هل ينهي جواو فيليكس عقدة لاعبي أتلتيكو مدريد في برشلونة؟

ظهر النجم البرتغالي جواو فيليكس بمستوى مميز رفقة فريق برشلونة الإسباني منذ انضمامه إليه خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، ليؤكد أنه قادر على كسر عقدة لاعبي فريقه السابق أتلتيكو مدريد مع الفريق الكتالوني.

وقدم النجم البرتغالي نفسه بصورة جديدة مخالفة للصورة النمطية التي تكوّنت عن لاعبي أتلتيكو مدريد الذي انتقلوا للعب لبرشلونة خلال السنوات الماضية وتحديدًا منذ بداية حقبة الأرجنتيني دييغو سيميوني مع "الروخيبلانكوس"، إذ لم يحقق العديد من لاعبي أتلتيكو نجاحات لافتة بعد انتقالهم لاحقًا إلى البلوغرانا، ويمكن وضع تجارب بعضهم في خانة "غير الموفقة" والمخيبة للآمال، على غرار أردا توران وأنطوان غريزمان.

وبات فيليكس الذي انضم إلى برشلونة على سبيل الإعارة في الميركاتو الصيفي الأخير، قادمًا من نادي أتلتيكو مدريد، يمثل الاستثناء بالنسبة إلى صفقات انتقال اللاعبين من نادي العاصمة الإسبانية إلى البارسا مؤخرًا.

ولعب توران 3 سنوات مع برشلونة في الفترة ما بين 2015 إلى 2018، خاض خلالها 55 مباراة وسجل 15 هدفًا وقدم 11 تمريرة حاسمة، فيما قضى أنطوان غريزمان عامين مع البلوغرانا من 2019 إلى 2021، ولعب 102 مباراة، وسجل 35 هدفًا وقدم 17 تمريرة حاسمة.

بالمقابل، تمكن فيليكس في 3 مباريات إلى حد الآن خاضها مع برشلونة (اثنتان بالدوري الإسباني وواحدة بدوري أبطال أوروبا)، من تسجيل 3 أهداف وتقديم تمريرة حاسمة، في بداية قوية وسريعة للنجم البرتغالي تنذر بتقديم موسم استثنائي مع النادي الكتالوني، وتطرح تساؤلات عن السر وراء ذلك.

وفي التقرير التالي ثلاثة أسباب تعزز فرص فيليكس، لإنهاء عقدة لاعبي أتلتيكو مدريد في برشلونة، وذلك بعد بدايته المميزة مع الفريق.

توقيت الرحيل

على عكس اللاعبين السابقين الذين وصلوا إلى برشلونة قادمين من أتلتيكو مدريد في فترة كانت تشهد تشكيلة برشلونة وفرة في الخيارات الهجومية تصل إلى حد التخمة، انضم فيليكس إلى البلوغرانا بعد رحيل أنسو فاتي وعثمان ديمبيلي عن الفريق.

وكانت تشكيلة البلوغرانا تضم أسماء من العيار الثقيل في الخط الأمامي عندما تعاقد النادي مع توران وغريزمان، وفي مقدمتها الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي كان النجم الأول بلا منازع في النادي الكتالوني.

وساعدت رغبة فيليكس برشلونة في إتمام الصفقة بالتضحية الكبيرة التي قدمها في سبيل إتمام صفقة انتقاله إلى البلوغرانا؛ حيث قرر تمديد عقده مع أتلتيكو مدريد حتى عام 2029، بمقابل تخفيض راتبه السنوي إلى النصف تقريبًا، وفق ما أبرزته تقارير إعلامية.

واعترف المدير الرياضي لبرشلونة، جونسون ديكو، خلال مراسم تقديم فيليكس، أن النادي لم يكن يؤمن بقدرته على التعاقد مع النجم البرتغالي، بسبب الأزمة الاقتصادية وكان الأمر أقرب إلى المستحيل؛ لكن بفضل تنازلات اللاعب بات المستحيل ممكنًا.

