رصد علماء الفلك من جامعة سوينبورن الأسترالية، تدفقا فائق القوة لموجات راديوية آتية من مجرة بعيدة جدا، استغرق وصولها إلى الأرض ثمانية مليارات سنة ضوئية، وهو اكتشاف من شأنه أن يساعد في كشف لغز هذه الظاهرة الكونية.
وأوضح العلماء أن التدفق الراديوي السريع هو وميض من الموجات الكهرومغناطيسية يدوم أقل من جزء من الألف من الثانية وقد وصل إلى الأرض، وتمكن التلسكوب الأسترالي "اسكاب" من التقاط إشارته، وتبين أن هذا التدفق آت من مجرة أبعد بكثير من تلك التي كانت مصدر التدفقات الراديوية السريعة المسجلة سابقا، إذ اجتاز ثمانية مليارات سنة ضوئية، وهو الوقت الذي كان فيه الكون يبلغ أقل من نصف عمره الحالي.
وقال راين شانون عالم الفيزياء الفلكية والمعد المشارك للدراسة من الجامعة: "إن تمكن التلسكوب الموجود في غرب أستراليا من رصد هذه التدفقات الراديوية السريعة أمر مذهل".
وتابع: "تمكنا من مراقبة هذه النقطة الصغيرة في السماء لمدة جزء من الألف من الثانية، بعد اجتياز التدفق ثمانية مليارات سنة ليتم رصده، وتخطى هذا التدفق الراديوي الجديد بأشواط الرقم القياسي السابق لتدفق مماثل استغرق بلوغه الأرض خمسة مليارات سنة ضوئية، وكان التدفق الجديد ذا قوة فائقة، إذ في أقل من جزء من الألف من الثانية أطلق قدرا من الطاقة يعادل ما ينبعث من الشمس في 30 عاما".
وأضاف أن هذه التدفقات الراديوية السريعة التي سجلها التلسكوب الأسترالي تحمل بصمة مادة زائدة، ولا تزال ثمة حاجة إلى تسجيل عدد كبير من موجات الراديو لتحسين حسابات المادة المفقودة.
توضيح لغز
وأوضح العلماء أن هذه التدفقات الراديوية قد تساهم في توضيح لغز آخر، وهو كمية المادة الصلبة في الكون، ويعتقد أنها تمثل نحو 5 بالمئة من الكون، بينما تتكون البقية من المادة المظلمة والطاقة المظلمة، إلا أن المشكلة تتمثل في أن أكثر من نصف هذه الخمسة في المئة من المادة الصلبة مفقود.
ويعتقد العلماء أنها تكمن في الشبكة الكونية، وهي خيوط رقيقة من الغاز تربط المجرات بعضها ببعض، ولكنها منتشرة لدرجة أنها غير ظاهرة للتلسكوبات، ويؤدي هذا الغاز في الواقع إلى تغييرات في الطول الموجي للتدفقات الراديوية السريعة.
