تنفذ وزارة الصحة العامة وشركاؤها، الشهر المقبل، المرحلة الثالثة من المسح الوطني التدرجي للأمراض المزمنة غير الانتقالية وعوامل الخطر المرتبطة بها، والتي يتم خلالها استكمال المراحل الأساسية للمسح.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها اليوم، أنه من المقرر في هذه المرحلة دعوة المشاركين في المرحلتين الأولى والثانية من المسح، إلى زيارة المراكز الصحية التابعين لها لاستكمال التحاليل الطبية التي تتضمن تحليل الدم لتحديد نسبة الغلوكوز والدهون، وتحليل البول لفحص الصوديوم والكرياتينين، مشيرة إلى أنه سيتم التواصل مع المشاركين من قبل المراكز الصحية لتحديد الموعد المناسب.
بيانات شاملة
ودعا الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة برامج الوقاية من الأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة، المشاركين إلى التعاون في استكمال هذا المسح الهام، والذي يوفر بيانات شاملة حول مجموعة موسعة من عوامل الخطورة على صحة الأفراد وخاصة المسببة للأمراض غير المعدية، ومنها التدخين، وعدم ممارسة النشاط البدني، وعادات التغذية غير السليمة، وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم.
الشيخ محمد آل ثاني: المسح يساهم في تعزيز اتخاذ القرارات الصحيحة ووضع السياسات والاستراتيجيات في مجال الصحة العامة
وأضاف أن المسح يساهم كذلك في تعزيز اتخاذ القرارات الصحيحة ووضع السياسات والاستراتيجيات في مجال الصحة العامة والتي تقوم على الأدلة العلمية، الأمر الذي من شأنه تمكين صناع القرار من وضع خطط العمل المناسبة لمعالجة عوامل الخطورة السائدة في المجتمع والمرتبطة بالأمراض المزمنة غير الانتقالية.
من جانبها، قالت الدكتورة سامية أحمد العبدالله المدير التنفيذي لإدارة التشغيل بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن الفرق المختصة ستتواصل مع المشاركين في المسح من خلال الاتصال الهاتفي والرسائل النصية على هواتفهم المحمولة لتحديد مواعيد مناسبة لهم للتوجه إلى المراكز الصحية.
د. سامية العبدالله: إجراء المسوحات الصحية بشكل دوري يتيح العديد من الفوائد الصحية والوقائية للأفراد
وأضافت أن إجراء المسوحات الصحية بشكل دوري يتيح العديد من الفوائد الصحية والوقائية للأفراد، ومنها الكشف المبكر عن الأمراض، حيث تساهم المسوحات الصحية المنتظمة في اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة، ما يزيد من فرصة العلاج ويحد من تفاقم الحالة الصحية قبل أن تصبح أكثر تعقيدا وصعوبة في التعامل معها.
وأشارت إلى أن المسوحات الصحية تتيح تقييم الحالة الصحية العامة للفرد، بما في ذلك قياس مؤشرات مثل ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، ووظائف الكلى والكبد، والسكر في الدم، مما يمكن الأطباء من تقديم الرعاية الصحية والنصائح والتوجيهات والارشادات اللازمة لتحسين الصحة العامة للأفراد والمجتمع.
أهمية المسوحات الصحية
وتساهم المسوحات الصحية في تحديد عوامل الخطر الصحية مثل التدخين، والسمنة، ونمط الحياة غير الصحي، وتوفير الدعم اللازم للمشاركين فيها لاتخاذ إجراءات وقائية لتقليل هذه المخاطر، إضافة إلى تحسين الوعي الصحي، حيث تزيد من وعي الأفراد بحالتهم الصحية وتشجعهم على اتخاذ قرارات صحية أفضل والاعتناء بأنفسهم بشكل أفضل، كما تهدف إلى توجيه العلاج بشكل سريع وفعال حال تم اكتشاف أي مشكلة صحية خلال المسح، ما يقلل من مخاطر التعقيدات والتدهور الصحي، فضلا عن توفير تكاليف الرعاية الصحية للأمراض المتقدمة من خلال الكشف المبكر والوقاية منها.
يذكر أنه تم تطوير المسح الوطني التدرجي للأمراض المزمنة غير الانتقالية وعوامل الخطر المرتبطة بها من قبل منظمة الصحة العالمية، ويتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الصحة العامة وجهاز التخطيط والإحصاء ومؤسستي حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية.
يشار إلى أنه تم في المرحلتين الأولى والثانية من المسح جمع المعلومات عن عوامل الخطر الرئيسية للأمراض المزمنة، وإجراء القياسات الحيوية للمشاركين، وذلك من خلال زيارة منازل الأسر المشاركة في المسح، بعد اختيار عينة عشوائية من قوائم الأسر بناء على التعداد العام للسكان لعام 2020.