توقفت غالبية المخابز في قطاع غزة بشكل كلي، في ظل عدم توفر المواد الخام ونفادها بشكلٍ تام من الأسواق المحلية، إلى جانب عدم قيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بتوفير كميات أو مساعدات غذائية للاجئين الفلسطينيين.
ويتكدس سكان غزة يوميا خلال أيام العدوان الإسرائيلي على القطاع، أمام المخابز للحصول على "ربطة" خبر لا يتجاوز وزنها 3 كيلو جرامات، في ظل انقطاع التيار الكهربائي وشح الطحين من المنازل وعدم وجود بدائل للسكان للحصول على طعام وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي.
أما المحال التجارية فقد أغلق الكثير منها أبوابه نتيجة لعدم توفر البضائع جراء الإقبال الشديد من السكان على شراء السلع في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، إلى جانب استمرار توقف إدخال الشاحنات التجارية للقطاع.
غزة بلا مظاهر حياة
ومع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم الحادي عشر، يفتقد أكثر من 2.3 مليون فلسطيني أبرز مقومات الحياة الأساسية نتيجة الحصار المشدد الذي فرضته حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية عبر إغلاق المعابر الحدودية والتلويح بمنع المساعدات المتوقع وصولها للقطاع.
وتعليقا على ذلك، يقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف إن الواقع المعيشي هو جزء من الواقع الكارثي في ضوء استمرار إغلاق المعابر وعدم وجود أية إمدادات على صعيد الوقود أو المواد الغذائية أو غيرها من السلع التي يحتاج إليها السكان.
ويضيف معروف لصحيفة "العربي الجديد" أن الاعتماد خلال الأيام الماضية كان على ما هو متوفر من مخزون داخل القطاع من سلع أساسية وتموينية وغذائية، وبالتالي عند نفاد أي من هذه السلع فإنه لا يوجد أي مخزون احتياطي لها في ظل استمرار إغلاق المعابر.
ويشير إلى أنه حتى اللحظة لم ينفد مخزون أي من المواد الغذائية، إلا أن المخزون المتوفر لن يستمر إلى ما لا نهاية وبالتالي فإن الواقع المعيشي صعب للغاية، خصوصاً وأن نقاط البيع والمحال التجارية بدأت تنفد منها مثل هذه السلع الغذائية والمواد التموينية.
واقع معيشي صعب
ووفق رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الواقع المعيشي يتهدده الكثير من الأمور مثل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، بفعل العدوان الإسرائيلي وحالة الحصار المشددة غير المسبوقة المفروضة على القطاع، وهو أمر قد يتسع بشكلٍ أكبر خلال الفترة المقبلة.
ويلفت إلى أن العدوان الإسرائيلي استنزف كافة مناحي الحياة في ضوء القيود المفروضة وتعمد الاحتلال المس بكافة مجالات الحياة اليومية، وحالة الحصار المشددة وإغلاق المعابر ونفاد الأدوية والضغط الهائل الذي تتعرض له المنظومة الصحية والحكومية.
ويشكل نقص المواد الغذائية تحديًا كبيرًا بالنسبة للسكان نتيجة اقتراب المخزون المتوفر لدى التجار من النفاد بعد أكثر من 9 أيام على بدء مواجهة "طوفان الأقصى" والتي يسميها الاحتلال "السيوف الحديدية"، بالتوازي مع نزوح مئات الآلاف من السكان.