ويرى متابعون أن فيليكس الذي يتمتع بشخصية قوية، تحذوه رغبة كبيرة للكشف عن قدراته مع فريق "الحلم"، والرد على جميع المنتقدين وفي مقدمتهم مدربه السابق في "أتليتي"، الأرجنتيني دييغو سيميوني، الذي همشه ودفعه إلى الرحيل، الموسم الماضي نحو تشيلسي الإنجليزي، قبل أن تتم إعارته مجددًا للنادي الكتالوني.

مناسبته لأسلوب لعب برشلونة

لم ينجح العديد من لاعبي أتلتيكو في تجاربهم اللاحقة مع برشلونة خلال السنوات الأخيرة بسبب أسلوبهم الذي يتناسب مع الفرق التي تعتمد فلسفة التحصين الدفاعي والسرعة في التحولات، وأبرز مثال لذلك غريزمان الذي نجح مع سيميوني ومدربه في فرنسا ديدييه ديشامب بسبب اعتمادهما على السرعة في التحولات، بخلاف برشلونة الذي يعتمد على الاستحواذ واللعب الهجومي ومحاصرة الخصم في مناطقه.

ويعتمد برشلونة على أسلوب هجومي، يجعل فيليكس دائمًا قريبًا من منطقة جزاء الخصم، ولا يضطر إلى الرجوع للوراء كثيرًا من أجل الحصول على الكرة، مما يسهل كثيرًا من أداء مهامه الهجومية على أكمل وجه، ويساعده على التألق.

وتختلف طريقة لعب برشلونة كليًا عن طريقة أتلتيكو مدريد وحتى المنتخب الفرنسي، إذا قارنا بين غريزمان وفيليكس، وهذا ما يجعل الأخير مرشحًا فوق العادة، لتقديم موسم رائع رفقة برشلونة، وكسر قاعدة الصفقات الفاشلة من "الروخيبلانكوس" نحو "البلوغرانا" في الأعوام الأخيرة.

وسبق لفيليكس نفسه أن اشتكى من الأسلوب الدفاعي للمدرب سيميوني، حين انتقل إلى تشيلسي الإنجليزي الموسم الماضي على سبيل الإعارة، حيث صرح قائلًا: "تشيلسي فريق يحب الهجوم والاستحواذ على الكرة والسيطرة على المباراة؛ لذا فهذه هي الكرة التي أحب أن ألعبها، أشعر بحرية كبيرة في اللعب هنا ويعجبني ذلك"، لكنه مع ذلك لم ينجح مع "البلوز" بسبب حالة التخبط التي عاشها النادي اللندني في الموسم الماضي.

قدرات مميزة

يملك فيليكس قدرات متميزة في اختراق دفاعات المنافسين، بفضل فنياته وقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة، فضلًا عن دقة وقوة تسديداته أمام المرمى، ما يجعل منه أحد مفاتيح اللعب بالنسبة لتشافي في الخط الأمامي للنادي هذا الموسم.

إلى جانب ذلك، يتمتع فيليكس بدقة لا متناهية في التمرير، وتقديم الكرات العرضية والبينية التي يستفيد منها المهاجمون، ومنهم من يجد نفسه وجهًا لوجه مع حارس المنافس، وذلك بفضل تمريرة سحرية واحدة من الدولي البرتغالي.

ما يقدمه فيليكس، في بدايته مع برشلونة لقي ثناءً كبيرًا من زملائه ومحيط النادي؛ حيث أكد الهولندي فرينكي دي يونغ، لاعب خط الوسط، عقب الفوز الكبير على أنتويرب البلجيكي بخماسية نظيفة أمس الثلاثاء في بداية مشوار دور مجموعات دوري أبطال أوروبا، أن جواو يمتلك إمكانيات كبيرة وقادر على تقديم الكثير للفريق.

وبدوره أثنى البرتغالي ديكو في تصريحات تليفزيونية بعد لقاء دوري الأبطال الذي أقيم على ملعب (لويس كومبانيس الأولمبي)، على الأداء المتميز الذي قدمه مواطنه الشاب فيليكس، الذي سجل هدفين وصنع آخر للبولندي روبرت ليفاندوفسكي.