراكتهما في مجالات الدبلوماسية العامة والتدريب والتعليم وقابلية التشغيل البيني.
وأضاف "في ضوء ذلك، استضافت دولة قطر العديد من أنشطة وفعاليات حلف شمال الأطلسي، مثل المؤتمر الاستراتيجي للشراكة العسكرية في مارس 2023، والتمرين الإقليمي 2023، والعديد من الزيارات المتعلقة بشراكتنا المتبادلة"، منوها إلى أنها رشحت مركز تدريب الحرب المشترك للانضمام إلى عائلة PTEC (برنامج مراكز التعليم والتدريب للشركاء) التابعة لحلف “الناتو”، ويعمل موظفوها وزملاؤهم القطريون بشكل وثيق لتحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب.
وأعلن سعادته، أن دولة قطر تعمل مع حلف شمال الأطلسي لاستضافة مركز إقليمي للحلف مخصص لتدريب جميع حلفاء (الناتو) وشركائه، وهو ما يكمل قرار أعضاء حلف (الناتو) في قمة فيلينوس بزيادة التواصل مع الجوار الجنوبي للحلف.
التهديدات العالمية المعاصرة تتجاوز البعد العسكري ولها عواقب إنسانية وأمنية عميقة
وأشار المالكي إلى أن التهديدات العالمية المعاصرة تتجاوز البعد العسكري ولها عواقب إنسانية وأمنية عميقة مثل: تغير المناخ، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، والإرهاب والتطرف، والاتجار غير المشروع بكافة أشكاله، والتهديدات الناشئة والتقنيات التخريبية بالإضافة النزوح بسبب الحروب والكوارث الطبيعية.
وأوضح سفير دولة قطر لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أن التصدي لتلك التهديدات يتطلب عملا مشتركا وشاملا وتنسيقا وتبادلا للخبرات والمعلومات على أساس ثنائي وعلى المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف "لتحقيق هذا الهدف، يجب تحسين المشاورات لتعزيز التعاون بين حلف شمال الأطلسي ومجلس التعاون الخليجي، وتعزيز الأمن التعاوني وأنشطة الدبلوماسية العامة.
وأعرب سعادة السيد عبدالعزيز بن أحمد المالكي سفير دولة قطر لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، في ختام كلمة دولة قطر في الاجتماع، عن تطلع دولة قطر إلى العمل بشكل وثيق ومواجهة التحديات بشكل جماعي، في وقت يحتاج فيه العالم المترابط إلى تصميم مترابط.