شاركت دولة قطر في أعمال قمة البوسفور الرابعة عشرة، التي عقدت بمدينة إسطنبول التركية، تحت شعار "استشراف القرن المقبل: التحديات والفرص الواعدة".
مثل دولة قطر في أعمال القمة، وفد برئاسة سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة.
وأشار سعادة وزير التجارة والصناعة، في كلمته، إلى أن القمة تعد من أهم المنابر العالمية التي تجمع القادة والخبراء والمهتمين لتبادل الآراء واستشراف آفاق المستقبل في مختلف المجالات، كما تمثل منصة دولية هامة لتعزيز التعاون ومشاركة أفضل الممارسات بهدف الوصول لاستقرار وازدهار الاقتصاد العالمي.
وأفاد سعادته بأن الدورة الحالية للقمة تعقد في وقت يواجه فيه العالم تحديات مختلفة أثرت بشكل كبير على أداء الاقتصاد العالمي، من أبرزها أزمة الأمن الغذائي، وظاهرة التغير المناخي، وغيرها من التحديات.. مشيرا إلى أن مشاركة دولة قطر في القمة تترجم حرصها على ترسيخ أطر التعاون الاستراتيجي المتكامل مع مختلف دول العالم ودعم جهود الوصول لاقتصاد عالمي مستدام، من خلال العمل على إقامة شراكات عالمية جديدة تدعم التعاون الدولي متعدد الأطراف.
كما أكد في هذا الصدد على أهمية هذه القمة ودورها في تبني رؤى وتصورات تمكن اقتصادات الدول من التطور بطريقة تؤهلها لمواجهة التحديات الملحة التي تواجهها اليوم.
قطر شهدت على مدى العقدين الماضيين تطورا ملحوظا في البنية التحتية
وتطرق سعادته خلال كلمته إلى المبادرات التي أطلقتها دولة قطر ضمن رؤيتها الوطنية قطر 2030 للاستفادة من التطورات الكبيرة في مجال العلوم والتكنولوجيا لخلق مستقبل أفضل، لافتا إلى أن الدولة شهدت على مدى العقدين الماضيين تطورا ملحوظا في البنية التحتية، ونموا كبيرا في مختلف الصناعات، مما مكنها من أن تصبح واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم.
وأفاد أنه تماشيا مع رؤية الحكومة لجعل دولة قطر مركزا للابتكار الرقمي، تم طرح العديد من المبادرات في مختلف القطاعات بهدف تعزيز التطور التكنولوجي وزيادة مساهمته في النمو والاستدامة.
وأوضح سعادته أن دولة قطر أولت اهتماما كبيرا لأمن المعلومات الإلكترونية والأمن السيبراني، فعلى الصعيد المحلي أنشأت الدولة الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، أما على الصعيد العالمي، فتلتزم دولة قطر بالمعايير الدولية وتواصل جهودها في تعزيز التعاون العالمي، وذلك باعتبارها عضوا نشطا في المنتدى العالمي للأمن السيبراني.
وفي ختام كلمته، أعرب سعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، عن تمنياته بنجاح أعمال القمة وأن تساهم مخرجاتها في تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول المشاركة بما يخدم مسيرة العمل المشترك.
جلسات وندوات القمة تناولت عددا من الموضوعات والقضايا المهمة
وتناولت جلسات وندوات القمة، التي استمرت يومين، عددا من الموضوعات والقضايا المهمة من بينها استكشاف القرن المقبل، والمناخ والاقتصاد الأخضر، وحل النزاعات، والحوار العربي التركي، وطريق الحزام، والخدمات المصرفية والمالية، ومسألة الصناعات الدفاعية والأمن السيبراني، واستثمارات البنية التحتية والعمران، والصحة الدولية وقانون الصحة، والوصول إلى الأسواق العالمية ومناطق التجارة، والقوة الدافعة للذكاء الاصطناعي في السباق الرقمي، وأسواق رأس المال.
وإلى جانب تلك المواضيع ناقشت القمة تأثير أزمة المناخ العالمية على قطاع الزراعة والغذاء، ومستقبل الحياة العملية من خلال إعادة تعريف الاستثمارات العقارية، والصحافة الدولية، ومستقبل الرياضات الاحترافية، والعولمة في التعليم العالي، ودور المرأة في الاقتصاد.
تجدر الإشارة إلى أن قمة البوسفور تعتبر منبرا مهما يجمع بين السياسيين ورجال الأعمال والمبادرين من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط والعالم، بهدف مناقشة الرؤى والأفكار وتجارب تطبيق مختلف المشاريع، وتبحث كذلك مستقبل العلاقات الدولية والتعاون الإقليمي.
وتجمع القمة الفاعلين السياسيين وممثلي القطاعات الاقتصادية المختلفة وتسلط الضوء على القضايا الأكثر أهمية، كما تسهم في حث وإنجاح التعاون التجاري بين الدول، على النطاقين الإقليمي والعالمي.