نظمت مؤسسة حمد الطبية مؤتمر قطر الدولي الثالث لأمراض الشيخوخة والخرف، تحت شعار "تحقيق التميز العالمي في رعاية الشيخوخة والخرف"، بحضور سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة، وسعادة الدكتور صالح مهدي الحسناوي وزير الصحة في جمهورية العراق.
واستضاف المؤتمر، الذي استمر ثلاثة أيام، المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية للشيخوخة الصحية والخرف، والذي تديره إدارة طب الشيخوخة والرعاية المطولة في مؤسسة حمد الطبية، بمشاركة أكثر من 800 متخصص من مؤسسات الرعاية الصحية المحلية والدولية، لمناقشة سبل التصدي للتحديات والاحتياجات العالمية المتزايدة لتطوير رعاية صحية متناسبة مع كبار السن.
وتناول البرنامج العلمي للمؤتمر مناقشات واسعة النطاق حول آخر الأبحاث الدولية القائمة على الأدلة، فضلا عن خيارات التشخيص والعلاج لإدارة متلازمات الشيخوخة ورعاية الأفراد المصابين بالخرف، كما سلط الضوء على أهمية الرعاية المتكاملة والمتعددة التخصصات لكبار السن، مع تعزيز جدول الأعمال الاستراتيجي للشيخوخة الصحية، التي تهدف إلى تشجيع تبني نمط حياة أفضل في الحياة المبكرة لدعم الرفاه العام في وقت لاحق من الحياة، واتباع نظام غذائي متوازن، والمحافظة على النشاط البدني، وإجراء فحوصات صحية منتظمة، وإدارة الإجهاد، والمحافظة على الاتصال الاجتماعي، والمشاركة في الأنشطة التي تعزز الوظيفة المعرفية.
هنادي الحمد: وزارة الصحة لعبت دورا أساسيا في تطوير الخطة الوطنية للخرف
وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة هنادي الحمد، رئيس المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية للشيخوخة الصحية والخرف، ونائب رئيس الرعاية المطولة وإعادة التأهيل وطب الشيخوخة بمؤسسة حمد الطبية، أنه مع استمرار خضوع السكان لتحولات ديموغرافية وتزايد الشيخوخة، فإنه من المهم معالجة التحديات والفرص بشكل استباقي، مشيرة إلى أن الأجندة الاستراتيجية للشيخوخة الصحية تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للصحة ورؤية قطر لسكان أكثر صحة وسعادة، كما يعتبر التعليم عنصرا مهما في دعم هذه الأجندة التي كانت الدافع لهذا المؤتمر.
وقالت "إن وزارة الصحة العامة لعبت دورا أساسيا في تطوير الخطة الوطنية للخرف، التي أطلقناها في العام 2018، ونعمل حاليا على الإصدار الثاني المقرر نشره العام المقبل، كما نعمل عن كثب مع شركائنا في الرعاية الأولية لتوسيع عيادات الذاكرة، التي طورها قسم طب الشيخوخة والرعاية المطولة في مؤسسة حمد الطبية، في المراكز الصحية في جميع أنحاء قطر، لتسهيل الوصول إلى المرضى الأكبر سنا"، مبينة أن هذه العيادة تهدف إلى منع وإدارة الانخفاض في القدرة الجوهرية، والتي تشير إلى القدرات البدنية والعقلية التي يحتاجها الناس ليكونوا متنقلين ومستقلين في مجتمعاتهم".
وأضافت رئيس المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية للشيخوخة الصحية والخرف، ونائب رئيس الرعاية المطولة وإعادة التأهيل وطب الشيخوخة بمؤسسة حمد الطبية، أنه يجري التخطيط حاليا لتوسيع عيادات إضافية لبرنامج الرعاية المتكاملة لكبار السن في مراكز الرعاية الأولية في المجتمع، بعد نجاح عيادة الرعاية المتكاملة لكبار السن التجريبية التي جرى إطلاقها في وقت سابق من هذا العام.
ما هو برنامج الرعاية المتكاملة لكبار السن؟
جدير بالذكر أن برنامج الرعاية المتكاملة لكبار السن (ICOPE) هو مجموعة من الأدوات والمبادئ التوجيهية القائمة على الأدلة لأخصائيي الرعاية الصحية، لتقييم صحة كبار السن ومعالجتها بشكل شامل، حيث يغطي البرنامج المجالات الرئيسية، مثل التنقل والإدراك والرؤية والسمع والتغذية والمشاركة الاجتماعية، فيما يسعى البرنامج إلى تمكين كبار السن من الحفاظ على استقلاليتهم ونوعية حياتهم مع تقدمهم في السن، من خلال تعزيز الرعاية المتكاملة والتدخل المبكر.
وكان المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية للشيخوخة الصحية قد عقد ورشة عمل سابقة للمؤتمر حول تعزيز الشيخوخة الصحية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية وممثلي منظمة الصحة العالمية، حيث تتماشى هذه الورشة مع ميثاق الأمم المتحدة للشيخوخة الصحية (2021 - 2030)، والبرنامج التعاوني للشيخوخة الصحية، وتعمل كمنصة مخصصة لتعزيز الشراكات عبر مختلف القطاعات وأصحاب المصلحة، بهدف الدفاع عن مفهوم الشيخوخة الصحية.