حقق مستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية، تفوقا لافتا في علاج مرضى النوبات القلبية خلال زمن قياسي، حيث يبلغ متوسط الوقت منذ وصول المريض المصاب بنوبة قلبية إلى قسم الطوارئ بمستشفى القلب وحتى فتح الشريان المسدود بالقسطرة حوالي 46 دقيقة، وهو ما يتجاوز المعيار العالمي الذي يحقق هذا الإجراء العلاجي خلال 90 دقيقة.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور نضال أسعد، الرئيس التنفيذي والمدير الطبي لمستشفى القلب، أن سرعة التدخل الطبي العاجل للتعامل مع حالات النوبات القلبية يعد عاملا حاسما في إنقاذ حياة هؤلاء المرضى، مبينا أنه كلما جرى تقديم العلاج بشكل أسرع بعد الإصابة بالنوبة القلبية كلما زادت فرص الشفاء.
د. نضال أسعد: فور استقبال المريض في قسم الطوارئ بمستشفى القلب يتم إجراء قسطرة قلبية للحالات الحرجة والعاجلة
وقال: "إن النوبة القلبية تقع عند حدوث انسداد مفاجئ في مسار الدم إلى القلب، ما يؤدي إلى تلف أو ضعف في عضلة القلب بشكل يمنع من عمل القلب بصورة صحيحة"، مشيرا إلى أنه فور استقبال المريض في قسم الطوارئ بمستشفى القلب يتم إجراء قسطرة قلبية للحالات الحرجة والعاجلة التي تتطلب تدخلا سريعا، من خلال فريق مناوب يمتلك الخبرة والتجهيزات اللازمة للتعامل مع الحالات الصعبة والمعقدة بمعايير عالمية.
زمن قياسي
وأضاف: "أن مستشفى القلب يتعامل مع حالات القسطرة القلبية في زمن قياسي يعد من أفضل الأوقات المسجلة في المؤسسات الطبية حول العالم، حيث يقوم فريق الإسعاف بإرسال التخطيط إلى مستشفى القلب، وبمجرد إثبات التشخيص يتم تفعيل طاقم القسطرة القلبية وتجهيز غرفة القسطرة لاستقبال المريض فور وصوله، وفي بعض الحالات الأشد تعقيدا تكون فرق القسطرة والعناية المشددة والتخدير وجراحة القلب في انتظار المريض قبل وصوله".
وأوضح الرئيس التنفيذي والمدير الطبي لمستشفى القلب، أنه قد أجري خلال العام الماضي حوالي 1100 قسطرة قلبية إسعافية للحالات الحرجة والعاجلة التي تتطلب تدخلا سريعا، كما استمر تقديم هذه الخدمة دون انقطاع طوال فترة جائحة كورونا خلال السنوات الماضية.
د. عمر التميمي: النوبات القلبية من أهم مسببات الوفاة في دولة قطر
من جانبه، أكد الدكتور عمر التميمي استشاري أول أمراض القلب بمستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية، أن النوبات القلبية تعد من أهم مسببات الوفاة في دولة قطر، مبينا أن أعراض النوبة القلبية تتمثل في الشعور بألم حاد وضيق وضغط في الصدر، وألم في الذراعين والفك وأعلى الظهر في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ضيق في التنفس والشعور بالدوار.
وبين أن هذه الأعراض قد تكون إشارة تحذيرية بالإصابة بنوبة قلبية، لافتا إلى أن هذه الأعراض قد تظهر بطرق مختلفة تبعا لوضع المريض الصحي وجنسه وعمره ونوع مرض القلب الذي يعاني منه.
تطور كبير
وأوضح أن مؤسسة حمد الطبية تمكنت من تحقيق تطور كبير خلال السنوات القليلة الماضية لتعزيز الرعاية المقدمة لمرضى القلب، كما تسعى لتحقيق المزيد من التطورات في هذا المجال، من خلال تثقيف الجمهور حول أهمية الحفاظ على صحة القلب وزيادة التوعية والوقاية من النوبات القلبية، وتشجيع الأفراد على اتباع نمط حياة صحي، ومعرفة الحالات التي من شأنها أن تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.
وأشار الدكتور التميمي إلى أن أبرز الحالات والعادات المزمنة التي تشكل عوامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية تشمل؛ ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والسمنة، ونمط الحياة الخامل والتدخين.
وبين أنه يمكن من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة واتباع أسلوب التغذية المتوازنة، وإجراء التمارين بصورة منتظمة، والامتناع عن التدخين، الحد من حالات مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
جدير بالذكر أن أمراض القلب تعد السبب الرئيسي للوفاة على الصعيد العالمي على مدى السنوات العشرين الماضية، حيث تبلغ نسبة الوفيات من أمراض القلب والأوعية الدموية تبلغ نحو 33%، أي نحو 19 مليون حالة وفاة كل عام، وذلك وفق بيانات الاتحاد العالمي للقلب.