أكد المتحدثون في الملتقى العربي الثالث للأمن السياحي على أهمية توحيد المعايير الخاصة بالأمن السياحي في العالم العربي والاتفاق على حد أدنى من هذه المعايير بما يواكب التطور الهائل الذي تشهده السياحة على المستوى العالمي.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "الأمن السيبراني وأمن البيانات والجرائم الإلكترونية" وعلاقة ذلك بالمنظومة السياحية وتطورها في الدول العربية، خاصة ما يتعلق بوضع معايير موحدة في هذا الميدان.
جلسة الأمن السيبراني
وتضمنت الجلسة التي أدارها المقدم الدكتور جاسم محمد العبيدلي مدير مركز البحوث والدراسات الأمنية بأكاديمية الشرطة، ثلاثة محاور تتمثل في أمن الفعاليات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وآلية مواجهة جرائم الاحتيال ببطاقات الائتمان التي يتعرض لها السائح.
وتحدث في الجلسة المهندس الحميدي العنزي الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية “عربسات”، واللواء دكتور إيهاب العماوي من أكاديمية الشرطة المصرية والخبير الأمني في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وأمن المعلومات، والمهندس سامي تريمش مدير التخطيط الاستراتيجي والتنمية بالمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات.
م. الحميدي العنزي: توحيد المعايير الخاصة بالأمن السياحي أمر ملح نظرا لأهمية القطاع في دعم الاقتصادات الوطنية
وقال المهندس الحميدي العنزي، إن توحيد المعايير الخاصة بالأمن السياحي أمر ملح نظرا لأهمية القطاع السياحي في دعم الاقتصادات الوطنية.. مضيفا "لا بد من الاتفاق على حد أدنى من المعايير في الخدمات المقدمة للسائح لتعزيز ثقته وإثراء تجربته السياحية، ونأمل من المنظمة العربية للسياحة تبني مثل هذه المعايير لتكون مطبقة في كافة البلدان العربية".
وأكد أن السياحة أصبحت صناعة وموردا اقتصاديا هاما يتطلب جهودا مشتركة لتوفير خدمات متكاملة وآمنة للسائح لقضاء تجربة ممتعة وفي الوقت ذاته بناء سمعة سياحية للدول التي تسعى إلى الريادة في هذا القطاع.
وأشار إلى أن دول الخليج العربية نجحت في نقل السياحة من الفكر التقليدي إلى فضاء جديد منفتح يواكب التطورات الجديدة إلى جانب تطويرها للخدمات السياحية وتعزيز الأمن السياحي سواء في المرافق أو على مستوى حماية السائح وفق منظورها الشامل للأمن.
التجربة القطرية
ونوه في هذا السياق إلى تجربة دولة قطر في السياحة الرياضية وقدرتها على الإبداع والابتكار والإنجاز واستغلال التكنولوجيا في تقديم خدمات سياحية متطورة ساهمت في جعل تجربة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 أكثر متعة وسهولة لكافة الزائرين والسياح والرياضيين.
كما تطرق إلى تجارب خليجية أخرى مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول التي تقدم تجارب وقصص نجاح مهمة في المجال السياحي.
ودعا المهندس الحمدي العنزي إلى الاستفادة من التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرات السياحية وخاصة للمناطق النائية في البلدان العربية.
د. إيهاب العماوي: هناك اهتمام دولي بالغ بالأمن السيبراني بشكل عام وخاصة في القطاع السياحي
بدوره، قال الدكتور إيهاب العماوي، إن هناك اهتماما دوليا بالغا بالأمن السيبراني بشكل عام، وخاصة في القطاع السياحي نظرا للأهمية الاقتصادية لهذا القطاع.. مشيرا إلى التركيز الكبير على معايير حوكمة الأمن السيبراني.
وأوضح أن معايير حوكمة الأمن السيبراني تتمثل في التشريعات، والمعايير، والسياسات، والإجراءات.. مؤكدا أن هذه المعايير الأربعة مهمة للغاية لتعزيز الأمن السياحي وأن على الدول والحكومات فرض إجراءات رقابية لضمان ذلك.
كما شدد على أهمية وجود إطار عربي جامع ومراجع واضحة لتقديم خدمات سياحية آمنة مع بناء وعي مجتمعي بالشراكة مع مختلف المؤسسات المجتمعية.. مضيفا أن الأمن مسؤولية الجميع وهذا ما سينعكس على مختلف الخدمات السياحية المقدمة.
ونوه بتجربة دولة قطر خلال استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.. وقال إن هذه التجربة عكست المستوى العالي للتخطيط المستند إلى رؤية علمية، إلى جانب المتابعة والتقييم والقياس والشراكة ما أدى إلى هذا النجاح الكبير.
تهديدات سيبرانية
وتحدث المهندس سامي تريمش عن مخاطر التهديدات السيبرانية على السياحة واعتبرها مخاطر حقيقية "كونها أصبحت صناعة تدر أموالا طائلة للمحتالين"، مطالبا باستغلال الذكاء الاصطناعي لمواجهة مثل هذه التهديدات لضمان تقديم خدمات سياحية آمنة وذات معايير موحدة في العالم العربي.
م. سامي تريمش: هناك جهود تُبذل للوصول إلى استراتيجية عربية مشتركة لحماية البيانات الشخصية
كما تطرق إلى جهود المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات للوصول إلى استراتيجية عربية مشتركة لحماية البيانات الشخصية ما يعزز جهود القطاعات السياحية لتوفير بيئة سياحية تتمتع بالأمن الشامل.
وتطرق المتحدثون إلى الجهود الدولية المبذولة لمواجهة الجرائم السيبرانية، وطبيعة التهديدات الإلكترونية التي تهدد السياحة، وخاصة تلك المتعلقة بالاحتيال المالي، وسرقة البيانات والمعلومات الإلكترونية، والحسابات الشخصية، وأهمية النظم التشريعية للحد من هذه الجرائم بما يؤدي إلى خلق قطاع سياحي آمن وقادر على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.